فى ظل البحث عن لمحة أمل تضىء ظلام الأحداث الأخيرة، أقامت جامعة المستقبل بالقاهرة مؤتمرا بعنوان "الأمل وقت الأزمة" الذى استضاف الدكتور "روبرت مالى" الخبير القانونى، ومدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجمعية الأزمات الدولية، والمساعد الخاص للرئيس الأمريكى الأسبق، بيل كلينتون، للشئون العربية الإسرائيلية، والذى عرض مجموعة من تجارب الخروج من الأزمات الدولية على مدار السنوات السابقة، متطرقاً إلى الوضع الحالى فى مصر والشرق الأوسط.
افتتح المؤتمر الدكتور "عبادة سرحان" رئيس جامعة المستقبل، بكلمة عن موضوع المؤتمر، الذى ضم مجموعة من الشخصيات العامة على رأسهم الدكتورة "منى مكرم عبيد" أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وعدد من أساتذة كليات السياسة والاقتصاد بجامعة المستقبل والجامعة الأمريكية.
عرض النموذج الأمريكى فى إدارة أزمة الشرق الأوسط، كان هو النقطة التى بدأ منها البروفسير "مالى" حديثه عن كيفية إدارة الأزمات فى مثل الظروف الراهنة، وهى ما انطلق منها للحديث عن أزمات الشرق الأوسط بشكل عام، وتفصيلاً عرض تجربة كل من الرئيس بيل كلينتون، الذى عمل معه فى الفترة من 1998 إلى 2001، والرئيس جورج بوش الابن، والذى انتقد سياسته فى التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، وبلاد العالم العربى قبل أن يترك للرئيس "أوباما" مسئولية التصرف فيما حل بسمعة السياسة الأمريكية من تدهور فى دول العالم العربى، على حد تعبيره، واصفاً النموذج الذى احتذاه "أوباما" فى فترة حكمه الأولى بالحكيمة والناجحة إلى حد كبير، على الرغم من الانتقادات الواسعة، التى تعرض لها حكمه.
كما انتقد "مالى" خلال الجزء الثانى من المؤتمر، ما يحدث فى مصر من صراعات دموية سببها سيطرة الإسلام السياسى، متطرقاً إلى ما وصفه بحالة الفوضى والعنف الدموى الموجود نتيجة الصراعات بين جماعة الإخوان المسلمين وباقى طوائف الشعب المصرى، وتضمن الجزء الثانى من الجلسة نقاشاً بين "مالى" ومعظم الحاضرين الذين أثاروا مجموعة من الأسئلة حول وضع مصر، ورؤيته لمستقبل حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، كما تطرقت بعض الأسئلة إلى الصراع العربى الإسرائيلى.
"من وجهة نظر سياسية لا أرى حكمة من استمرار حكم الإخوان المسلمين لفترة قادمة" هكذا رد "مالى" على تساؤل أحد الحضور عن مستقبل حكم الجماعة فى مصر، موضحاً أنه لا يرى دليلاً ملموساً على أن جماعة الإخوان المسلمين هى الفصيل الأكثر تنظيمًا فى مصر، والدليل على ذلك هو حالة الفوضى، وعدم القدرة على معالجة الأمور فى مصر، خلال الشهور الأخيرة.
كما عدد "مالى" مجموعة من الأخطاء، التى وقعت بها الولايات المتحدة، والغرب بشكل عام، كانت نتيجتها الوصول لسيطرة الإسلام السياسى على الحكم فى بعض المجتمعات العربية، على رأسها مصر وتونس، واصفاً ما انتهجه الغرب من سياسة التجاهل لصعود التيارات الإسلامية فى السنوات السابقة فى دول مثل حزب التنمية والعدالة بتركيا، وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك، إلى جانب صعود حزب النهضة فى تونس، وتولى حركة حماس الحكم فى فلسطين، واصفًا هذا الصعود بالمؤشر الخطير، الذى لم يكن من الحكمة إغفاله، وهو ما أدى بالفعل إلى أزمة حرجة تعانى منها حالياً المجتمعات العربية، والمجتمع الدولى أيضاً.
أنهى الدكتور "عبادة سرحان المؤتمر بتكريم البروفسير "روبرت مالى" بكلمة شكر موجهة للبروفسير "روبرت مالى" والسادة الحضور، إلى جانب منحه درع جامعة المستقبل.
جامعة المستقبل تبحث عن "الأمل وقت الأزمة".. والمساعد السابق لكلينتون يناقش وضع الشرق الأوسط.. ويؤكد: ما يحدث فى مصر فوضى ولا أرى مستقبلاً لحكم الإخوان
السبت، 08 ديسمبر 2012 06:15 ص
جامعة المستقبل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة