أيها الرئيس محمود عباس، لا تتحدث باسم اللاجئ، فأنت لا تعرفه ولا تستطيع أن تشعر بأحاسيسه تجاه أرضه، أنت لم تقدم للاجئ سوى التشرد لمدة 64 عاماً فمنهم من توفى دون الحصول على أرضه وحقوقه، ومنهم من يعانى من الفقر، والبطالة، والقهر، والغربة، وكل الممارسات المجحفة لحقوق الإنسان الطبيعية.
ليس من حقك أن تمنح الصهيونية أرض اللاجئ كهدية لكى تحافظ على وضعك كرئيس مع وقف التنفيذ، بقولك "وطالما أنا أعمل هنا كحاكم ورئيس، لن أقبل باندلاع انتفاضة ثالثة، فنحن لا نريد أن نستخدم الإرهاب، بل نريد استخدام السياسة والدبلوماسية والمفاوضات فى النضال من أجل حقوقنا" الانتفاضة التى وصفتها بالإرهاب مرارا هى التى جعلتك تجلس فى مكانك وتطلق تصريحات غير مسئولة، ودماء الشهداء هى التى روت الأرض التى تأكل من غرسها وتشرب من مياهها.
ولكى أذكرك بمكانة الانتفاضة لن يسعنى أن أكتب مجلدات لكى يعى المغيبون الخانعون أن الطريق لتحرير الأرض القوة، الصهاينة لم يأخذوا فلسطين عبر الدبلوماسية والسياسة والمفاوضات لكى نستردها منهم بهذه الطريقة بل أخذوها بالسلاح والتهجير والقتل والدمار، وتشريد الأجيال وراء الأجيال، لماذا لم تصفهم بالإرهاب؟ لماذا لا تعلن للعالم كله ما فعلوه باللاجئين الذين تدعى اليوم أنك منهم.
إذا كنت تزعم أنك لاجئ بقولك "أنا لاجئ فلسطينى من صفد، وأعتقد أننى لن أعود إلى هناك مرة أخرى، نحن نريد دولة فلسطينية على حدود 67 جنباً إلى جنب مع إسرائيل"، إذا كنت لا ترغب فى العودة إلى أرضك ووطنك فهذا شأنك وحدك، ولكن اعلم أنها ليست ملكك لكى تتنازل عنها فأرض فلسطين بالكامل منذ حدود 1948، هى أراض مقدسة دفع ثمنها أصحابها الشرفاء، وهى لا تخص الفلسطينى اللاجئ فحسب، بل يشاركه فيها الأشقاء فى الدول العربية والإسلامية، فإذا ماتت أجيال 1948 فالأولاد موجودون، والأحفاد. والتاريخ لن ينزع ملكية أرض فلسطين من الفلسطينيين بكلمة منك، أو باتفاق مجحف لهم، أو بروتوكول، أو.. إلخ من تخاريف الساسة والسياسيين، بل سيسجل التاريخ لك ولغيرك هذا التراخى، والخنوع، والتفريط فى حق فلسطين وشعبها.
أيها الرئيس الموقوف، ليس لك صلاحية، لكى تسمح أو تمنع باندلاع انتفاضة ثالثة، وتحددها وتصفها بأنها "خاصةً عسكرية ضد إسرائيل"، لعلك وصفتها بدقة لكى لا يفكر الشعب الفلسطينى بعمل انتفاضة ضدك، وخلعك من منصبك الذى تتباهى بأنه يعطيك صلاحية للتنازل عن أرض الفلسطينيين، وكذلك كبحهم من عمل انتفاضة عسكرية ضد العصابات الصهيونية، فأنت تخشى الانتفاضة كما تخشاها العصابات الصهيونية لأن الانتفاضة يقررها الشعب وهو الذى يدفع ثمنها من دمائه الشريفة، لكى يطهر شيئا ما ويتخلص منه سواء أكان هذا الشىء فسادا سياسيا أو احتلالا صهيونيا فكلاهما متساو، ولو كنت تعلم معنى التضحية فى الانتفاضة لكنت نلت شرف الشهادة مع من دفع حياته ثمناً لتحرير الأرض وعودتها التى تزعم أنك لك حق فى التصرف بشأنها
أنت تعلم جيداً أنك لن تنال من المفاوضات سوى الخزى والعار ولن تحصل على شىء منهم سوى التسويف، فلماذا تطلق تصريحات وكلمات غير مسئولة لا تخرج إلا من شخص مغيب تماماً، لأنها لو جاءت لشخص فى منامه لقام من نومه مفزوعاً من شدتها.
عودة اللاجئين حق أساس وجوهرى ليس من حق اللاجئ نفسه التنازل عنه،و هذا الحق لن ولم يتم التنازل عنه، أو عن شبر واحد من أراضى الدولة الفلسطينية من حدود 1948، وهذا الكيان اللقيط الذى زرع بواسطة مجموعة من العصابات لن يطول عمره كثيراً لقد اقترب أجله وهو الآن فى شدة الارتباك ولا يعلم ماذا يفعل والموت قادم إليه من كل اتجاه، فالدماء العربية التى سالت وتسيل يومياً ما هى إلا خطوات لتحرير فلسطين التى لا تعرفها أنت.
هل كنت تناقض نفسك وأنت تمنح العصابات الصهيونية أرض 1948، وتدينها فى بناء المستوطنات فى حدود 1967، وتذكرها بأنها تأخذ خطوات من جانب واحد..!!
فالصهاينة منذ استولو على أراضى الفلسطينيين منذ 64 عاماً وهم يأخذون خطوات من جانب واحد، ومن يتفق معهم من العرب والفلسطينيين والغرب فهؤلاء جزء من مؤامراتهم الدنيئة على الأمة العربية وليسوا من أبناء الأمة العربية والفلسطينية ومجموعة عصابات دولية تتسم بالبلطجة الدولية على الدول المسالمة.
لعلك تشعر بشىء من الخجل فى المرة القادمة، عندما تطلق تصريحات تصيب الشعب الفلسطينى بالصدمة، وتسعى للتفريط فى حقوقه إرضاءً لطموحاتك الراغبة فى مد أجل البقاء فى منصبك الواهى.
عباس أبو مازن
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لا فض فوك
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم
ممتاز