معاناة حقيقة، لكل طلاب المدارس والعاملين بشارع القصر العينى والأماكن المحيطة به، خاصة السيدات كبار السن، بعد استمرار إغلاق المداخل المؤدية لميدان التحرير من كافة النواحى بالجدار الأسمنتى، من قبل قوات الأمن، رغم هدوء الأوضاع وتوقف أعمال العنف والاشتباكات.
"حد من الحكومة والمسئولين اللى خايفين على نفسهم يجى يشوف الغلب والمر اللى إحنا فيه وينقل صوتنا حسبنا الله ونعم الوكيل"، بهذه الكلمات التى تدوى يوميا بشارع عبد القادر حمزة باشا، عبر المتواجدون فى طابور الانتظار، للقفز إلى الناحية الأخرى، عن غضبهم واستيائهم من المنظر المهين، الذى يقومون به أثناء توجههم إلى العمل أو المدارس أو لقضاء المصالح والعودة مره أخرى إلى المنزل.
فاطمة عثمان "موظفة " تقول إنها تبلغ من العمر 55 عام، وتشعر بالأسف والإحراج الشديد، أثناء وقوفها فى طابور الذنب والقيام بأفعال لاتليق بكل المقاييس خاصة السيدات وطلاب المدارس الصغار، مشيرة إلى أنها فى البداية كانت ترفض هذا الوضع ولكن بعد أن رحلة العذاب فى شوارع جاردن سيتى، والسير لمسافات بعيده فى الوقت الذى يكونوا مجبرين فيه على إتباع ناحية الكورنيش فقط، استسلمت للأمر الواقع رغم الخطر الشديد فى ذلك وأبسط شىء الإصابة بالكسر.
ويضيف عبد الحميد حسن "موظف"، أن هذا المشهد يشير بالفعل إلى وجود دولة تدعى النهضة والديمقراطية، والعمل على راحة المواطنين وهى فى الأساس لا تحمى إلا نفسها فقط، وتقوم بتعذيب المواطنين فوق الأرض، مطالبا الإعلام بنقل الصورة والمعاناة، إلى الرئاسة حتى يرى الرئيس محمد مرسى، عهد الحرية والحصار واحترام كرامه المواطن التى توعد بها بجانب إهدار الوقت والمجهود بنفس الدرجة كل يوم.
وتساءل ألا يعلم الرئيس بعيدا عن الاتفاق والاختلاف معه، أن محيط ميدان التحرير من أهم المناطق الحيوية، ويوجد بها عدد كبير من مصالح المواطنين والمدارس والمستشفيات" قائلا ألا تعلم الدولة أنها تخطت نظام مبارك، بمجرد اعتلاء سيدة أو فتاة على الأحجار ثم يأتى الرجال ليأخذوا بأيديها ومساعدتها، وهناك من يستغل الظروف ويتحرش بها لأن البشر ليس جميعهم متساوون فى الأخلاق.
أما" لؤى على" تلميذ بإحدى المدارس.. يقول إنه يشعر بالخوف خاصة فى ظل العنف والبلطجة التى تسود فى مصر، ويتعرض كثيرا للتأخير عن المدرسة، بسبب الطابور المسبق للوصول وأثناء العودة، لافتا إلى أن هناك كثيرين تسلقوا الأسوار الحديدية وسقطوا من عليها وغيرهم تمزقت ملابسهم.


