فوق السدود الحجرية التى صنعتها قوات الأمن لحماية قصر الاتحادية تجمعوا فى مشهد لفت أنظار الجميع، وهم يحاولون تحدى الحجارة بأفكارهم التى لا تعرف التوقف حول نيران اشتعلت فوق السد لتبعث فى جموده حياة تحوله إلى محط الأنظار ومن أداة منع إلى أداه تظاهر جديدة تستقبل الآتين إلى محيط القصر وكأنهم يدخلون إلى بوابة أحلام خياليه ترتفع من فوقها النيران فى دوائر صغيرة مبهجة.
فى صف واحد كانوا يقفوا يدا واحدة مثل تجمعات شباب الألتراس بلافتتهم التى تقول "لا استفتاء على الدماء" ونيرانهم التى كانت ترتفع فوق الجدار معلنة أن الحواجز لا يمكنها حبس الأفكار ولكن من القلب فهم كانوا مجموعة من الشباب لا يجمعهم سوى رابط الثورة تجمعوا بمحض الصدفة حينما وجدوا شاب صغير يحول الجدار إلى أداة تظاهر ويقول أحد الشباب من فوق الجدار وهو يشير إلى الشاب الصغير الذى مازال يعمل على تحسين شكل نيرانه "هو دة اللى لقيناه بيعمل الفكرة وإحنا وقفنا معاه".
محمود سيد صحاب ال16 عاما والحالة المادية والاجتماعية التى جعلته يترك مدرسته عقب المرحلة الابتدائية هو أحد الأطفال الذين يسهل على النظام، أن يتهمهم بالحصول على خمسين جنيه "أو حتى خمسة جنيهات" لنشر الفوضى فى البلاد مثلما كان يقول بطريقته التلقائية الغاضبة، ويشرح لمن حوله أن حقيقة الأمر أن ظروفه هو والآلاف مثله لم تجعلهم يكرهون بلادهم "أنا كرهت الظلم والظلمة اللى فيها وعشان كده بحاول أبعدهم عنها على قد ما أقدر وجيبى فاضى علشان ما يقولوش أن حد بيدينا فلوس".
محمود حين أطلق زراعيه ليتسلق الجدار الحجرى لم يكن يعرف أنه سيقوم بفكرة تصبح محط الأنظار، هو فقط كان يريد أن يتحدى السد الذى وضعه النظام بالوقوف أعلاه، ولكن حين صعد إلى الأعلى وقعت عيناه على الأماكن التى ترفع منها الأوناش الحجارة ليجدها مليئة بمواد قابلة للاشتعال فبدأ على الفور التفكير فى تحدى جديد "قولت هخليها حاجة الناس تتظاهر بيها بدل ما هو حاجة بتمنع الناس من التظاهر".
"أنا فعلا ما اتعلمتش كويس وما بفهمش فى السياسة لكن عيشت فى الميدان ووسط شباب الثورة وشوفت مين اللى كان بيدافع عن البلد ومين كان بينزل يضرب ويكسر ويموت" يقول محمود وهو يشرح رسالته للرئيس مرسى والتى تكونت من كلمة واحدة "ارحل" قال إنه لا بديل عنها بعد أحداث الأربعاء الماضى والتى كان سيصبح أحد شهدائها على يد مجموعات الإخوان على حد قولة.
عدم التعليم أو الحالة الاجتماعية والمادية لا يراهم الشاب الصغير عائق أمامه حتى يحقق حلمة فى أن يقوم بشىء ضخم لبلادة فهو الآن بدأ تعلم رياضة الملاكمة حتى تكون بوابته لتحقيق حلمة "إن شاء الله هجيب لمصر بطولة العالم فيها وهكون بأرفع علم مصر من خلالها فى كل مكان فى العالم".
محمود 16 سنة.. يحول حجارة القمع إلى بوابة أحلام
الخميس، 13 ديسمبر 2012 02:01 م
محمود سيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hamdy klil
دة اسمو كلام ياناس رخربتوا البلد