توقف هاتفه عن العمل أثناء محاولته للبحث عمن وقف بجانبه منذ دقائق قبل أن تسحبه موجة الاشتباكات وتفشل الشبكة فى الوصول إليه، متتبعاً خط الضوء الأخضر الذى امتد أمامه، شعر بصديقه فى الجهة المقابلة التى تقاطعت عندها خطوط "الليزر الأخضر" الذى تحول وسط صخب الهجوم المفاجئ إلى إشارات ضوئية تعددت
استخداماتها فى ساحة الاشتباكات التى لعب فيها الليزر دوراً كان وليد اللحظة.
خطوط الليزر المتقطعة تشير إلى نقطة الالتقاء، أما تجمع الخطوط الخضراء على مكان بعينه فهى إشارة يجب وضعها فى الحسبان لمن يحمل سلاحاً، أو يقف فوق أحد الأسطح، وغيرها من الاستخدامات التى أتفق عليها المتظاهرون وقت الخطر وتصدر فيها الضوء الأخضر المشهد بقوة.
"قلم الليزر" أحدث المشاهد التى ظهرت واضحة على شاشات القنوات الفضائية لمن يراقب الموقف من أعلى متسائلاً "هو ايه البتاع الأخضر ده؟"، "البتاع الأخضر" الذى انتشر فى أيدى المتظاهرين بمحيط الاتحادية خلال الأحداث الماضية كما يعرفه من وقفوا ملوحين به فى إشارات متقاطعة، هو أحدث الأفكار "المطرقعة" التى ابتكرها المتظاهرون بعد "الشارة البيضاء" التى استخدموها لتمييزهم عن البلطجية وقت اللجان الشعبية، و"الصفارة" التى اعتادوا سماعها للفت الانتباه وقت الخطر.
"كان معايا قبل يوم الاشتباكات ولما حصل الضرب اتفقت مع أصحابى إن إحنا نشاور بيه لو اتفرقنا عن بعض" أحمد علاء، واحد من الشباب الذين ظهر فى أيديهم "قلم الليزر"، أمام قصر الاتحادية، لم يكن يعلم أن "اللعبة دى" ستكون وسيلة مبتكرة للإنقاذ.
سحب منه أحد الواقفين أطراف الحديث قائلاً، "كنا بنشاور بيه على أى حد معاه سلاح، أو أى حد بيتضرب عشان نلحقه" استخدام أخر من استخدامات الليزر تحدث عنه أحد المتظاهرين الذين تواجدوا فى محيط الاتحادية منذ عدة أيام.
"ب80 وب150" هكذا أرتفع النداء ليقطع حديث الواقفين عن استخدامات الليزر، قبل أن يستوقفه أحدهم قائلاً "يا بتاع الليزر" ليعدد له أشكاله وأسعاره كسلعة انتشرت فى الاعتصام و"بقى سوقها ماشى"، وهو ما جعلها إحدى السلع الرائجة التى انتشرت فى أيدى الباعة وسط المتظاهرين، وعلى أرصفة شارع "الخليفة المأمون"، وفى قلب "ميدان التحرير" فضلاً عن أسواق "العتبة" التى انتشر فيها الليزر، بأنواع وأشكال مختلفة.
"أنا بجيبه من العتبة، وأبيعه هنا عشان الطلب عليه كتير، فى ب 80 دا أبو حجارة واللى ب150 ببطارية" ملتفتاً لعرضه تحدث "بتاع الليزر" عن سر بيعه فى محيط الاتحادية، "الأول ما كنش منتشر بس دلوقتى، كل الناس بتدور عليه"، وسط أضواء الليزر أكمل حديثه عن تفاصيل "القلم السحرى" الذى تحول إلى علامة مميزة للاعتصام دون سابق مقدمات، مضيفاً إلى علامات الثورة طابعاً جديداً يظهر مع اختفاء أشعة النهار، ليضئ ليالى الاعتصام بضوء أخضر يظهر مداه بوضوح، مؤكداً لمن يحاول مراقبة المشهد من أعلى أن "الثورة لسه مستمرة".
فى الاعتصام الدنيا "ضلمة" بس الليزر منور..الخطوط المتقاطعة للتجمع والطويلة للخطر
الإثنين، 10 ديسمبر 2012 07:33 ص
ليزر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الجن
المنيا
مصر حلوه