فاجأنا الرئيس اليمنى المنتخب لفترة انتقالية، عبد ربه منصور هادى، بقرار يعد الأول من نوعه فى المنطقة العربية، حيث قرر إلغاء كتيبة الحرس الجمهورى التى يقودها نجل الرئيس السابق على عبد الله صالح وحلها من القوات المسلحة، جاء ذلك خلال هيكلة الجيش وتقسيمه إلى أربعة مكونات رئيسية "برية، بحرية، جوية، حرس حدود".
ويعتبر قرار الرئيس هادى بإلغاء الحرس الجمهورى فريدا من نوعه، حيث إن جيوش الدول العربية لا تخلو من هذه الكتيبة التى تساوى فى عرف القوات المسلحة العربية بشكل عام قوة الجيش العام بأكملها من حيث القوة القتالية، حيث إنه يمثل الدرع للنظام الحاكم ضد الجيش فى حال الانقلاب عليه وله أسلحته المختلفة مثل صاعقة الحرس الجمهورى وقوات جوية ومدرعات ومركبات ويكون تابع لرئيس الجمهورية مباشرة عن طريق قائد الحرس الجمهورى.
فى هذا الصدد يرى الخبير العسكرى، اللواء حسام سويلم، "لليوم السابع" أن قرار رئيس الجمهورية اليمنية بإلغاء كتيبة الحرس الجمهورى قرار تكتيكى هدفه تفتيت مراكز القوى التى تؤيد أحمد على صالح نجل الرئيس السابق، والذى يقود الكتيبة منذ فترة طويلة.
ويوضح اللواء سويلم أن إلغاء الحرس الجمهورى فى جيش من الجيوش العربية أمر غريب بعض الشىء، ولكن الحالة اليمنية لها خصوصيتها وأسبابها فى ذلك لذلك الأمر لا يمثل أى خطورة على الجيش اليمنى لأنه من المفترض أن توزع وحدات الحرس الجمهورى على الكتائب الأخرى.
ويؤكد الخبير العسكرى، أن من الضرورى أن يكلف الرئيس اليمنى وحدة من القوات المسلحة يكون انتمائها وطنى فقط تتحمل مسئولية حراسته.
ويحاول الرئيس اليمنى منصور هادى- الذى انتخب فى فبراير الماضى لفترة انتقالية مدتها عامين- بتفويض يشمل إعادة هيكلة الجيش، وإزاحة أقارب سلفه عبد الله صالح الأقوياء من مناصب هامة من القوات المسلحة.
فى ظل ذلك، لاقت قرارات الرئيس اليمنى التى أصدرها اليوم وشملت إلغاء الحرس الجمهورى ترحيبا واسعا بين شباب الثورة والنشطاء السياسيين المشتركين على موقع التواصل "فيس بوك"، حيث أعلنت المنسقية الإلكترونية للثورة اليمنية بكافة طواقمها الثورية الإعلامية والميدانية عن تأييدها المطلق والكامل لحزمة القرارات الرئاسية الصادرة المتضمنة إعادة بناء وهيكلة الجيش معبرين عن وقوفهم جميعاً صفاً واحداً خلف هذه القرارات الصادرة من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه هادى.
ويقول عصام الكمالى، ناشط يمنى، على صفحته "الفيس بوك": أنا فرحان جدا كما هو الحال لجميع الثوار ولكن لن أفرط فى الفرحة حتى نستكمل أهداف الثورة ومحاكمة قتلت الشهداء.
كما دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية فى اليمن لمسيرة رجالية ونسائية حاشدة غدا الخميس 20-12-2012 الساعة الرابعة عصراً تنطلق من جولة عصر تأييدا لقرارات رئيس الجمهورية.
مشترك يمنى أخر يسجل على صفحته الإلكترونية: "لحظات تاريخية لليمن أرضا وشعبا بتحقيق أحد أهم أهداف الثورة الشبابية السلمية".
كما دون المهندس على اليمنى: "الوحيدون الذين سيستفيدون من قرارات اليوم ولن يتضرروا منها اليوم هم شباب الثورة فقط".
ويعتبر الحرس الجمهورى اليمنى تشكيل قديم فى الجيش اليمنى وكان يقوده أحمد على عبد الله صالح نجل الرئيس السابق، وكانت أبرز أعماله المشاركة فى القتال تأييداً لحكومة على عبد الله صالح خلال ثورة الشباب اليمنية، حيث شكلت قوات الحرس العمود الفقرى لنظام على عبد الله صالح، وكانت الأفضل فى الأسلحة والتدريب من بين كافة وحدات القوات المسلحة اليمنية، و وزارة الدفاع اشتركت فى التغاضى عن ذلك من أجل ضمان ولاء الحرس.
يتكون الحرس الجمهروى للجيش اليمنى من حوالى 17 لواءً، منها صواريخ ودبابات ومشاة آلية، وتتوزع ألوية الحرس فى المنطقة الوسطى، ذمار وصنعاء، ممتداً إلى الجوف وحرف سفيان، وتسانده القوات الخاصة فى المهمات الصعبة.
وفى أكتوبر عام 2011 قال اللواء على محسن الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق على صالح أن 7 ألف جندى من "الحرس الجمهورى" والوحدات الأمنية الأخرى قد انضموا إلى القوات الموالية للثورة اليمنية، على الرغم من أن قوات "الحرس الجمهورى" فى عهد على صالح كانت تحسب كواحدة من الوحدات الأكثر ولاءً فى الجيش اليمنى، إلا إنها أقل انتماءا حالياً للرئيس الجديد عبد ربه منصور هادى وذلك بسبب أنه لا يزال يسيطر عليه قادة موالون للرئيس السابق على صالح.
وكان الرئيس هادى قد أعلن الرئيس فى 6 أغسطس الماضى قرار بإعادة هيكلة القوات المسلحة للحد من سلطة أحمد على عبد الله صالح، وتعد إعادة هيكلة الجيش ضربة قوية لكتيبة"الحرس الجمهورى" حيث قضت بنقل ثلاثة لواءات تابعة للحرس مع قوات أخرى من الجيش إلى قوة جديدة تدعى تشكيل الحماية الرئاسية والتى تكون تحت الإشراف المباشر من رئيس الجمهورية، ونقل لوائين آخرين من الحرس إلى المناطق العسكرية الجنوبية والوسطى، وكردة فعل لمحاولات إعادة هيكلة الجيش، تظاهر حوالى 200 جندى بالسلاح من أفراد "الحرس الجمهورى" أمام مبنى وزارة الدفاع بصنعاء، مما أدى إلى انتشار قوات من الجيش خشية محاولة اقتحام المبنى.
الرئيس اليمنى يقرر إلغاء كتيبة الحرس الجمهورى خلال هيكلة الجيش..واللواء حسام سويلم يرى أن القرار فريد من نوعه ولن يتكرر فى دولة عربية أخرى..ويصفه بـ"التكتيكى" لتفتيت مراكز القوى..وشباب الثورة يرحبون
الخميس، 20 ديسمبر 2012 05:15 ص