د. رضا عبد السلام

وتتوالى الأخطاء يا سيادة الرئيس!!

الأحد، 23 ديسمبر 2012 09:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واضح تماماً يا سيادة الرئيس، أنه لم تعد هناك جدوى من مجرد توجيه النقد لمؤسسة الرئاسة!! فالرئاسة والعاملون فيها "ودن من طين وأخرى من عجين"، وفى هذا تطبيق حرفى للقاعدة التى كان يطبقها سلفك، صاحب السيرة الذكية والعيشة الهنية "دع الكلاب تنبح والقافلة تسير"!!

دعنى هنا يا سيادة الرئيس أتوقف معكم فى محطة جديدة من محطات فشل مؤسسة الرئاسة، وكنت أتمنى أن أجد ما أمتدحه أو أقدره بوصفى كاتبا حرا، بينه وبين الليبراليين والمتاجرين بالدين حد السيف، لن أذكركم بالإعلان الدستورى إياه أو قرار زيادة الضرائب قبل الاستفتاء...إلخ!! فقط دعنى أتوقف معكم فى محطة قراركم الأخير "بتعيين 90 عضواً فى مجلس الشورى"!!

لا أستطيع أن أنكر أن هناك بعض (وأكرر بعض) الأسماء التى وردت بالقائمة تعتبر قيم علمية راسخة، وجديرة بالتقدير والثناء. ولن أذكر تلك الأسماء القليلة حتى لا يفهم بمفهوم المخالفة أن من لم أذكرهم غير ذلك!!

ولكن لدى سيادة الرئيس سؤالين يحيرانى – وربما يحيران الملايين أمثالى - أرجو أن يرد عليهما أى من مستشاريك العظام:

أولاً: نعلم أنكم تسعون - بتعيين هذا العدد - إلى تحقيق التوازن فى مجلس الشورى، الذى تسيطر عليه التيارات الإسلامية، والذى لم يهتم به الشعب من الأساس خلال الانتخابات، حيث لم يصوت فيه سوى 3 أو 4% من إجمالى من لهم حق التصويت!! السؤال هنا: ما هى معايير اختياركم لهذا العدد الهائل؟! كيف تمت عملية الاختيار؟! هل اعتمدتم على السير الذاتية والجوائز العلمية؟ أم تلقيتم ترشيحات (بخلاف ترشيحات الكنائس) من النقابات أو الجامعات مثلاً؟! أم أنكم اعتمدتم على الفضائيات، وكررتم الخطأ الذى وقعنا منذ قيام الثورة، حيث نصبنا فى الحفنة التى تتنقل بين فضائيات الدمار الشامل نخباً لم ينتخبها أحد؟! ولم يعطيها أحد تفويضاً للحديث بلسان شعب برىء منهم؟! أنتم بهذا يا سيادة الرئيس تؤكدون مقولة هيكل؛ بأنكم اخترتم من الفضائيات!! وهذا خطأ جسيم وقعتم فيه مراراً وتكراراً. سيادة الرئيس: ليس كل ما يلمع ذهباً. أرض مصر يا دكتور مرسى – يا أستاذ الجامعة - تذخر بآلاف الخبراء والعلماء المخلصين. كان مطلوباً منكم فقط قليل من البحث والجهد، وعندها كنتم ستتخذون قراراً موفقاً، ولكن يبدو أن من حولك مصرون على مواصلة رحلة القرارات الخاطئة.

ثانياً: إذا كانت التيارات الدينية تسيطر على مجلس الشورى، ألم يكن من قبيل الحكمة والحنكة السياسية ألا يتم تعيين أسماء تنتمى إلى التيار الدينى، من أمثال عصام العريان وغيره؟! ألا تصلكم أخبار عن حالة الاحتقان التى تسود الشارع المصرى حالياً!! ألم يكن من "الذكاء السياسى" أن تسعوا إلى كسب ود الشارع، بعد الخسائر والضربات المتتالية التى أصابتكم، والتى وفرت ذريعة ومبرراً للتيارات الليبرالية للانقضاض عليكم والنيل منكم؟!

للأسف الشديد يا سيادة الرئيس، واضح تماماً أنكم منفصلون تماماً عن واقع مصر، وبدلاً من أن تسعوا لاستمالة الشعب الذى وثق بكم، تماديتم وكررتم الأخطاء، والتى لن يدفع ثمنها إلا التيار الدينى، وخاصة حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، وما نتائج الاستفتاء إلا مجرد رسالة قصيرة من الشعب الواعى، الذى ستصلكم رسالته التفصيلية فى الانتخابات البرلمانية القادمة!!

يا سيادة الرئيس، الشارع بحاجة لأن يهدأ، كما أننى – قبلكم – لم أعد أطيق رؤية المتحذلقين والمتفلسفين من الليبراليين، الذين لم يكن لهم من هم سوى إزاحتكم عن الكرسى الملعون والجلوس عليه!! ولكنكم – ومعكم بعض رموز جماعة الإخوان – لا تفوتوا يوماً إلا وتقدمون لهم هدية ومبرراً للنيل منكم، حتى فقدنا الثقة فى الجميع، ولكن بعد أن ضاع الاقتصاد وتوقفت عجلة الإنتاج!!

من فضلك سيادة الرئيس، لو أجريت استفتاءً لمعرفة رأى الشعب فى مؤسسة الرئاسة ستجد أن الأغلبية الكاسحة، من إسلاميين وغير إسلاميين، غير سعداء تماماً من أدائها، فالقرارات متخبطة، أحياناً متسرعة، وأحياناً أخرى متأخرة، وإن خرجت تخرج بعيدة عن طموحات الشارع!! وكأنكم تخاطبون شعباً وتحكمون بلد آخر غير مصر المحروسة، مصر أمانة فى عنقكم سيادة الرئيس، لذا أدعوكم (من باب وذَكِر) لتذكر مقولة الفاروق ابن الخطاب "لو ضلت دابة فى أرض العراق لسئل عنها عمر" فأين أنتم من فاروق الأمة؟!! الذى قال ذات مرة "أصابت امرأة وأخطأ عمر" اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة