جيهان سليمان تكتب: عصفوران التقينا

وعبرنا الطيف الشارد إلى جزيرة لا يطوقها الغرقى
تمردنا قليلا.. وغضبنا فوق أجنحه الشجر.. واختبئنا
من قسوه البشر تحت أجنحتنا..
عصفوران التقينا..
هاربان من حياة خشنة إلى أسطورة لا تبكى.. تفك طلاسم الحجر الأصم.. تحيله إلى زهور وقشوش برية وأغنيات..
ورواية مكتوبة بالحبر السرى لا يعلم أسرارها إلا كلانا..
فقد أخبأنا فى فمنا سحرها الذى به أعلنا انتفاضة الحب بعد مرقدنا..
عصفوران التقينا..
ورغم الرياح العاتيه كنا.. وأعاصير تقتلع أجنحتنا الصغيرة وتنقش حروف الضباب.. وبشر أحمق بنبل فوق الزغب يصطاد حلمنا العنيد.. لم يكن لنا إلا من أحضاننا الارتواء..
نهرب من النهار الحائر إلى مساء الورد والياسمين..
نترجل إلى وكر حكاياتنا الملساء ونشرع رغم الحزن بكل الابتسام.. ضحكاتنا توقظ موتى الحب وتهز الجنون وتعلم كل الملتاعين فن الذوبان والاحتراق..
عصفوران التقينا..
لم يكن حبنا ارتجالا.. ولا عشقنا انتحارا.. كان عشا عنيدا مثل أعمدة السماء.. ومرفأ عتيقا فى عينيك الزقاء
كأن نسورا محلقة فوق كتفيك.. ونجوما ساهرة تتلاقى..
كان حبا رائدا لكل فنون العشق يعلم كل الفرسان كيف يصنعون بحلم عصفور أسطورة..
عصفوران التقينا..
لا تعلم منك شهريار فن التحليق مجددا والطيران.. كيف أغزل عشًّا وأنا أداعب الأعاصير.. كيف انتظرك لتأتى فارسى محلقا وأنا فوق ربوة عالية أتوازن بحبك ليس أكثر؟.. كيف أهاجر إليك وبك وأنا فى مكانى وكيف أضعك بين أوردتى وأجنحتى التى تخبئ الكون معك.. كيف أعيش معك حلما أسطوريا محلقا وأمارس الطيران فوق سطورى.. أحبك شهريار.