مصطفى نويل.. "لو بقيت بابا نويل حقيقى هوزع هدوم جديدة وعيش ولحمة"

الأحد، 23 ديسمبر 2012 12:19 ص
مصطفى نويل.. "لو بقيت بابا نويل حقيقى هوزع هدوم جديدة وعيش ولحمة" بابا نويل مصرى.. أم الأجنبى
كتب حسن مجدي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالذقن البيضاء الطويلة، والرداء الأحمر ذو الخطوط البيضاء، الذين اختطفهم من عالم الأساطير الأوروبية، غير أنهم لم يكونوا فارهين كما يبدون فى هذا العالم الأسطورى، كان يتجول على أرصفة حى المهندسين بشحمة ولحمة، فى إرهاق حمل على كتفه الصغير حقيبة بابا نويل الضخمة التى ينتظرها الأطفال مع بداية كل عام مثلما تحكى الروايات الخيالية لتهبط عليهم فى يد الرجل العجوز بالهدايا التى تمنوها، فهو لا يملك تلك العربة السحرية الموجودة بين أوراق القصص لتنقله من منزله البسيط القابع فى منشية ناصر، إلى حيث سيلتقى بمن يستطيعون شراء هداية الغير مجانية، وهو يروج بينما يتمنى أن يكون بابا نويل حقيقى ليغير نوعها ويجوب بها بين الفقراء فى حوارى وقرى مصر، ويهدى لوالدة ثمن العملية التى يريد إجرائها مع بداية العام الجديد الذى تفصلنا عنه أيام.

مظهر مصطفى بركات "بحقيبة وملابس بابا نويل" والمجهود الكبير الذى يبذله دون أن يقبل أى مساعده أو صدقة من أى شخص، كان يصعب على المارة وسائقين السيارات الذين أستوقفهم شكله ليتعرفوا على بضاعته التى لم تتجاوز بعض الألعاب البلاستيكية ووجوه البابا نويل، معرفة سنه الصغير "أنا فى ثالثة إعدادى" والذى لم يقف عائق أمامه للمشاركة فى مساعده أسرته محدودة الدخل على تجاوز أزمتها بعد أن أصيب والده بعدد من أمراض العمر "أبويا دلوقتى عدى الستين ومامتى ما بتشتغلش ولازم أساعد أخواتى والبيت فى المصاريف".

"من 6 سنين بابا كان كويس وبيدينا مصروف ذى كل الأولاد لكن لما عيى كان لازم نشيل المسئولية وده اللى أتعودت عليه من صغرى" يقول الطفل الذى بدأ يعمل منذ أن كان عمرة 7 أعوام ببعض أكياس المناديل فى الوايلى والزاوى الحمراء ثم انتقل إلى العتبة ليشارك فى بيع الملابس، ثم صنع لنفسه عربة فشار متنقلة، قبل أن ينتقل إلى شوارع الحسين ليبيع هداية تذكارية للسياح "أيام ما كان فى سياحة" مثلما يقول ومنها إلى شواطئ الإسكندرية فى الصيف مع أحد الأصدقاء ليبيع الألعاب ووسط كل هذا التقط فكرة الباب نويل منذ أربعة أعوام ليتحول مع بداية كل عام مثلما يشرح ساخر إلى بابا نويل "بس غلبان شوية وبيبيع الهدايا، لكن على الأقل بساعد أن الأطفال يفرحوا ويشوفوا حاجه جديدة".


45 جنيها هو سعر بدلة مصطفى التى يغيرها بواحدة أخرى كل عام لسوء خامتها التى يتحملها لأكثر من أسبوعين قبل رأس السنة منذ أن التقطها بالصدفة فى حى الموسكى منذ 4 أعوام، لتفتح له باب رزق جديد لم يكن يتوقعه بعد أن خفض له صاحب المحل السعر من 55 جنيها "مكنتش هقدر اشتريها بالسعر ده لكن صعبت على الرجال لما لقانى صغير وعايز أشتغل، وكمان لقيت الأصلية اللى خامتها كويسة لكن كانت ب120 جنيها ولو جبتها يبقى أنا اللى هدفع من جيبى مش هكسب".

"كشك وأعمل عمليات بابا هى عمليات صغيرة مش كبيرة لكن معناش فلوسها" يقول مصطفى عن كل أحلامه فى الحياة كطفل فهو أصبح لا يملك أى أحلام فى التعليم بعد أن شاهد أخوه الأكبر منه يجلس فى المنزل على الرغم من كونه الأول على مدرسته، بسبب عدم وجود عمل وشاهد أخته الأصغر تصل إلى العام السادس الابتدائى دون أن تتعلم الكتابة ويشرح "إحنا معندناش تعليم المدرس يدخل عايز يقول أى حاجة عشان يمشى أنا دلوقتى كل اللى بحلم بيه كشك أشتغل فيه وأجيب فلوس أساعد بيها أهلى وهكمل فى المدرسة بس مش مستنى أنها تشغلنى".

أما فأحلام مصطفى مختلفة إذا كان بالفعل اختير ليصبح بابا نويل حقيقى بيده مفاتيح الأحلام ليعطى الجميع ما يشاء مع بداية كل عام فكان سيملأ حقيبته الكبيرة بالملابس للأطفال الفقراء "أنا شفت أطفال بيعيطوا كل سنة وفى الأعياد عشان أهلهم مش قادرين يجيبوا ليهم حاجة جديدة، الأطفال بيتقهروا وهما شايفين أصحابهم لابسين حاجات جديدة وهما مش عارفين ينزلوا ليهم" وبعض اللحم والخبز للأهالى المحتاجين "الجوع هو أصعب حاجة بتقابل الفقراء.. أن البيت يبقى فاضى مفيهوش فلوس للأكل اللى جرب الإحساس ده لازم يحاول ينقذ الناس منه لو بقى معاه".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة