أشارت دراسة أعدها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن عدد الأطفال المتواجدين فى مؤسسات الأحداث الحكومية، وصل إلى ما يقرب من 565 ألف طفل منهم مرتكب جريمة أو فاقد الأهلية، حيث جاءت هذه المعلومات على لسان عضو اللجنة الاجتماعية بالبرلمان الشبابى أسماء أحمد، والتى افتتحت باب النقاش لهذه الظاهرة وكيفية علاجه.
وتقول أسماء أحمد، بداية لابد من التأكيد أن لجوء الأطفال إلى الشارع تم بسبب الفساد الاجتماعى والاقتصادى الذى شهدته مصر خلال الثلاثين عاما الماضية، وقد تم تقسيم أطفال الشوارع إلى أربع فئات تبدأ بفئة مطاريد البيوت، ثم مطاريد الأحداث، ويليهم دور الأيتام وضالو الطرق فى الأسواق والأماكن العامة.
وأكدت دراسات أخرى أجراها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن مدينة القاهرة هى أكثر المدن التى تنتشر فيها هذه الظاهرة، وأن شوارعها تأوى ما يقرب من 31.6% من إجمالى أطفال الشوارع فى مصر.
وبعد سرد المعلومات الموثقة من الدراسات، أشارت أسماء أحمد، إلى أن غياب الوعى الدينى والظروف الأسرية السيئة نتيجة الطلاق أو الهجر والعيش فى كنف زوج الأم أو زوجة الأب والفقر والأمية والانحطاط الأخلاقى وغياب الوعى الدينى للوالدين، كثيرا ما يدفع الأطفال إلى اللجوء للشارع لأنهم يعتقدون أنهم وجدوا الأمان فيه، وتأتى على رأس الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة هى الظروف الاقتصادية، مما يؤدى إلى خروج الأطفال من التعليم للعمل فى مهن متدنية لكسب الرزق، وبكل أسف يتم استغلالهم بشكل سيئ فى الأعمال المحرمة والسرقة وتعاطى المخدرات.
وأرجعت عضوة البرلمان الشبابى، داليا أحمد، السبب فى انتشار الظاهرة إلى الوالدين والحكومة، فالآباء ينجبون الأطفال بكثرة لدرجة أنهم يصلون إلى مرحلة عدم الإدراك بأن أبناءهم يتسللون إلى الشارع، أما بالنسبة للحكومة فهى لا توفر لقمة العيش، مما يؤدى إلى إطلاق الأطفال فى الشارع حتى يكسبوا لقمة العيش، ومن الممكن مواجهة هذا المشكلة بأننا نقيم دور رعاية وتوظيف تكون مهمتها البحث عن هؤلاء الأطفال وإحضارهم والقضاء على العصابات التى تستخدمهم فى الأعمال المسيئة للمجتمع ووضع قوانين لهؤلاء الأطفال تساعدهم على الاندماج فى المجتمع بعد تأهيلهم.
ومن وجهة نظر أخرى قال رئيس البرلمان محمد الشامى، إن أطفال الشوارع يعتبرون مصنع حقيقى لصناعة البلطجية والتسول والإجرام فى مصر، مما يؤدى إلى شعورنا بحالة الانفلات الأمنى، وإلى جانب الحلول المقترحة من الأعضاء يجب أن تقوم الحكومة بعمل مدارس مجانية تماما لهؤلاء الأطفال ودور أيتام خاصة، والتأكيد على الجانب الدينى والأخلاقى لهم، وإنشاء ورش عمل حقيقية لتدريب من يريد منهم على حرف صناعية تساعدهم على كسب رزقهم.
برلمان الشباب يناقش ويدرس ظاهرة أطفال الشوارع
الأربعاء، 01 فبراير 2012 08:43 ص