باقٍ من الزمن أقل من شهر، ثم يفتح باب الترشيح للمرشحين المحتملين وغير المحتملين لرئاسة الجمهورية، وباقى من الزمن ما يزيد على ثلاثة أشهر، ويكون رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب متسلما لمنصبه، ثم يسلمه المجلس العسكرى مهام عمله ويتفرغ للمهام الجسيمة وهى حماية بلدنا وحدودها.
إذن العملية تسير فى اتجاه تسليم السلطة بشكل آمن وسلس وبدون قلق أو دراماتيكية كما يريدها البعض من المشتاقين الذين ليس لهم نصيب من الجماهيرية والذين يريدون استعجال قطف ثمرة لم تنضج بعد، فهى كالحصرم ستصيبهم وتصيب أولادهم فى المستقبل "بالضرس"،
وكما يقول المثل "الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون"، وللحق كثيرون لا يريدون أكل هذا الحصرم ولا يريدون لأولادهم أن يضرسوا، فالطريق إلى تسليم السلطة لرئيس منتخب واضح ومعروف وفق خريطة لا لبس فيها ولا غموض، أما الطريق إلى تنمية مصر وتطويرها وجعلها فى المكان والمكانة اللائقة بها على غرار دول سبقتنا إلى ذلك هو طريق غامض وملتبس، فماليزيا "مهاتير محمد" سارت فى طريق التنمية والتطوير غير مبالية بأحد سواء من الداخل أو الخارج، وعندما وقف ضد التنمية والتطوير ثورجى اسمه أنور إبراهيم لفظه الحكم والشعب وحوكم على جريمة أخلاقية لم تبرأه المحكمة إلا فى وقت قريب، بعد أن قطعت ماليزيا أشواطا طويلة فى التطور الاقتصادى والبنيان العمرانى والنظافة لشوارعها وحواريها، ونحن ما زلنا نختلف على الاستعانة بشركات أجنبية لتنظيف مدننا أم نستعين بالوسائل التقليدية لجمع القمامة فى عربات تجرها الحمير ويسوقها الولدان فى الشوارع، فيقع من العربة أكثر مما تجمع، وبالرغم من أن مصر بدأت التنمية مبكرا من عهد الباشا محمد على هى واليابان، إلا أن اليابان سارت كالصاروخ رغم أنها دولة بلا موارد مثل مصر وعرضة للعواصف والأنواء الطبيعية والزلازل، إلا أنها كانت محصنة بأبنائها شبابا وكبارا على الاستهزاء بهذه الأنواء والزلازل وتحديها وعدم الخضوع لابتزازها، وكل من اليابان وماليزيا والإمارات والصين اعتمدت على الإنسان وعلى مقولة مهمة "أن الإنسان قبل المكان"، فإعداد الإنسان للعمل والعطاء والتنمية لبلده وإشراكه فى مشروع قومى حقيقى لهذه التنمية والتطوير عماد كل ما حدث فى هذه الدول وغيرها،
وسيجعل كل داعٍ لعدم العمل أو العصيان المدنى غير مرحب بدعوته من جانب الشعب أو الشباب، وبدلا من المشاركة فى تخريب المنشآت المملوكة للدولة وللشعب أو عدم المبالاة سيشاركون فى تنظيفها وحمايتها.
مقابل الدعوة للعصيان أو الإضراب، يجب أن تكون هناك دعوة للبناء والعمل بشكل مدروس وواعٍ والتبرع بساعة أو ساعتين لزيادة الإنتاج، كما يفعل اليابانيون الذين يحبون بلدهم، وأظن أن المصريين ليسوا أقل من اليابانيين أو الماليزيين فى حبهم لبلدهم، ولكن حب البلد ليس فى استمرار التظاهر والجلوس فى ميدان التحرير بدون شغل أو عمل، فمن الذى سينفق عليكم إذا استمر تظاهركم هل هم الآباء أم الباعة الجائلون المحتلون للميدان!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة