قال المستشار السياسى للسفارة البريطانية بالقاهرة دانيال دراك، إن لندن ستستضيف، يوم الخميس المقبل، مؤتمراً حول الصومال، يشارك فيه سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربى وأمين عام منظمة التعاون الإسلامى أكمل الدين إحسان أوغلى، ورؤساء دول وحكومات أربعين دولة من أجل وضع تصور لتعامل دولى جديد مع الأوضاع فى الصومال.
وكشف المستشار السياسى للسفارة البريطانية بالقاهرة فى دائرة مستديرة عقدها ظهر أمس بمقر السفارة، عن أبعاد وأهداف هذا المؤتمر وفرص نجاحه، قائلا، إن هناك أربعة نتائج قوية من المنتظر أن يحققها هذا المؤتمر أولها تحديد التمويل لقوات حفظ السلام الأفريقية على أسس ثابتة ودائمة بشكل أكبر، وكذلك الموافقة على شكل المؤسسات التى ستعقب الحكومة الانتقالية الحالية فى الصومال ووضع صندوق لدعم تلك المؤسسات، والاتفاق على الأسلوب الدولى لتقديم الدعم للمناطق المستقرة فى الصومال ومساندة التنمية على الأرض، بحيث لا يكون دعما أفقيا فقط، ويسمح بإنشاء مقار لمنظمات الإغاثة على الأرض، خاصة بعد استقرار الوضع إلى حد ما فى العاصمة مقديشيو، الأمر الذى سمح بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ووزيرى الخارجية والتنمية الدولية البريطانيين الشهر الماضى لمقديشيو، وهو ما كان مستحيلا حدوثه منذ عام مضى.
وأضاف دانيال دراك، أن المؤتمر سيبحث أيضا كيفية التعلم والاقتداء بنموذج "أرض الصومال أو صومالى لاند" التى نجحت فى فرض السلام داخلها، وكذلك الحال فى بعض المناطق الأخرى خارج مقيدشيو، مثل بونت لاند، معربا عن أمله فى أن يتم افتتاح مقر للسفارة البريطانية فى مقديشيو قريبا خاصة وقد تم تعيين سفير بريطانى.
وأشار إلى أن صومالى لاند أصبحت مكانا يستطيع الصوماليون التعامل فيه بسلام، و"هناك عملية تنمية اقتصادية مما يجعلها درسا تأمل بريطانيا أن يتعلم منه بقية الصومال، ونحن سعداء لكون رئيس جمهورية صومالى لاند سيحضر المؤتمر".
وأشار دراك إلى أنه من النتائج المنتظرة أيضا من المؤتمر وضع تصور لكيفية تعامل المجتمع الدولى ومتابعته للأوضاع فى الصومال فى المستقبل، وإعادة الدعم الدولى للصومال بعدما كان الحماس قد فتر بهذا الشأن، موضحا أن المؤتمر سيبحث سبعة محاور، وهى مكافحة الإرهاب، الأمن وتحديد تمويل قوات حفظ السلام، آفاق العملية السياسية والاتفاق على ما سيتم اتخاذه من خطوات بعد انتهاء الحكومة الانتقالية الحالية من عملها فى أغسطس القادم طبقا للاتفاق الذى كان قد تم توقيعه، إيجاد تمويلات جديدة لمساندة المناطق المستقرة المحلية فى الصومال، كيفية مكافحة القرصنة والتعامل مع تلك الظاهرة، بالإضافة إلى بحث اتباع أساليب جديدة للتعامل مع المساعدات الإنسانية، والاتفاق على تعاون دولى أفضل.
ولفت إلى أن دوافع انعقاد هذا المؤتمر تأتى فى ضوء حقيقة وفاة نحو مائة ألف صومالى تأثرا بالجفاف العام الماضى ووجود 5،2 مليون لاجىء و250 ألفاً معرضين للخطر وانتشار ظواهر تهريب البشر والمجاعة والجفاف، "لكن رغم كل ذلك فإن هناك نافذة لاتخاذ خطوات أخرى جديدة لتحسين الأوضاع، خاصة بعد نجاح قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى فى مهامها وأيضا بسبب قرب انتهاء الاتفاق الذى تم التوصل إليه لتشكيل حكومة انتقالية حتى أغسطس المقبل".
وحول الدور المصرى فى ملف الصومال ومغزى مشاركة وفد مصرى يرأسه وزير الخارجية محمد عمرو مصر فى المؤتمر، قال الدبلوماسى البريطانى، إن الدعوة وجهت لرئيس الوزراء كمال الجنزورى، الذى أناب وزير الخارجية لحضور المؤتمر، موضحاً أن مصر لها دور هام فى الصومال، كما أن لديها مؤسسة الأزهر التى تقوم بدور مؤثر للغاية فى الصومال.
وتابع، "تحدثنا مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الذى وافق على توجيه رسالة دعم وتأييد من الأزهر للمؤتمر"، نافيا أن يكون انفصال أو تقسيم الصومال من أهداف المؤتمر.
واستطرد، "مناطق الصومال هى التى يجب أن تقرر علاقتها ببعضها البعض، وأى ترتيبات سيتم الاتفاق عليها بينهم لابد من بحثها مع الدول الإفريقية الجارة بعد ذلك التى سيشارك بعضها فى المؤتمر وعلى رأسهم رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوى ومسئولين كبارا من كينيا وأوغندا".
وأردف، "بريطانيا على اتصال وثيق قبل انعقاد المؤتمر مع رموز الصوماليين بالخارج وصومالى لاند والحصول على مساندة منهم لإعادة إطلاق المبادرة لمساعدة الصومال بجانب مساندة المجتمع الدولى، لأنه لا يمكن فرض عملية سلام من الخارج، وقد تعلمنا الدرس من التجارب السابقة ولا يمكن فرض السلام من الخارج، ولا يمكن أن يحدث سلام فى الصومال إلا إذا أراد الصوماليون أنفسهم ذلك".
وأوضح المسئول البريطانى أن المؤتمر سيخرج عنه إعلان فى ختام أعماله لوضع إطار للمجتمع الدولى لتنفيذ نتائجه، مشددا على أن هناك عنصر تهديد من الإرهاب فى الصومال الذى أصبح بمثابة "معمل تفريخ للإرهاب"، على حد وصفه، بسبب كونه أصبح دولة فاشلة.
وأكد أن اجتماعا آخر سيعقد فى مدينة اسطنبول التركية فى يونيو المقبل للبناء على نتائج مؤتمر لندن وقبل انتهاء فترة الحكومة الانتقالية الحالية، مضيفا أن رئيس وزراء بريطانيا يستثمر وقتا كبيرا من وقته فى ملف الصومال، مشيرا إلى أنه من الصعب تحقيق الكثير فى اجتماع واحد ليوم واحد لكن هناك حد أدنى من النتائج منتظر تحقيقها.
لندن تنظم مؤتمراً دولياً للتعامل مع الأوضاع فى الصومال بدعم من الأزهر
الجمعة، 17 فبراير 2012 12:16 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة