بعد عام كامل تعاملوا فيه مع الأطفال بشكل دورى، ونظروا إلى قلب مشاكلهم على الطبيعة، بدأ حلم هبة عشماوى وصديقاتها الذى بدأ فى 2010 تحت عنوان "صحبة صالِحة"، يتطور حتى أصبح فكرة لمدينة متكاملة تستطيع تخريج أجيال أفضل من الأيتام المتعلمين، والمؤهلين على مستوى عال، ولكن هذا الحلم على جماله وسموه فهو وحده ليس كافيا، فمع تخرج البنات بدأ الفريق "البناتى" يتضاءل يوم وراء الآخر وتنسحب منه عضوة تلو الأخرى تحت ضغوط الحياة ومتطلباتها الحقيقية.
"الأطفال لما بيحبوا حد قوى بيبقى صعب يبعدوا.. وهما حسوا إننا أهلهم، وأنا ما قدرتش أتخلى عن عيلتى"، تقول هبة لماذا لم تستطع إنهاء المجموعة وقتها بعد أن ظلت وحيدة بين الاختيار إما إدارة الأعمال "البزنس" التى درستها باللغة الإنجليزية واستكمال الحياة بشكل تقليدى مثل الباقيين، أو الحياة فى "دنيا الأطفال" والمساهمة فى تحويلها إلى دنيا أفضل باستكمال "صحبة مُصلِحة".
وتكمل هبة "اكتشفت نفسى مع الأطفال من جديد وحبيت طرق التدريس اللى بنديها ليهم قوى، واستخدمت إدارة الأعمال اللى أتعلمتها فى أن أعمل الهيكل التنظيمى للمجموعة وبداية تكوين فريق الذى تحول اسمه الآن إلى "صحبة مُصلحِة"، بعد أن شعرت البنات على قدرتهم فى التغيير حينما أصبحوا الآن ثلاثين عضوة أصغرهم تسعة عشر عاما وأكبرهم خمسين عاما، ومسئول عن تطوير حياة أطفال دارى "بيت السعد، ومحبين الجنة".
وتضيف هبة، "صحبة مُصلِحة بدأت عملها مع الأطفال بالقراءة عن كيفية النهوض بالأيتام فى نفس الوقت الذى يتعاملون فيه معهم بشكل يومى، ووجدت أن المشكلة فى حالة فقدان الأهل التى تشعر الأطفال أن هناك شيئا ذهب لا يمكن تعويضه، ومن هنا كانت الفكرة فى تعويض الأطفال بشىء آخر لا يوجد لدى الآخرين وهى الموهبة التى يمتلكها كل فرد بداخله والتى يمكن أن تضعه على الطريق الصحيح بشكل نفسى، حينما يشعر أنه ناجح ومميز ومادى من خلال التركيز عليها والنجاح فيها بشكل كبير".
"لما كل ولد كان بيلاقى موهبته وبيحس إنه شاطر جدا فى حاجة أكثر من كل اللى حواليه، ونبدأ ننميها مع بعض كل حاجة كانت بتختلف" هكذا قالت هبة، وتتابع "المشكلة أن الجميع بيحاول يساعد الأطفال بلبس أو بأكل، لكن المساعدة الحقيقية كانت أن الأطفال تحس أن ليها قيمة وأنها بتقدر تعمل حاجة وده فعلا اللى ساعدهم جدا".
وتستعد هبة لإضافة مجموعة جديدة من الأطفال له بخدمة دار جديدة بحلول شهر أغسطس دون أن تمتلك حتى الآن مكانا على أرض الواقع، ولكنه مزروع فى عقل كل عضوة شاركت فيه حتى الآن، وفى حياة كل طفل طور حياته وهو الأهم، مثلما تقول هبة.



