استضافت إذاعة "موزايك إف إم" رئيسة تحرير موقع "بصراحة" باتريسيا هاشم ونقيبة الفنانين سميرة بارودى، وكلا من الفنانين التونسيين صوفيا صادق وصابر الرباعى، والوزير الثقافة التونسى مهدى مبروك، وذلك بعد البلبلة التى أحدثها تصريح وزير الثقافة التونسى "مهدى مبروك" بداية الأسبوع حين صرح أن مهرجان قرطاج هذا العام سيكون على مستوى عالٍ بسبب استضافة كبار النجوم من الوطن العربى، وأن مشاركة كل من إليسا ونانسى عجرم وفضل شاكر على "جثته"، مما أثار زوبعة فى الصحافة اللبنانية التى اعترضت أشد الاعتراض على هذه العبارة ودفع بنقابة الفنانين المحترفين فى لبنان الممثلة سميرة بارودى إلى إصدار بيان استغراب واستهجان مع التأكيد على المحبة لما هو مصلحة البلدين وفى محاولة لإعادة المياه إلى مجاريها بداية عبّرت باتريسيا عن استيائها لما صرح به معالى الوزير وردّت على اتهامها بإثارة الجدل وتضخيم الموضوع، بأنه لا يجوز السكوت عن إهانة الفنانين اللبنانيين، فالوزير ولو كان على حق بما عرضه من رفع مستوى مهرجان قرطاج إلى أنه لا يجوز أن يستعمل عبارة "على جثتى"، مهيناً بذلك لبنان والفنانين اللبنانيين على حد سواء.
وعندما اتهمها مقدم البرنامج بالتحيز وعدم الموضوعية وأنه يجب أن يكون كلامها مسئولا أجابت باتريسيا أنها صحافية بالنهاية تنقل اعتراض واستغراب الشارع اللبنانى، وأن كان على أحد أن يكون مسئولا فهو معالى وزير الثقافة التونسى لأنه رجل دولة مسئول أمام الرأى العام.
وكشفت باتريسيا عن أن اتصالا حصل بالأمس بين وزير الثقافة التونسى ورامى عياش، حيث أطلع الوزير رامى على كل ملابسات تصريحه، مؤكّداً أن الفنانين اللبنانين "على راسو"، وأنه فهم خطأ، وأنه يحترم ويحب كل الفنانين اللبنانيين من كبيرهم إلى صغيرهم، وأنه متمسك بشعار "ديكتاتورية الذوق السليم"، لما هو لمصلحة قرطاج وأنه لم يستبعد الفنانين اللبنانيين، والدليل أن النجم رامى عياش على رأس لائحة الأسماء المطروحة للمشاركة هذا العام.
وفى اتصال مع الفنانة صوفيا صادق عبرت عن حزنها الشديد لموقف وزير الثقافة حين قال إن اسم صوفيا صادق قابل للنقاش فيما يخّص المشاركة بمهرجان قرطاج، وكونها فنانة تونسية وفنانة حقيقية لا يجوز الانتقاص من قدرها فى بلدها.
أما الفنان صابر الرباعى فعبّر عن دعمه للوزير مع عدم موافقته على بعض ما صدر عنه، فصابر يؤيد موقف الوزير لناحية رفع شأن المهرجان، إنما لا يوافقه الرأى حول عبارة "على جثتى"، معتبراً أن تونس كانت دائماً فاتحة أبوابها لكل الفنانين الأجانب.
واعتبر الرباعى أن النجمة نانسى عجرم من أكثر الفنانات المحترمات والأكثر نجومية، وعندما سئل لما اعترضت الصحافة اللبنانية والنقابة على ما صرح به الوزير فى حين لم يدع هؤلاء الفنانين إلى أهم المهرجانات فى بلدهم كبيت الدين وبعلبك فلمَ على الوزير التونسى دعوتهم إلى قرطاج؟ أكد صابر أن الموضوع يعنى القيمين على هذه المهرجانات وهم أحرار باختيار من يشاءون، ولكنه أبدى بطريقة غير مباشرة استياءه من عدم دعوته لإحياء أحد هذين المهرجانين، مؤكداً بالمقابل دعوة المنظمين لنجوم عرب من جنسيات أخرى حينها تدّخل مقدّم البرنامج وعقّب على كلام صابر قائلاً: "أنت تعنى كاظم الساهر" فأكمل صابر حديثه دون الموافقة أو النفى.
وفى اتصال مع نقيبة الفنانين سميرة بارودى أكدت أنها تكن كل الاحترام لتونس وشعبها إنما لديها مأخذ من الطريقة التى عبر بها الوزير، ومن الكلام غير اللائق بحق الفنانين اللبنانيين. وأكدت "بارودى" أن نانسى وإليسا عوملتا كأنهما مطلوبتان للعدالة، وهذا لا يجوز كون لبنان كان دائماً فاتحاً ذراعيه وقلبه للأخوة الفنانين من تونس.
أما الوزير مهدى المبروك فقد أكد أن كلامه فسر خطأً ونقل بشكل مضخم ومسىء، مؤكداً أن كل ما عناه هو التزام معايير معينة لاختيار نجوم مهرجان قرطاج. كذلك صرّح مبروك أن وزير الثقافة أخذ هذا العام على عاتقه مهرجان قرطاج بعدما كانت تعمه الفوضى فى السابق، وأنه أراد بكلامه التأكيد على ضرورة الارتقاء بمستواه ودعوة كل كبار الوطن العربى الذين يقدمون فنا حقيقياً ولهم تاريخ فنى لا يستهان به .