بخطوات سريعة حاولت تجاوز تجمع الشباب الواقفين حولها، غير عابئة بعبارات المعاكسات التى اعتادت سماعها كلما قررت النزول للشارع، "أموت أنا فى الشريعة" قالها أحد الشباب فى سخرية أثارت دهشتها للمرة الأولى التى تفاجأ فيها بمعاكسة "بما لا يخالف شرع الله!"
"أموت أنا فى الشريعة، ما بحبك يا جميل بما لا يخالف شرع الله، بحبك حب حازمون للحمة" وغيرها من العبارات المغلفة بمصطلحات إسلامية هى معاكسات ما بعد الدستور الذى خرج بدعم من التيار الإسلامى، وهى أحدث تقاليع المعاكسات التى ظهرت فى الشارع المصرى وتداولها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى كأغرب معاكسات بسيطرة التيار الإسلامى على المشهد وانتشار المناقشات المرتبطة بالشريعة الإسلامية نظراً لما تعيشه مصر من صراعات سياسية مرتبطة بالدين.
"معاكسات ثورية" اسم أحد الصفحات التى ظهرت بعد الثورة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، لرصد أغرب المعاكسات المتأثرة بالتغيرات السياسية، التى تحولت لنوع من الفكاهة المثيرة للضحك مثل "الحلو تحرير ولا رد الجميل، والشعب يريد رقم تليفونك" وغيرها من المعاكسات الساخرة التى تحولت لواحد من مؤشرات قياس سلوك الشارع المصرى الذى يتأثر بالأوضاع السياسية، وظهر عليها أغرب المعاكسات المرتبطة بمصطلحات إسلامية بعد انتهاء التصويت على الدستور بنعم.
الدكتور "هبه عيسوى" أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أرجعت ظاهرة المعاكسات "بما لا يخالف شرع الله" إلى ضياع القيم وحالة الفوضى الأخلاقية التى يعيشها الشارع المصرى.
وقالت "عيسوى": الشعب المصرى غالباً ما يلجأ للقافية والنكتة للسخرية من الظروف من حوله، وهو نوع من تفريغ الطاقة السلبية فى شكل كوميديا "سوداء" يختار بها الشعب الإسقاط على الواقع السياسى من خلال تناسى الجزء الموجع من الحدث والاكتفاء بالضحك.
أما عن ربط المعاكسات بالمصطلحات الدينية قالت" المعاكسة فى الشارع تحولت لإحدى مؤشرات قياس الشباب فى الشارع، بعد ظهور نوع المعاكسات المتأثرة بالأحداث الموجودة على الساحة السياسية، أما عن ظهور المصطلحات الدينية فى شكل معاكسات يلقيها الشباب على الفتيات فى الشارع فهى ظاهرة غريبة على الشارع المصرى وهو النتيجة المتوقعة لما يحدث على الفضائيات من الشيوخ الذين تركوا الدعوة واتجهوا لاستخدام المصطلحات الدينية على الفضائيات.
تضيف "عيسوى": كثرة استخدام المصطلحات الدينية بصورة ساخرة، هو ما أدى إلى ضياع قيمتها كما أدى الحديث عن الإسلام والدين إلى استهلاك هذه الشعارات فى الحياة اليومية حتى وصولها للمعاكسات فى الشارع، هذا بالإضافة إلى اختلال صورة القدوة التى أدت إلى ضياع موازيين الشارع، وظهور عادات وسلوكيات منافية للأخلاق والدين، وهو ما أدى إلى الإساءة لصورة الإسلام وإهانة كلمة "الشريعة" التى تحولت لعبارة يتم استخدامها فى معاكسة "بما لا يخالف شرع الله".
أحدث تقاليع وكلمات المعاكسة بعد دستور "الشريعة"
الأحد، 30 ديسمبر 2012 10:04 ص