قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن جيش مصر القوى الذى تم تنحيته جانبا عن السياسة فى الصيف الماضى بعد قرارات الرئيس محمد مرسى بإقالة كبار قيادته، عاد أمس السبت، إلى المعترك السياسى والغليان الذى تشهده البلاد بسبب التوترات بين القوى العلمانية والحكومة العازمة على تمرير دستور يضمن دورا أساسيا للدين.
وتحدثت الوكالة عن بيان القوات المسلحة أمس الذى حذر من عواقب كارثية فى حال استمرار المواجهة، وقالت إن تدخل الجيش لوقف نزيف الدماء ربما يحظى بدعم ضمنى على الأقل فى البداية، من بعض النشطاء المؤيدين للديمقراطية.
ورأت أسوشيتدبرس أن الهدف من بيان القوات المسلحة على ما يبدو هو إظهار تنامى نفاد صبر الجيش إزاء الأزمة السياسية المتعمقة والتى ألبت مرسى وأنصاره الإسلاميين ضد القوى الليبرالية والعلمانية، مشيرة إلى ما ورد فى البيان من عبارات مثل "الحوار هو الطريقة الوحيدة والأفضل للتغلب على الصراع المتعمق فى البلاد وأن أى شىء آخر سوى الحوار سيجبرنا على الدخول فى نفق مظلم له عواقب كارثية، وهو ما لم نسمح به"، فضلا عن تحذير البيان أيضا من أن عدم الوصول إلى توافق ليس فى مصلحة أحد، وأن البلد كلها هى من سيدفع الثمن.
وتمضى الوكالة قائلة إن هناك شكوكا حول ما إذا كان الجيش يريد العودة إلى العملية الفوضوية لإدارة بلاد مزقتها الانقسامات وتعانى من الاضطرابات السياسية والمشاكل الاقتصادية المزمنة، ومع ذلك، فإنه فى ضوء بيان أمس، يرى الكثيرون احتمالا لتدخل محدود مؤقت لإنقاذ البلاد من الحرب الأهلية إذا دعت الحاجة على ذلك.
ونقلت أسوشيتدبرس عن المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان وصفه للبيان بأن تعبير عن الدعم لمرسى، لكنه أعرب عن أسفه لعودة الجيش إلى المعترك السياسى قائلا "نحن لا نقبل تدخل الجيش".
وقال الناشط محمود واكد إن أى محاولة من قبل الجيش للعودة إلى السلطة ستكون ناجحة فى البداية نظرا للخوف المتزايد من العنف، عارض ذلك، لكن هناك جمود أكبر فى المجتمع الآن، وهو مستعد لقبول هذا الآن أكثر من ذى قبل، مشيرا إلى أن الأمر بيد مرسى.
ولفتت الوكالة إلى أن دور الجيش فى الأزمة بدأ الخميس الماضى، مع دخول المدرعات والدبابات التابعة للحرس الجمهورى لمنطقة قصر الاتحادية بعد الاشتباكات التى وقعت فى اليوم السابق بين مؤيدى الرئيس ومعارضيه، ولم تكن القوات معادية للمعارضة فى المنطقة، وسمحت للمحتجين بتجاوز الحواجز والصعود إلى جدران القصر التى كانت عليها كتابات مناهضة لمرسى وللإخوان المسلمين. وقام المحتجون أيضا بالكتابة على الدبابات.
ومع ذلك كانت هناك مشاعر مختلطة إزاء هذا الأمر. فالبعض رفض تطمينات الجيش، وذكر بحادثة سحل الفتاة العام الماضى فى التحرير، وآخرين احتشدوا لالتقاط صور مع الضباط.
ونقلت الوكالة عن مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكية قوله إن تصعيد الصراع على حرب أهلية يمكن أن يمثل مخاطر لمصالح الجيش ولبلد بأسرها، لذلك فإن البيان الذى أصدره الجيش أمس هو مذكر بالدور المحتمل له وإشارة للمدنين لكى يقوموا بحل الأزمة السياسية.
موضوعات متعلقة..
القوات المسلحة: الجيش لن يسمح بالعنف ويدعو الجميع للالتزام بالحوار.. ولا ننحاز إلا لشعب مصر العظيم ونحرص على وحدته.. وعدم الوصول إلى توافق لن يكون فى صالح أى من الأطراف والوطن سيدفع الثمن
أسوشيتدبرس: بيان القوات المسلحة دليل على نفاد صبر الجيش من الأزمة الحالية.. وكثيرون يرجحون تدخلا محدودا ومؤقتا من المؤسسة العسكرية.. وغزلان:البيان تعبير عن الدعم لمرسى لكننا لا نقبل تدخل الجيش
الأحد، 09 ديسمبر 2012 01:08 م