لم تقف الساق الصناعية التى يتوكأ عليها المهندس محمد بعد أن بترت إحدى رجليه حائلا لعدم الذهاب إلى وضع كلمته فى الصندوق، المناقشات قبل هذا المشهد كانت محتدمة فى المنزل بين المهندس وزوجته ولم يفلح هو بإقناعها بأن تقول "نعم" مثله وظلت على موقفها الرافض لتقول "لا".
هذه هى الديمقراطية كما قال لنا مهندس الكهرباء محمد السيد الذى اصطحب زوجته إلى لجنة الاقتراع ليقولا كلمتهما، وما أن وصل للجنة افترقا لتدخل هى لجنة السيدات ويساعده أحد أفراد الأمن وليكون مرشدا له حتى باب اللجنة.
يقول محمد: تعرفت على بنود الدستور من خلال إمام الجامع الذى أصلى فيه الجمعة والأوراق التى يوزع علينا فى الشوارع والتليفزيون وقد حببنا شيخ الجامع فى الدستور لأن ليس هناك عمل إنسان كامل الأوصاف لابد أن يظهر فيه بعض الجوانب السيئة والتى سوف يتم تعديلها من قبل أعضاء مجلس الشعب القادم، لهذا قررت أن أقول "نعم".
وتظهر الأسرة المصرية الديمقراطية على حق حين قاطعته زوجته قائلة "لكن أنا مش موافقة" موضحة أنها استطاعت من خلال الخبراء الذين ظهروا فى القنوات التلفزيونية أنها تعرف سلبيات الدستور، وهذه السلبيات لابد أن تنتهى بعد الثورة لأننا نتقدم إلى الأمام وليس للخلف، وبالفعل صوتت بـ"لا" رافضة للعديد من البنود التى أراها غير منصفة لأبناء الشعب المصرى خصوصا الفقراء وحتى يعرف الرئيس أن هناك نسبة كبيرة غير موافقة لما يحدث فى البلد".
وهذا الاختلاف لم يؤثر على علاقتى بزوجى بل هو من قال لى كل واحد يقول ما يراه مناسبا له حتى نبدأ بالديمقراطية داخل بيتنا ثم تنتقل إلى المجتمع.
ولم يكن حالة المهندس محمد هى الحالة الفريدة من نوعها ولكن كان هناك حالات أكثر من ذلك بكثير، حيث وجد الأستاذ محمود شاهين الذى كان يعمل بالجهاز المركزى للمحاسبات والمصاب بشلل رعاش أهمية لحضوره ومساعدة أبنائه له للوصول إلى اللجنة حتى يعبر عن رأيه بـ "لا" بعد أن استطاع قراءة الدستور ووجد فيه ما لا يفيد بالرعاية الصحية المتكاملة التى كان ينتظرها الملايين، وفى المجمل هناك مواد كثيرة لا تليق أن تكون بمصر بعد ثورة 25 يناير.
"محمد" يطبق الديمقراطية داخل أسرته.. ذهب للتصويت بـ"نعم" وزوجته "لا"
الإثنين، 24 ديسمبر 2012 02:29 م