تفتتح مؤسسة الأهرام فى التاسع من ديسمبر "مركز الأهرام للفنون" كأول مركز فنى وثقافى من نوعه تقيمه مؤسسة صحفية مصرية وعربية، تحت شعار "الفن حرية الفن مستقبل"، وذلك فى حضور نخبة من الشخصيات العامة وأعلام السياسة والصحافة والثقافة والفن، وفى مقدمتهم الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، وممدوح الولى رئيس مجلس إدارة الأهرام.
وسيتم تدشين المركز الرائد بافتتاح معرض "قرن من الفن" الذى يعرض للجمهور لأول مرة على مدى ثلاثة أشهر ١٠٠ عمل من مقتنيات الأهرام، تضم أعمال رواد الفن المصرى الحديث والمعاصر التى دأبت المؤسسة على اقتنائها بمبادرة من الأستاذ هيكل فى ستينيات القرن الماضى، تبنتها إدارات الأهرام المتعاقبة حتى وصل عدد الأعمال إلى ٦٥٠ عملا فنيا تمثل مختلف أنواع الفن التشكيلى، ويعكس مختلف المدارس والاتجاهات والأساليب الفنية خلال قرن كامل.
المعرض هو البند الأول على جدول أعمال طَموح لمركز الأهرام للفنون الذى يكتسب أهمية بالغة، يستمدها من تأكيده لقيم المؤسسة العريقة فى تكريم الفن المصرى، وتعريف المصريين بتراثهم المعاصر الذى يليق بحضارتهم العريقة، حيث يعد مؤسسة ثقافية متكاملة من المتوقع أن تشارك بقوة فى الحراك الثقافى والفنى فى مصر، وعلى الصعيد الإقليمى والدولى، وتم اختيار مجلس أمناء المركز برئاسة الدكتور عبد المنعم سعيد الذى يرجع له الفضل فى الدفع بالمشروع إلى النور، والسيدة سيلفيا النقادى أمين عام مجلس الأمناء كونها صاحبة ومطورة فكرة المشروع والمشرف على تنفيذه.
كما تم تكوين مجلس إدارة ولجان متخصصة للمشروع تضم نخبة من الخبراء فى مجالات الفكر والفن والثقافة على أعلى مستوى يتناسب مع أهمية وضخامة المشروع الذى سيتم تحديد برنامج سنوى متكامل لأنشطته وفعالياته، كما سيتم تحديد عدد كبير من المشروعات على هامشه كورش العمل والندوات والمعارض الفنية ومعارض الكتب والمحاضرات لرواد عالميين ومصريين فى مجالات الفن.
فأهداف مؤسسة الأهرام للفنون لا تقتصر على دعم الفن المصرى المعاصر ورعاية الفنانين، وإنما أيضاً فتح آفاق جديدة من الفنون خارج الحدود المصرية لإتاحة الفرصة لالتقاء الثقافات والتفاعل الفكرى والوجدانى بين الشعوب كونه العامل الأهم فى توسيع المدارك، وإعلاء قيم التسامح وقبول الآخر من جهة، فضلاً عن إظهار الجوانب القوية والخلاقة فى ثقافتنا وفنوننا وإبداعاتنا على العالم.
وستتم إدارة المركز بأحدث الأساليب العالمية التى تتوافق مع أنشطته وفعالياته الثرية، ليصبح منارة فنية وثقافية لها وزنها تسعى للتعاون مع كبرى المتاحف والمؤسسات الفنية والثقافية فى العالم إعلاء لدور الأهرام العريق كمؤسسة تنويرية واصلت منذ تأسيسها ولا تزال المشاركة فى مسيرة بناء مصر الحديثة.
وقد تم تجهيز قاعة العرض بأحدث أساليب العرض الحديثة بالمواصفات العالمية، ونظم الإضاءة الاحترافية، وأجهزة الإنذار ضد الحريق باستخدام جهاز تحليل الهواء، والشبورة المائية، وهو نظام ابتكر خصيصاً للحفاظ على المقتنيات الفنية خلال الحرائق.
ويتضمن المعرض دليلا تذكاريا باللغتين العربية والإنجليزية يضم توثيقاً لمقتنيات الأهرام يتم نشره مع افتتاح المعرض الذى تم تصميمه ليتماشى مع تصميم صفحات الدليل لتتحول زيارة المعرض إلى رحلة للدليل والعكس.
يذكر أن مقتنيات الأهرام الفنية التى سيتم عرض مجموعة منتقاة منها خلال معرض "قرن من الفن" تضم إبداعات نادرة لتشكيليين مصريين عبر مراحل متعددة، فكأنها بانوراما لفن التصوير المصرى فى القرن العشرين، كما تضم عدداً كبيراً من اللوحات الجدارية كانت إدارات الأهرام المتعاقبة قد كلفت بها الفنانين يصل عددها إلى 60 جدارية، تشمل مختلف أنواع الخامات من زيت وأكليريك وموزاييك، ونحاس مطروق وسجاد وخزف، فضلاً عما تضمه المجموعة من مختارات لأعمال النحت والخزف تمثل المكانة التالية للمجموعة القومية لمتحف الفن المصرى الحديث، وربما المجموعة الأولى للوحات الجدارية فى مصر.
كما تضم مقتنيات الأهرام الفنية أسماء كبيرة لفنانين صارت لبعضهم شهرة عالمية، من بينهم محمود سعيد وراغب عياد وسيف وانلى ورمسيس يونان وإنجى أفلاطون وجاذبية سرى وجمال السجينى وآدم حنين وأحمد عبد الوهاب وصبرى راغب، وصلاح طاهر وعمر النجدى وجورج بهجورى ومصطفى الرزاز وحلمى التونى، وغيرهم تحولت أعمالهم إلى جزء من معمار الأهرام الداخلى والخارجى، فمجموعة الأهرام لا تعد فقط ديواناً للفن المصرى المعاصر بكل ما يحتويه من مدارس فنية مختلفة فى أساليبها، وإنما أيضاً تعبر عن الواقع والحياة المصرية فى حقب متتالية، وهى المسيرة التى تحتفى بها مؤسسة الأهرام حالياً من خلال المعرض لإشراك الجمهور فى الاحتفاء بهذه الثروة الفنية عن طريق عرضها لأول مرة فى تاريخ المؤسسة.