"مش كفاية أخدوا قوتنا..عاوزين كمان يحرمونا من صوتنا"، هكذا قال لى رجل خمسينى بدت على ملامحه علامات الفقر والقهر.. قلت له: لا تقلق يا سيدى فلا أحد كائنا من كان يستطيع أن يسلبك حريتك، فأنت أشرف ممن يصفك بأنك لا تعرف مصلحتك.. قلت له أيضا أنت ربما كنت أكثر وعيا ممن يعتبرون أنفسهم صفوة أو نخبة ولا تنس يا حاج أن أمثالك هم صنعوا هذه النخبة، فقال لى لكنهم لا يعترفون يا ولدى.. أراهم يحقرون من شأننا تارة بأننا فقراء وأخرى بأننا جهلاء.
تركت الرجل وانصرفت وأنا أقول: "نعتذر لك يا عماه فما اقترفت أنت أو أمثالك أى ذنب بل كنتم ضحايا للصوص والحرامية الذين يقاتلون الآن حتى الرمق الأخير من أجل استمرارهم فى استعبادك".
فجأة تذكرت تصريحات الروائى علاء الأسوانى الفاجعة عندما قال إنه يوافق على إجراء الاستفتاء بشرط حرمان الأميين من التصويت ودون أن أشعر قلت: وامصيبتاه.. كيف تجرَّأ هذا الكاتب الكبير على النطق بمثل هذه المهاترات؟ ومن منحه سلطة الوصاية على فئة ربما حرمها اللصوص من الحق فى التعليم؟ ومن يدريه أن من بين هؤلاء من هو أكثر منه فهما ووعيا؟
وساعتها قررت الانضمام إلى صفوف الأميين ومطالبتهم وجموع الفقراء بأن يتخذوا قرارهم بعد استفتاء قلوبهم.. وأقول لكم يا أهلى: لا الإسلاميون ولا الليبراليون أمناء كى تثقوا فى كلامهم وتوجيهاتهم فيما يتعلق بالدستور ولذلك صوتوا بـ"نعم" أو بـ"لا" أو قاطعوا شريطة أن يكون قراركم فى كل الأحوال مستقلا.. وأنصحكم ألا تسمعوا إلى النخبة من الطرفين فغالبية المنتمين إليها- أو من يعتقدون- لا يهمهم مصلحة الوطن قدر اهتمامهم بتحقيق منافع شخصية ضيقة.
أيها السادة أصحاب السلطة يا من تولون وتعزلون لا تتركوا أنفسكم ألعوبة فى أيد أحد.. أقرأوا الدستور أو استعينوا بمن تثقون فيه وخذوا قراركم لأنكم أحرار ولأن لا أحد أكثر وطنية وفهما من أى منكم.
ارفعوا شعار الشعب يريد إسقاط الوصاية وقولوا لهذا وذاك: أنتم لستم أوصياء علينا لا تحركونا ذات اليمين أو ذات اليسار، فنحن مصدر السلطة نمنحها لمن نشاء متى شئنا ونسحبها أن أردنا.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد المخنوق
ممتاز
مقال رائع من استاذ محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
أ.د. طارق حسن المتولي
وهذا الشعب الذي تتوهمه في راسك لا ينتمي الي الشعب المصري في شئ
عدد الردود 0
بواسطة:
الحجازي
الله عليك