مشهد مشاركة كبار السن فى الانتخابات والاستفتاءات فى مصر أصبح معتادا، إلا أن الناخبين فى لجنة كلية التربية الرياضية بضاحية الزمالك بالقاهرة لفت انتباههم حكايات عجوز يتكئ على عصاه، وهو فى انتظار دوره للوصول إلى لجنة الاقتراع، إنه علاء الدين فهمي، الدبلوماسى السابق بوزارة الخارجية المصرية البالغ من العمر 95 عاما. وأبدى تعجبه مما آلت إليه الأوضاع فى بلاده فى الوقت الراهن.
وقال فهمى لصحيفة "الشرق الأوسط": "رفضت مشروع الدستور.. وسواء كنت قد قرأته أم لا فالطريقة التى وضع بها كانت غير صحيحة"، فى إشارة إلى هيمنة الإسلاميين على صياغة مشروع الدستور.
وكان فهمى يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية فى سبعينات القرن الماضى، قبل أن يترقى فى مناصبه الدبلوماسية فى منظمة الأمم المتحدة مع وزير الخارجية الأسبق عصمت عبد المجيد وقت شغله منصب مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة. واستطرد الدبلوماسى فهمى قائلا إن "العهد الذى نعيشه حاليا هو عهد توجيه خاطئ فيه فرض إرادة غير صحيحة"، مضيفا أن حال البلاد أصبح "محلك سر"، وأن الدول التى كانت أقل تحضرا من مصر أصبحت متقدمة عنها.
وعاصر فهمى زمن الملك فؤاد الأول عندما كان يحمل لقب "سلطان" وبعده ابنه الملك فاروق الأول ثم ثورة 1952، ويقول عنها: "إنها حدثت وظروف العالم سيئة ومصر كانت تغلى من وطأة الاحتلال الإنجليزى وكان هدف الشعب أجمع هو خروج المحتل، بالتالى التف الشعب حول الثورة، ولكن لعبت بأعضاء مجلس الثورة عوامل السيطرة والسلطة وهم كانوا شبابا آنذاك إلى جانب العوامل الخارجية الأخرى أيضا جمال عبد الناصر كان عسكريا ممتازا ولكنه لم يكن سياسيا بدرجة جيدة".
ويرى فهمى أن أذكى فرد فى تنظيم الضباط الأحرار كان الرئيس السابق محمد أنور السادات لعمله بالسياسة قبل ثورة 1952، أما عن الرئيس السابق حسنى مبارك فيقول فهمى: "مبارك فوجئ أنه سيصبح رئيسا والسادات اختاره لأنه كان مطيعا ويؤدى واجبه كما يجب، وعندما التف حوله شياطين السياسية وتدخل ابنه جمال وزوجته سوزان ثابت وهذه الأمور المعروفة ولكنهم نسوا أن المصريين متيقظين". ويتابع الدبلوماسى العجوز قائلا: إن "مبارك كان (غلبان) وغير مثقف تثقيفا علميا، أى نعم كان عسكريا محترما وقائدا ممتازا للقوات الجوية، لكنه لم يكن سياسيا فى يوم من الأيام".
ولا يخرج فهمى من بيته فى ضاحية الزمالك إلا لأداء صلاة الجمعة. وخرج للمشاركة فى التصويت على الاستفتاء على الدستور الجديد أمس. وقال إنه سبق وخرج للتصويت فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسية، حيث صوت لعمرو موسى.
وأضاف بعد أن أدلى بصوته أمس: "رفضت مشروع الدستور لأن فيه نزعة دينية، فنحن دولة إسلامية من يوم أن فتح عمرو بن العاص مصر، واليوم يأتى من يقول إذا قررت كذا ستكون مع الإسلام وإذا اخترت كذا ستكون كافرا، هذا لا يجوز.. فعلاقة الفرد بربه لا يتدخل فيها مخلوق".
دبلوماسى مصرى سابق: رفضت الدستور لأنه وضع بطريقة غير صحيحة
الإثنين، 17 ديسمبر 2012 08:38 ص
الاستفتاء على الدستور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة