مسترقاً نظرات الحزن وعبارات الغضب استقبل "متحف الثورة 2" زواره الثوريين بضريح لشهداء الثورة على يمين ويسار بابه الصغير ليذكر أهل الاتحادية بشهداء ميادين الحرية عبر طول أرض المحروسة مزودهم ببعض الوقود لاستكمال الثورة حتى لا يكون موت كل هؤلاء الشباب دون أى تحقيق لما حلموا به من "عيش وحرية وكرامة لجميع المصريين" مثلما وقف يتهامس رواد المتحف أمام ضريحهم الرمزى.
خطوات قليلة إلى قلب المتحف يبدأ التظاهر على الطابع المصرى فى الظهور مستخدما سلاح السخرية من كل الأوضاع السياسية التى عاشتها مصر منذ 25 يناير وحتى الآن، ورابطا بين ما قام به عهد الحزب الوطنى مع مبارك، ثم المجلس العسكرى والمشير، ثم الرئيس الحالى محمد مرسى وجماعه الإخوان، رابطا بين الأحداث بجميع أدوات السخرية التى كان يستخدمها رواد المتحف لصناعه جنباته على طريقتهم بداية من الرسوم والكلمات وحتى فن الكوميك والصور الفوتوغرافية.
"المتحف صناعة ثورية 100%" يقول كيرلس عادل أحد من بدأوا فكرة المتحف فى ميدان التحرير بجانب أحد زوار المتحف الذى وقف يكتب رأيه بنفسه قبل أن يعلقه وهو يشرح كيف تركوا مساحة الحرية لكل زوار المتحف حتى يصبح المكان من صناعة أهل الثورة ليكونوا هم صناع الثورة وصناع متحفها على عكس كل المتاحف التى يقوم أشخاص أو مؤسسات بصناعتها لتوثيق أحداث لم يشاركوا فيها.
أمام كيرلس ببعض خطوات كان جدار "صور الثورة" يضع أمام عيون أهل الاتحادية ذكريات ما يقارب العامين من الثورة لحظة بلحظة دون تعليقات عليها بادئها بأحداث 25 يناير، ثم موقعة الجمل منتقلا إلى أحداث ماسبيرو، ومذبحة بورسعيد، إلى أحداث مسرح البالون، ومحمد محمود، والسفارة الإسرائيلية، واعتصام يوليو حتى أحداث الأربعاء الماضى ومعاركة التى راح ضحيتها مئات المصابين وأعداد من الشهداء.
متحف الثورة بالنسبة لكيرلس والعشرات من الشباب الذين بدأوه هو حلم فى حفظ الثورة على أرضها وفى الأماكن التى حدثت فيها ويقول كيرلس، "نحن نحلم أن يظل هذا المتحف والمتحف الأول فى أماكنهم فى الميدان وأمام القصر حتى عقب انتهاء المظاهرات والاحتجاجات كرمز نقشه أهل الحرية بأنفسهم وأعتقد أن هذه المتاحف لو فى أى من الدول المتقدمة كانت ستصبح مزارات سياحية يقبل عليها العالم أجمع".



