بشماريخ الألتراس التى تنادى بالحرية فى إبهار، ورقصات الثوار التى تحلم بمصر أفضل للجميع، تحت رفرفة أعلام تحمل صور الشهداء التى زينت سماء ميدان التحرير، والهتافات باسم جيكا وشهداء ميادين التحرير التى كانت تهز جنبات ميدان الحرية علها تلبى نداءها، أبهرت فرق اسكندريلا، والأولة بلدى، والمطرب رامى عصام الجميع فى مهرجان الفن ميدان، بعد أن نقلته أحداث السياسة من موقعه الطبيعى فى ميدان عابدين إلى ميدان التحرير، خلال مسيرة تحرك بها أهل الفن ميدان من ميدان عابدين إلى مقر الثورة المصرية.
" حاولنا إعلان رفضنا التام لأية قرارات من شأنها تكميم الأفواه واستحواذ فصيل واحد، أيًا كان، على مقاليد الأمور فى مصر، منددين بأى محاولة قد تعيدنا إلى سنوات مضت من الاستبداد والظلم، والتى قامت ثورة 25 يناير من أجل القضاء عليها، بالطريقة التى نفهمها وهى الفن".. هكذا حدثنا حمد حبيب أحد منظمى مهرجان الفن ميدان بين هتافات مهرجانهم الذى يقام للمرة الأولى من قلب ميدان الثورة، ويتابع "اليوم كان مهرجانا ثوريا تظاهريا أكثر منه برنامج فنى بالشكل المعتاد، فالأهم كان هو أن نعلن تضامنا مع المتظاهرين هنا".
ما بين هتاف ثورى هنا، وحلقة نقاشية هناك، على أنغام ودندنة الفرق الموسيقية فوق منصة التحرير التى استطاعت على بساطة تكوينها أن تنقل آلاف الأفكار بين عقول المتواجدين وتمهد لمليونية جديدة، كان يحتفل الجميع فى قلب الثورة ولكن بالنسبة للمطرب رامى عصام فالمهرجان كان يمثل وضعًا مختلفا ويقول "أنا كنت من الناس اللى بدأت الفن ميدان ودايما كنا بنحتفل بيه فى ميدان عابدين بس النهاردة أنا حاسس أن الفن ميدان معمول فى بيتى لأنه فى الميدان اللى احنا معتصمين فيه من ذكرى محمد محمود".
منذ بداية أحداث الثورة ترج كلمات وأوتار رامى عصام أرجاء الميدان/ فما كان يغنى لمبارك تغير اسمه مرة للمشير، وفى الفن ميدان كانت نفسها لمرسى دون أن تتغير الكلمات الأصلية أو القصة الأصلية للأغانى، ويقول رامى "المشكلة أن تقريبا ما كنا نطالب به ونسخر منه لم يتغير فيه شىء ولذلك لم تتغير الأغانى وتغير الأشخاص وأضفنا بعض الأغانى الجديدة مثل أغنية الكائن الإخوانى".
بلفتة أمل، وفكرة زرعت فى أذهان الثوار، وبسمه على وجه جميع المارة فى الميدان أنهى أهل الفن ميدان جولتهم فى قلب ميدان الحرية، بعد أن تركوا لمسة جديدة على أهل الميدان ليؤكدوا على أنه حتى الفن مازال يمكنه أن يمارس الاعتراض طالما نحن فى زمن "ثورة 25 يناير"، مهما كانت الإعلانات الدستورية أو غير الدستورية مثلما قالوا.


