"الشروق" تصدر الطبعة العربية لرؤية أردوغان لـ"السلام العالمى"

الأربعاء، 05 ديسمبر 2012 11:19 ص
"الشروق" تصدر الطبعة العربية لرؤية أردوغان لـ"السلام العالمى" غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر مؤخرًا عن دار الشروق، الترجمة العربية لكتاب "رؤية للسلام العالمى" لرجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، من ترجمة الدكتور طارق عبد الجليل، والدكتور أحمد سامى العايدى، ومراجعة الدكتور برهان كورأوغلو، ويقع الكتاب فى ثلاثمائة وسبعين صفحة من القطع المتوسط.

ويتضمن مدخلاً حول النهج الجديد لتناول الحضارة من خلال الوعى والرؤية والسياسة العالمية للحضارة الجديدة، وثلاثة أبواب، يتناول فى أولها "تحالف الحضارات.. مشروع لإنسانية عالمية"، ويتناول مبادرة تحالف الحضارات ورؤية السلام العالمى، وروحها، وإحياء الحضارة المشتركة، والتمييز والاستقطاب، دور المرأة فى هذا التحالف، والخطوات الجادة نحوه، والعمل على تأسيس هذا التحالف، والاختلاف والتنوع الذى يثرى الفكر ويعزز التضامن، واحترام حرية الرأى والمعتقدات الدينية، والمساواة بين الجنسيين، و"قمة دافوس: اللعبة الكبرى.. مرة ثانية".

أما الباب الثانى، فيتناول الانفتاح العالمى، من خلال معيار السياسيات الخارجية التى تعمل على كسب الأصدقاء، وليس صناعة الأعداء، والأهداف والمقاصد من تحالف الحضارات، والنهضة الاقتصادية والسلام والاستقرار، و"تركيا.. اليائسين والبائسين"، ومشروع السلام العالمى فى القرن الواحد والعشرين، والإسلام دين الأخوة والتكافل، والتأكيد على أنه لا سلام فى العالم دون سلام فى الشرق الأوسط.

وفى الباب الثالث والأخير، يتناول "أردوغان" كيفية مدّ الجسور من خلال فهم الحاضر من إدراك الماضى، وتحالف الحضارات من خلال رأب الصدع بين الغرب والعالم والإسلامى، والتركيز على أن تركيا جسر الحضارات، وإسطنبول مصدر إلهام لتحالف الحضارات، وأن تحالف الحضارات أمل العالم فى السلام والاستقرار والعدل.

ويوضح "أردوغان" فى مقدمته أن كتابه يعدّ جوابًا وردًا عالميًا ضد القمع والعنف والإرهاب والحرب والجرائم اللاإنسانية التى أحالت عالمنا بركة من الدماء، وطوقت منطقتنا بسياج من الآلام والدموع والاضطرابات، وتسببت فى موت الآلاف من البشر، وإصابة مئات الآلاف الآخرين بالعاهات الجسدية، وشردت الملايين عن بيوتهم وأوطانهم، إنها مبادرة حب وصداقة وسلام أطلقناها ضد مختلف أنواع الحقد والكراهية والعداء، مضيفًا أن غايتنا هى تحقيق بناء وعى إنسانى وضمير اجتماعى جديد، بغية أن يسود الجمال لا القبح، والخير لا الشر، والنور لا الظلام، وإن هدفنا البناء والحياة والبقاء لا الهدم والتخريب والدمار.

ويقول "أردوغان" إننا لننظر إلى كل الأديان والمذاهب الموجودة داخل حدود الجمهورية التركية، لاسيما فى محافظات إسطنبول وماردين وخطاى باعتبارها ثراءً فكريًا كبيرًا، ونبذل جهودًا صادقة، لأن يعيش المنتسبون لكل الأديان والمذاهب مواطنين من الدرجة الأولى فى هذه الدولة فى راحة بال وطمأنينة، فلقد لقيت الأديان والمذاهب المختلفة فى حاضرة الإمبراطورية العثمانية إسطنبول قبولاً وثراءً فكريًا وتسامحًا منقطع النظير، وتوفرت لها كافة الحقوق والإمكانات، وإذا كانت الإمبراطورية العثمانية تظهر عناية فائقة من أجل راحة الرعايا المسيحيين، فقد فتحت أحضانها لليهود أيضًا الذين طردوا من الأندلس.

ويشير "أردوغان" قائلاً: "لقد قمنا خلال السنوات العشر الأخيرة التى تولينا فيها السلطة فى تركيا بالعمل على رفع المعايير الديمقراطية إلى أعلى المستويات بالنسبة لكافة المواطنين فى الجمهورية التركية، وأجرينا إصلاحات مهمة أيضًا تجاه إعادة حقوق المنتمين إلى الأديان والمذاهب المختلفة".

ويقول رئيس وزراء تركيا: إن إفصاح الشعوب بشكل قوى عن مطالبها ورغباتها، ومطالبها بحقوقها المشروعة والمجاهرة بمعاداة الديكتاتورية لهو تقليد جُبلت عليه هذه المنطقة، وهو طبيعى لأقصى درجة، وإن من غير الطبيعى الديكتاتورية والظلم والقمع، وأن تصم الأنظمة الحاكمة آذانها عن مطالب الشعوب ورغباتها، لقد تحقق فى الأصل ما تستحقه هذه المنطقة، وبدأ التاريخ فى هذه الدول يتدفق فى مجراه، وطالبت بحياة حرة تمارس فيها حقوقها وحرياتها الأساسية دون خوف أو قمع، وطالبت بنظام لا تعاقب فيه بسبب الكلمة أو الفكر أو المعتقدات، ويتساوى فيها الجميع أمام القانون، والأهم من ذلك كله، هو أن الشعوب فى هذه الدول طالبت بأن تنتخب حكامها بإرادتها الحرة وأن تتمكن من مراقبتهم.

ويؤكد "أردوغان" أنه ينبغى على الأنظمة الحاكمة الجديدة التى تتأسس اليوم أن تتعامل بأقصى درجات الحساسية إزاء مراعاة الحقوق والمساواة والعدالة، وأن مراعاة حقوق الأقليات والقطاعات المهمشة لهى مسئولية ثقيلة تقع على كاهل الشعوب والسلطات كلها الموجودة فى المنطقة.

ويشدد "أردوغان" على أنه إذا ما رفعنا شعار التسامح، ونادينا بالتسامح، ودافعنا عن ثقافة التعايش الجماعى، فإننا لن نشهد أية هجمات عرقية مرة أخرى كتلك التى حدثت فى النرويج أو فى ألمانيا، وأن الإرهاب الذى يستهدف عديدًا من الدول لن يتمكن من الوصول إلى مبتغاه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة