النول اليدوى ينافس الآلات

بالصور.. عم خيرى من خلف النول: أنا صانع حرير.. لكنى للأسف فقير

الأحد، 09 ديسمبر 2012 08:54 ص
بالصور.. عم خيرى من خلف النول: أنا صانع حرير.. لكنى للأسف فقير عم خيرى من خلف النول
كتب أسامة عبد الحميد وأمانى الأخرس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم غزو التكنولوجيا لجميع المجالات، على حساب العمل اليدوى، وبرغم فقره، ورقة حاله، والحياة البدائية التى يعيشها هو وأسرته، وقد لا يكفى ما يتقاضاه للعيش، فى ظل ما نمر به من ارتفاع للأسعار وحالة الركود، ومن حالة اقتصادية متعثرة، إلا أنه أبى أن يترك مهنته وتراثه، الذى ورثه من أجداده، وظل يبدع ويخرج أرقى المنسوجات الحريرية، لينافس بها مهارة الآلات التى تحاول محو هويته.

داخل قرية صغيرة بالأقصر، يسكن بها عم "خيرى" يبدع ويخرج العديد من أشكال الحرير، ولا يمتلك غير نول يدوى، ومهارة صانع، تعلم على أيدى أبيه، وأجداده، وورث منهم مهنته، يعمل طوال اليوم، هو وزوجته بجد وعرق وكفاح، دون ملل من أجل كسب قوت يومه، وما يكفيه للعيش هو وأسرته، من مهنته البسيطة، والتى طغت عليها الآلات الحديثة، وكادت تنقرض.

زوجة عم خيرى تقول: "يأتى إلينا الحرير أبيض، ونقوم بصبغه حسب الألوان المطلوبة داخل مواجير مخصوصة للصبغة، وبعد ذلك أغزله على بكر يسمى "اللطخ" وتجهيزه للنسج على النول، حتى تكتمل قطعة القماش المطلوبة.

من وراء النول القديم، يجلس عم "خيرى" بجسده النحيل، يحدثنا قائلاً: "أعمل بهذه المهنة منذ 50 عاما، وقد ورثتها من أجدادى، وهى مصدر رزقى الوحيد، حيث أعمل طوال اليوم، بمشقة وسط خيوط الحرير، ممسكا ذراع النول فى حركة مستمرة، حتى أستطيع إنهاء قطعة قماش، لأتقاضى من صاحبها مصنعية يدى، الذى تكاد تكفى المعيشة الصعبة".

ويضيف عم "خيرى": "هنا فى قريتنا المعيشة تكاد تكون بدائية، نعتمد على الأعمال اليدوية، لكسب ما يكفى لمعيشتنا، وما تحتاجه بيوتنا، فبعد التطور والآلات أصبح هناك منتجات تنافس منتجاتنا، ولم يبق لنا وجود داخل الأسواق، ولا يلق المنتج رواجاً فى البيع، إلا الذى يهوى المنتج اليدوى، حيث هناك أفراد تهوى ذلك لبراعة العمل اليدوى عن الآلى".

وعن طريقة العمل يقول: "يأتى إلينا الحرير من أصحابه خام، نقوم بصبغه وغزله، وتأتى المرحلة الأخيرة، وهى النسج، أشد الخيوط الملونة المطلوبة على النول، وأنسج عن طريق نول يدوى بدائى، وعند إتمام قطعة القماش المطلوبة، أسلمها لصاحبها، وأتقاضى ثمن ما قمت به من عمل، والذى يكاد لا يكفى للعيش.

أما عن حياته العامة يقول: "نعيش داخل قرية فقيرة تكاد تكون معدومة الموارد، نعيش أخوة فيما بيننا، لا فرق بين مسلم ومسيحى، نستيقظ مبكراً، ويقوم كل منا بعمله، بجد وكفاح، تربط بيننا المودة والرحمة، نتقاسم كل شىء، ورغم فقرنا وعدم مقدرتنا على المعيشة، إلا إننا نستطيع إنتاج منتجات تنافس المنتجالت العالمية، والتى يتهافت عليها السياح الذين يأتون إلى مدينة الأقصر، فبعض قطع الحرير التى أغزلها بهذا النول القديم، يقوم أصحابها بعد استلامها ببيعها للسياح، حيث تمتاز ببراعة الصانع المصرى، ويقوم آخرون بإرسالها للقاهرة، حيث الرواج والبيع والشراء ببعض الأحياء السياحية، والتى يأتى إليها الوفود من شتى بقاع الأرض، مما يدر عليهم أموالاً كثيرة، ولا يصلنا إلا القليل الذى لا يكفى".






















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة