بالصور.. ضحايا بورسعيد اختبار حقيقى لقدرة المصريين على إنهاء ثورة المشاغبين

الجمعة، 10 فبراير 2012 01:58 ص
بالصور.. ضحايا بورسعيد اختبار حقيقى لقدرة المصريين على إنهاء ثورة المشاغبين صورة أرشيفية
كتبت مروة هريدى وأحمد عصام ومروان عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حرب كرة القدم بين هندوراس والسلفادور انتهت بـ7 آلاف قتيل.. الكرة المصرية تحتاج قوانين صارمة وأيدى غليظة تنفذها
حرمان الأندية الإنجليزية من بطولات أوروبا.. وبيرو أعلنت الطوارئ بعد كارثة "ليما".. وحادثة "زامورا" نقلت الزمالك إلى مدينة نصر
هزت مجزرة بورسعيد مشاعر العالم أجمع وليس المصريين فحسب، وهو ما تأكد عبر ردود أفعال العديد من الأندية والمنتخبات حول العالم، والتى نددت بأعمال العنف التى أودت بحياة أكثر من 73 مشجعا من جماهير الأهلى وإصابة المئات، فى الوقت الذى اكتفى فيه الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" بنعى المصريين فى هذا الكم من الضحايا، والتبرع بربع مليون دولار لأهالى الشهداء، فضلاً عن تأييده لمجلس إدارة اتحاد الكرة.

ولكن يبقى السؤال كيف سيتم التعامل مع تلك الكارثة؟ وكيف يمكن للكرة المصرية أن تعود مجدداً أقوى مما كانت عليه؟ وبمراجعة العديد من حالات الشغب والانفلات داخل الملاعب، نجد أن حقوق الشهداء فى رقبة المسئولين داخل مصر، وعليهم ألا ينتظرون توصيات من الاتحادين الأفريقى أو الدولى، لأنهما يكتفيان بعقوبات هزيلة لن تشفى غليل أهالى الشهداء، أو اللاعبين الذين رأوا الموت بأعينهم داخل ستاد بورسعيد، وإنما نحن بحاجة لقوانين صارمة وأيدى غليظة لتنفيذها.

الحديث عن شغب الملاعب يقودنا مباشرة إلى إنجلترا التى تشتهر بأعمال العنف والشغب بين جماهير أنديتها ولعل أبرز هذه الوقائع تلك التى اشتركت فيها جماهير نادى ليفربول المُلقب بـ"الريدز" الذين اعتدوا بوحشية على جماهير يوفنتوس الإيطالى خلال المباراة التى جمعتهما فى نهائى كأس الأندية الأوروبية البطلة عام 1985 والتى احتضنها ملعب "هيسيل" ببلجيكا.

استغل المشاغبون من جماهير الريدز الاستعدادات الأمنية الهزيلة للشرطة البلجيكية التى وفرت 300 شرطى فقط لتأمين المباراة، وهجموا بوحشية على جيرانهم الإيطاليين قبل ساعة من بداية المباراة، وخلال ثلاث دقائق فقط، فقد نحو 38 مشجعا إيطاليا وبلجيكيا حياتهم وأصيب المئات وسط فزع هائل اجتاح الاستاد، الغريب فى الأمر ورغم بشاعة الحادث، أن المباراة أقيمت فى موعدها المحدد وفاز حينها يوفنتوس، بهدف دون رد، أحرزه الفرنسى ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى الحالى، من ضربة جزاء، وتوج فريق السيدة العجوز باللقب ليهديه لأرواح مشجعيه.

واتخذ الاتحاد الأوروبى قد قرارا حينها بحرمان الأندية الإنجليزية جميعها، وليس ليفربول فقط، من اللعب فى البطولات الأوروبية لمدة ست سنوات متتالية، بينما حُرمت بلجيكا من استضافة أى مباريات بالبطولات الأوروبية لمدة عشرة أعوام بسبب الإهمال الأمنى الجسيم للمباراة، إلى جانب منع هذا الاستاد من استضافة أى مباريات فيما عاد "الفيفا" وخفف تلك العقوبات التى تم فرضها فيما بعد وسمح بإقامة مباريات ودية على هذا الملعب.

ولن نذهب بعيدا عن إنجلترا، ففى الشمال منها حيث تقع اسكتلندا التى تشهد أكثر أحداث العنف فى لقاءات الدربى بمدينة جلاسكو بين فريقى سلتيك ورينجرز، حيث يرجع الخلاف بينهما إلى جذور دينية، لأن أغلبية جماهير سليتك من الكاثوليك، بينما أغلبية جماهير رينجرز من البروتستانت، ولعل أبرز وقائع الشغب التى وقعت فى لقاء الدربى بينهما كانت يوم الثانى من يناير عام 1971، عندما اشتبكت الجماهير فى معركة دموية راح ضحيتها نحو 66 قتيلاً ومئات المصابين، وأقيمت مباراة ودية بين الفريقين بعدها بأيام راحت عائداتها لضحايا تلك الكارثة ولم تحرك الفيفا ساكنًا.

لم تستثنَ أمريكا الشمالية من أحداث العنف وشغب الملاعب وصلت إلى اندلاع حرب بين دولتى السلفادور وهندوراس فى 1969، لأنها كانت بسبب مباراة كرة قدم بين منتخبى البلدين فى التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 1970 بالمكسيك، والتى أوقعت البلدين فى مواجهة حاسمة لتحديد الفريق المتأهل للمونديال، بعدما انتهت مباراة الذهاب بفوز هندوراس على ملعبها، واعتدى جمهور منتخب هندوراس على أنصار السلفادور وتطورت الأمور إلى مهاجمة الأحياء التى يقيم فيها السلفادوريون، وهو ما دفع المهاجرين إلى الفرار والعودة إلى بلادهم تاركين بيوتهم وممتلكاتهم، وقدمت السلفادور حينها أكثر من شكوى إلى الأمم المتحدة وهيئة حقوق الإنسان.

بعد أسبوع واحد فازت السلفادور فى ملعبها ونال أنصار هندوراس نصيبهم من الاعتداءات، وفى موعد المباراة الفاصلة يوم 27 يونيو 1969 فى مدينة مكسيكو بالمكسيك فازت السلفادور وتأهلت، ومع نهاية المباراة كانت الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود، وفى الثالث من يوليو من نفس العام انتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت نيرانها على كتيبة داخل أراضى الأخيرة، وردت السلفادور بهجوم برى كبير وتوغلت لمسافة 40 كيلو متراً فى هندوراس التى لم تتردد فى الثأر بإرسال طائراتها لضرب مدينتى سان سلفادور وأكابوتلا بالقنابل، وبعد أسبوعين من القتال الضارى وخسائر فادحة راح ضحيتها ألاف القتلى من الدولتين، توقفت الحرب، فيما اكتفى "الفيفا" بالتنديد بتلك الأعمال ولم يقم بفرض أى عقوبات رادعة على الاتحادين.

وإذا ذهبنا إلى أمريكا الجنوبية سنجد "كارثة ملعب ليما" التى تعد الأسوأ فى أحداث الشغب التى شهدتها ملاعب كرة القدم بل أنها الأسوأ فى تاريخ الرياضة، والتى وقع ضحيتها 318 قتيلا وأصيب نحو 500 آخرين، جراء أحداث شغب شهدتها المباراة بيرو والأرجنتين بملعب "ليما" الدولي، فى التصفيات المؤهلة لاوليمبياد طوكيو 1964، وانطلقت شرارة الأحداث فى الدقيقة 88 من عمر المباراة، بعدما ألغى حكم اللقاء هدفا للمنتخب البيروفى بداعى التسلل، فى الوقت الذى كان فيه المنتخب الأرجنتينى متقدما بهدف نظيف.

قامت الجماهير البيروفية التى تملكها الغضب الشديد، باقتحام أرض الملعب للاعتداء على الحكم الأوروجوايانى آنخيل بازوس، كما قامت بتكسير محتويات الملعب وإضرام النار فى المدرجات، فى الوقت الذى لم تجد فيه الشرطة أية وسيلة لإيقاف الشغب سوى إطلاق أعيرة نارية فى الهواء وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الجماهير الغاضبة، وما زاد من حجم الكارثة، هو إغلاق أبواب الملعب من الخارج من جانب ضباط الأمن الذين لم يكونوا على علم بما يحدث فى داخله، ليموت المئات تحت الأقدام، بعد اندفاع الجماهير للخروج من الملعب جراء قنابل الغاز والأعيرة النارية التى بثت الرعب فى قلوبهم.

هذه الأحداث دفعت رئيس البلاد إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر لإعادة الأمن والاستقرار لبلاده، بعدما خرجت مظاهرات حاشدة إلى القصر الوطنى تطالب بإقالة وزير الداخلية، كما تقرر تقليص السعة الاستيعابية للملعب من 53 إلى 45 ألف متفرج، واكتفت الفيفا بإعلان فوز المنتخب الأرجنتيني، وإقامة مباراة فاصلة بين منتخبى البرازيل وبيرو لتحديد الصاعد الثانى رفقة الأرجنتين إلى اوليمبياد طوكيو، وهو اللقاء الذى خسرته بيرو برباعية نظيفة، ولم تفرض الفيفا أى عقوبات رادعة.

حتى المباريات الودية لم تخل من وقائع الشغب، وتحديدا فى مباراة جمعت بين منتخبى فرنسا والجزائر فى أكتوبر 2001 بملعب "سان دوني" بالعاصمة الفرنسية باريس، بعدما قامت الجماهير الجزائرية باقتحام أرض الملعب فى الدقيقة 75 من عمر المباراة، احتجاجا على الهزيمة الثقيلة التى تلقاها "الخضر" فى ذلك الوقت أمام الديوك الفرنسية بأربعة أهداف مقابل هدف، ورغم النداءات التى وجهها كلود سيمونى رئيس الإتحاد الفرنسى لكرة القدم فى ذلك الوقت للجماهير الجزائرية بسرعة مغادرة أرض الملعب فى هدوء بعد إلغاء اللقاء من جانب الحكم البرتغالى باولو مانويل كوستا، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.

وكانت هذه المباراة هى الأولى التى تجمع بين المنتخبين الفرنسى والجزائرى منذ استقلال الدولة العربية عام 1962، وكانت بمثابة المباراة الأخيرة بعد حادث الاقتحام الذى أثار ردود أفعال غاضبة لدى الفرنسيين، مما أدى إلى نشوب أزمة سياسية حادة بين البلدين، واتخذت الحكومة الفرنسية وقتها قرارا بعدم خوض أية مباريات ودية مع المنتخب الجزائري، خاصة بعدما قامت الجماهير الجزائرية بإطلاق صافرات الاستهجان أثناء عزف النشيد الوطنى الفرنسي، والهتاف ضد الدولة والشعب أثناء اقتحام الملعب، كما قاموا بإلقاء الزجاجات البلاستيكية على أفراد الشرطة، تحت مرأى ومسمع ليونيل جوسبان رئيس وزراء فرنسا، ومارى جورج بونيه وزيرة الرياضة هناك.

إذا انتقلنا للملاعب المصرية، سنجد "كارثة زامورا" التى انهار على أثرها أحد مدرجات ملعب "حلمى زامورا" بنادى الزمالك، خلال المباراة التى جمعت بين فريقى الزمالك ودوجلا براج التشيكى فى فبراير عام 1974، وذلك بسبب الحمولة الزائدة، وقرر الفيفا نقل جميع مباريات الزمالك إلى إستاد القاهرة بصفة نهائية إلى يومنا هذا، فى جميع المسابقات المحلية والقارية.

لا أحد ينسى واقعة الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائرى فى نوفمبر 2009 فى طريقها من مطار القاهرة، حيث تعد أبرز حوادث الشغب التى شهدتها الرياضة المصرية وإستدعت تدخل الإتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، الذى عاقب مصر حينها بنقل مباراتين للمنتخب الوطنى فى التصفيات الأفريقية لمونديال 2014 بالبرازيل، إلى خارج القاهرة.

لن نذهب بعيدا عن الملاعب الأفريقية، وتحديدا فى غانا، حيث شهد ملعب "أكرا" الوطنى أسوأ كارثة كروية فى أفريقيا، بعدما لقى نحو 130 شخصا مصرعهم، وأصيب 150 آخرين، جراء أحداث شغب شهدتها المباراة التى جمعت بين فريقى هارتس أوف أوك وأشانتى كوتوكو، فى مايو 2001، وأنطلقت شرارة الأحداث، بعدما أطلق حكم اللقاء صافرة النهاية معلنا فوز هارتس أوف أوك بهدفين مقابل هدف واحد، حيث بدأت جماهير كوتوكو فى تكسير مقاعد المدرجات، مما دفع أجهزة الشرطة إلى التدخل لوقف أعمال العنف عن طريق إطلاق القنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى حدوث حالة من التدافع بين صفوف الجماهير، وسقوط عدد كبير من الضحايا دهسا بالأقدام.

هذه الواقعة، دفعت الرئيس الغانى فى ذلك الوقت جون كفور إلى عقد إجتماع طارىء لمجلس الوزراء، فى الوقت الذى اكتفى فيه الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "الكاف" بتوجيه تحذير شديد اللهجة إلى السلطات الغانية، بسبب إستخدام الشرطة قنابل الغاز بشكل عشوائي، داعيا إياهم للبحث عن سبل أخرى لمعالجة هذه المواقف، تجنبا لوقوع الحوادث المأساوية فى المستقبل، فيما اكتفت الفيفا بمشاهدة الأحداث دون التعقيب عليها.

كما شهد الملعب ذاته، فى ديسمبر 2000، أحداث مؤسفة، فى المباراة التى جمعت بين فريقى هارتس أوف أوك الغانى والترجى الرياضى التونسي، فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا، تسببت فى مقتل ستة أشخاص، مما دفع "الكاف" إلى إيقاف النادى الغانى لمدة عام.

كانت المباراة قد توقفت قبل 20 دقيقة من نهايتها، حيث كانت نتيجة اللقاء تشير إلى تفوق الترجى بهدف نظيف، بعدما تفجرت أعمال شغب من جانب جماهير هارتس، مما دفع أجهزة الشرطة لإطلاق القنابل المسيلة للدموع بشكل عشوائي، حيث سقطت قنبلة على المكان المخصص لجلوس كبار الضيوف عن طريق الخطأ، أدت إلى نزول عيسى حياتو رئيس "الكاف" إلى أرض الملعب، وسادت حالة من الهرج والمرج لمدة 18 دقيقة، قبل أن يتم استئناف المباراة، بعد هدوء الموقف، لينجح هارتس فى قلب النتيجة إلى فوز 3\1 ويتوج بالبطولة.
































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة