السيد الطنطاوى

شاوروهن وخالفوهن.. سوزان مبارك نموذجاً

الجمعة، 17 فبراير 2012 10:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مجتمعنا الذكورى العربى كما يحلو للمنظمات النسائية ونشطاء حقوق المرأة وحقوق الإنسان أن يصفوه، يتردد قول مأثور يحسبه البعض حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه ليس بحديث، بل يشير إليه بعض علماء الحديث بأنه قول باطل، وهذا القول هو "شاورهن وخالفوهن"، والصحيح أنه قول مأثور أو حكمة، أظن أن قائلها أحد الأشخاص تأصلت فيه الذكورية لأبعد مدى، ولم يفكر فى العواقب التى سيجره إليه إيمانه بهذه الحكمة من عدد لا بأس به من المولعين والمولعات بالمساواة، والمرددين والمرددات للعبارة عمال على بطال، فهذا الرجل ربما كان عنده بعد نظر وفراسة ليست لغيره من الرجال فيما سيحدث لبعض الرجال الذين يشاورون زوجاتهن أو يسلموا مقاليد أمرهم إليهن، وبعد تجربة وبرهان وكما يقولون "التجربة خير برهان"، هذا إن كان من سلم قيادته لزوجته رجلا عاديا، فهذا الرجل العادى لن يناله أذى كثيرا، ودية أو آخر ما ارتكبته يداه وضع الزوجة يدها فى جيب الجاكيت أو الجلابية وعد الفلوس الموجودة معه بحجة معرفة هل ستفى هذه الفلوس بحاجاته اليومية أم لا؟ ثم بعد عدها تطمئن أن ما معه سيكفيه وزيادة إلى آخر الشهر وأوائل الشهر الذى يليه، فتأخذ ما تيسر منها لشراء حاجة فى نفسها أو تخزين هذا الذى تيسر مع المتراكم من قبل للزمن تمثلا بمقولة والدتها أو جيرانها المأثورة "قصقصى ريش جوزك ليلوف على غيرك"، أو "يا مأمنة للرجال يا مأمنة للميه فى الغربال"، وأهى حاجة للزمن إذا فكر فى أن يغدر بها ويتزوج عليها، هذا إن افترضنا أن قائل هذا المثل رجل عادى يأكل فول وطعمية على الرصيف من العربية، ويسير على رجليه أو يركب الأتوبيس أو الميكروباص والمترو، وفى أحيان قليلة يركب التاكسى إذا جن عليه الليل وخاف من التأخير على زوجته أو من البلطجية والحرامية إذا بقى معه مال، بعد أن وضعت زوجته يدها الكريمة فى جيبه. هذه هى الفرضية الأولى.
أما الفرضية الثانية فتقول إنه ربما يكون من قال هذا المثل حاكم قوى عنيد لدولة عربية عتيدة تمتد جذورها القوية والراسخة فى التاريخ والجغرافيا والحساب والفلك، فاكتوى بنار مشاورته لزوجته وتسليمها جزءا من مقدرات الوطن بعد أن أخذت جزءا من مقدراته الشخصية هى وأحد أبنائها بعد أن جلست توسوس له بالليل والنهار هى وأصدقاؤها من الوزراء والحاشية الإعلامية وصديقاتها من مجلسها الأعلى النسوى ووزيراتها المقربات، ليكون ابنها هو حاكم البلاد من بعده فى ظل أن الشعب عقم فجأة عن خلفة الرؤساء والحكام والمسئولين، والأمة عقمت عن أن تأتى بمثل هذا الغضنفر الابن الذى سيأتى بالديب من ديله ويلفه سبع لفات هو وصديقه المقرب حول رقبة المعارضة، أو من يفكر فى اجتياز بوابة مجلس الشعب أو الشورى، إن كان يحمل بذرة معارضة أو جينة من جينات الخلاف فى الرأى الذى يفسد للود كل قضية فى عالمنا العربى، فأفاق هذا الحاكم العنيد على كارثة أو كابوس لم يحلم به لا فى منامه أو يقظته ليخلعه شعبه ويخلع معه كل بطانته وبطانة زوجته وحاشية ابنه، فيردد يا ليتنى ما سمعت كلامها وإن سمعته ما استجبت لها، هذا ما انطبق جليا وحصريا على سيدتى مصر وتونس سوزان مبارك وليلى بن على!!.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة