"لكل مقام مقال"، تلك الكلمات تعد من العبارات المأثورة التى تعنى بأن وجود الإنسان فى موقف معين يحدد مسار كلامه واختياراته فى الموضوعات القابلة للطرح والمناقشة، إلا أن هناك البعض يلقى ما بداخله فى أى وقت ولأى شخص، فهل تلك الطريقة تؤتى ثمارها أم تفقد الإنسان الكثير من المكاسب، " اليوم السابع" ترصد فى هذا الأساليب المتنوعة عند طرح مختلف أمورنا والنقاش مع الآخرين.
تقول نهى أنور محاسبة بأحد البنوك تعلمت من أبى الإنصات للغير، ومعرفة ما يدور بخلده قبل أن انطق بما فى داخلى، ثم أفكر فيما أقوله مليا لأن ما سوف ينطلق به لسانى سوف يكون سلاحا لى أو ضدى فى اى وقت، ففى النهاية أن ما تلفظت به لن يكون ملكى بعدما انطق به، والشخص العاقل هو من يزن كلام من أمامه ويكون ردا مناسبا لما قيل.
"أعرف أنى متسرع وأخرج ما بداخلى فى التو أى كانت الظروف"، هكذا بدأ الحديث عبد الله مختار الطالب بالفرقة الرابعة الجامعية، حيث يضيف أعانى من آثار تلك الطريقة، فليس كل من أتحدث معهم يعرفوننى جيدا أو مهتمون بشئونى أو سوف يبررون لى ما يحدث ويتفهمون طريقتى فى الحديث، وفى مواقف كثيرة خسرت كثير من الزملاء بسبب عدم اختيار للكلام المناسب فى الوقت المناسب.
"إذا كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب"، هذا المثل تطبقه جيدا حنان عبد الرحمن مصممة الديكور، حيث تقول علمتنى مهنتى الجمال والذوق الرفيع، وبتطبيق هذا على الحديث مع الآخرين، فإن الإنسان يزداد بهاء ورفعة إذا تكلم فى الوقت المناسب، واختار عبارته بشكل واع ولا يستثنى من ذلك إلا الحديث مع الأصدقاء المقربين أو الخاصة من الأهل، فيمكن للمرء أن يكون على طبيعته، فمن تتحدث معهم يفهمونك ويستطيعون تحليل كلامك بالشكل المناسب مع شخصيتك وطريقة تفكيرك.
وتقول رشا أحمد، ربة منزل، إنى هادئة الطباع ربة منزل إلى الحد الذى فسره زملائى أثناء دراستى فى الجامعة أنى متكبرة ولا أحب الاختلاط، وإنما هو فى الحقيقة انطواء وخجل، وبمرور السنوات وعندما تزوجت تغير طبعى من كثرة مشاجرات أهل زوجى معى وشحنه دائما ضدى، وكنت أقابل هذا بالصمت تفاديا للمشاجرات، إلا أنه ذات يوما نصحتنى صديقة لى " أن أقوم بطحن الدقيق بضجيج أو بدونه "، وهى تعنى أننى أكون مزعجة فى تعاملى معهم بداع أو بدون، ورغم أن هذه الطريقة لم تلق هوى فى نفسى ولا أنصح بها أحد إلا أنى فى بعض الوقت استخدمها وأجدها مثيرة ومستفزة لمن حولى وبدلا من أن أكون وحيدة ومضغوطة من تصرفات أهل زوجى السيئة، فإنى أرد إليهم الضغوط بهذا السلوك.
لكل مقام مقال.. حين يكون الكلام من فضة والسكوت من ذهب
الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012 08:06 م
صورة أرشيفية