إلى أن يهبط علينا طائر النهضة.. طائر "أم محمد" يتظاهر أمام الاتحادية

فى هدوء استيقظت مبكرا لتلملم حاجات سفرها الهام، وهى تحاول عدم إيقاظ ولديها الكبيرين الذين يرافقونها مع زوجها فى حجرة شقتهم الوحيدة، والتى يهددها السقوط كل يوم بقرية بلبيس فى الزقازيق "بلد الرئيس مرسى"، وتهمس فى أذن ابنها الصغير الذى لن تستطيع تركه وحيدا "اصحى يا مصطفى هنسافر مصر عشان نقف مع المتظاهرين ونعرف كل العالم أن مصر مش هترجع ورا ثانى".

نجوى محمد التى تنهى عقدها الرابع هذا العام، جلست على مقعد صغير بجانب ابنها فى أحد الميكروباصات "الزقازيق القاهرة"، بعد أن أحضرت أداة تظاهرها واعترضاها على النظام الجديد، وهى "طائر النهضة" الخاص بها، والذى قررت أن تعاير به كما تقول "أهل النهضة المزيفة" الذين خدعوها، كما تقول هى ومن مثلها، بحلم اكتشفت الآن أنه كان مجرد سلم تسلقوه فقط حتى الكرسى.

وسط شباب المتظاهرين رفعت أم محمد طائر النهضة –الديك البلدى الذى تربى فوق سطوح منزلها- بوضوح وهى تمسك فى يدها الأخرى ابنها الأصغر مصطفى الذى ينهى هذا العام مرحلة تعليمه الابتدائية، والتى كانت مرحلتها الأخيرة فى التعليم، حينما كانت فى عمره وفى هدوء بدأ بعض الشباب يقترب منها ليسألوها عن دوافعها للنزول حتى قصر الاتحادية، وتقول "بحب بلدى زى كل المصريين، وعايزه أسقط الدستور والتأسيسية، وأنهى حكم المرشد، وأعرف ليه محدش بيسأل فى حقوق الشهداء".

أم محمد كما تقول لم تسمع فى التلفزيون الذى يعتبر نافذتها على العالم عن أى حقوق تناقش فى الدستور للفلاحين أو حقوق أصحاب المعاشات الذين يعيشون على ثلاثمائة جنيه مثل زوجها الذى يعولها هى وأولادها الثلاثة بهذا المبلغ "مش الدستور ده اللى بيدى الشعب حقه، يبقى لو مخدنهوش فى الدستور عمرنا ما ها ناخده، وأولادنا دول هيعيشوا زينا محدش حاسس بيهم طول العمر".

"الديك البلدى" الذى ربته سيدة بالكاد تستطيع القراءة والكتابة فوق سطوح منزلها، هو بالنسبة لها أهم كثيرا من طائر نهضة الإخوان المسلمين، فهى كانت تغادر محيط قصر الاتحادية مسرعة لتلحق بأى مواصلة تعود بها لقريتها الصغيرة، حيث سيصبح الديك هو غداء محمد وأميرة ومصطفى أولادها الثلاثة وزوجها، الذين لا يرون اللحوم أو الدجاج كثيرا على طاولة طعامهم، وتقول بابتسامة لا تفارق وجهها "تفتكر طائر النهضة بتاع الإخوان ممكن اللى زينا يشوف فى يوم من الأيام، مرتب جوزى ما بيقديناش العيش الحاف والشقة مستنينها تقع علينا فى أى وقت وملايين زينا محدش هيبصلهم من الناس اللى فى الحكم، يبقى الطائر بتاعى أكيد أحسن".