قال الكاتب الصحفى جهاد الخازن، توقعت الأسوأ وأنا أرى على التليفزيون يومًا مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع، الذى لم ينتخبه أحدا يمشى أمام الرئيس محمد مرسى.
وأضاف الخازن فى مقاله بجريدة "الحياة اللندنية" اليوم الجمعة، أن الرئيس هو المصرى الأول، ويجب أن يمشى أمام الجميع، إلا أن من الواضح أن الدكتور مرسى ما يزال يعتبر نفسه عضوًا فى مكتب إرشاد الجماعة، قبل أن يكون رئيس مصر، وهو بالتالى يحاول أن يفرض على نصف المصريين الذين لم ينتخبوه قناعاته الدينية لا سياسة وطنية، تتسع لجميع المصريين.
وتابع الخازن توقعت الأسوأ أيضًا، وأنا أرى مسوّدة الدستور فى أيدى الجماعات الدينية، ومن دون امرأة واحدة فى لجنة الصياغة، كأن نصف المصريين قاصر، وبحاجة إلى من يأخذ بيده، وكنت سأتوقع الأسوأ لو أن الليبراليين والعلمانيين واليساريين كتبوا المسودة من دون مشاركة الإسلاميين.
وتعجب قائلاً، هل يعقل أن كاتبًا مثلى يحتاج أن يسجل أن مصر لكل المصريين، وليست للأحزاب الدينية وحدها، أو للأحزاب العلمانية وحدها، نتائج الانتخابات سجلت هذا الانقسام، الذى كان يمكن تجاوزه بسعى الرئيس إلى لمِّ شمل المصريين، فلم يفعل، ووجدت أننى مضطر لأن أدخل فى البديهيات، فأذكّره بأن الشبع أحسن من الجوع، والاقتصاد المصرى فى الأرض ولم تفعل الحكومة شيئًا لإنقاذه.
وأضاف، أو ربما أذكّر الرئيس بأن الصحة أفضل من المرض، فلعل الحكومة تحسن الخدمات الصحية بدل أن تطلب من الناس أن يصلّوا ليشفوا.
واستكمل، لا أريد أن يفشل الإخوان المسلمون، ففشلهم يعنى معاناة إضافية لشعب مصر، الذى يعانى أصلاً، ولن أكون يومًا إلا مع شعب مصر، فقد تعلمنا منه وسرنا وراءه، ولن تنهض الأمة وتأخذ مكانها بين الأمم فى غياب مصر.
واستطرد الخازن حتى ذلك الحين، ما أراه أن الرئيس محمد مرسى انتزع لنفسه سلطات ديكتاتورية، وأنكر أنه فرعون، ما يعنى أن التهمة خطرت بفكره، وهو قال إن السلطات مؤقتة، إلا أننى أذكر من أيام الطفولة فى لبنان فرض ضريبة مؤقتة بعد زلزال فى خمسينات القرن الماضى، وتركت لبنان فى أواخر السبعينات وكانت الضريبة "المؤقتة" مستمرة.
وقال، إن "المؤقتة" كانت من نوع تخدير "بنج" لتمر السلطات الديكتاتورية وتستمر، وتظاهر نصف المصريين احتجاجاً، وتابعت ثلاث تظاهرات كبرى لم يقتل فيها أحد، ثم جاء الإخوان المسلمون وأنصارهم ليواجهوا المتظاهرين فسقط قتلى وجرحى، لأن أنصار السلطة ليسوا من نوع يمكن أن يفاخر به أحد، خصوصاً المتطرفين الذين يرفضون الخروج من عصور الظلام، وكل همهم خفض سن الزواج للبنات.
وأشار الخازن، مصر كلها تدفع ثمن عناد الجماعة، ولا أقول الرئيس، فربما كان الدكتور مرسى ينفذ أوامر من فوق، أى من مرشد الجماعة الذى يسير أمامه، والمصريون هذه المرة قُتلوا بأيدى مصريين آخرين، والرئيس يقدم دستورًا يمثل نصف الشعب، ويتجاهل كل انتقاد وهو يحدد 15 من هذا الشهر موعداً للاستفتاء على الدستور.
وأنهى الخازن مقاله قائلاً: الإخوان المسلمون انتظروا 80 سنة للوصول إلى الحكم، وعندما وصلوا لم يصدقوا أنفسهم، وغلبت شهوة الحكم على العقل فحاولوا من اليوم الأول أن يجعلوا مصر على صورتهم ومثالهم، رغم كثرة الشواهد على أن نصف المصريين لا يريد ذلك.
والديمقراطية تعددية، والأحزاب الدينية لا تتسع للطرف الآخر، وقد قلت قبل أيام إن أحمد شفيق أو عمرو موسى أو محمد البرادعى أو حمدين صباحى، كان رئيساً أفضل لمصر من الدكتور محمد مرسى، وجاءت أحداث اليومين الماضيين لتثبت ذلك، فأزيد على الأسماء الأربعة محمد عصمت سيف الدولة، وسيف الدين عبد الفتاح، وأيمن الصياد، وعمرو الليثى، وقبلهم سمير مرقص، وسكينة فؤاد، وفاروق جويدة، فهؤلاء استقالوا أيضًا وكل منهم يستطيع أن يكون رئيسًا أفضل لمصر.
جهاد الخازن: المصريون يدفعون ثمن عناد جماعة الإخوان المسلمين
الجمعة، 07 ديسمبر 2012 12:37 م