د. صفية فتح الباب تكتب: حتى لا تفقد الحرية معناها

الأربعاء، 07 نوفمبر 2012 03:44 م
د. صفية فتح الباب تكتب:  حتى لا تفقد الحرية معناها صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل أروع ما فى ثورة يناير هو ارتباطها بالشباب، وكلمة الشباب هنا تبعث على الشعور بالحماس الذى علينا أن نشجعه ونعمل على غرسه فى النشء منذ الصغر.

لقد ظهر هذا الحماس جلياً فى ثورة يناير عندما عبر الشباب عن أنفسهم ونجحوا بجدارة فى انتزاع الاعتراف بقدرتهم على المشاركة فى صياغة مصير الوطن.

وإذا كانت الحرية هى الشعار الذى راح من أجل إعلائه خيرة شبابنا فى شتى ربوع مصر، فعلينا أن ننتبه حتى لا تفقد هذه الكلمة معناها الحقيقى فى ظل حالة عدم الاتزان التى نعيشها فى هذه الآونة.

فليس معنى الحرية كما يظن البعض، أن تتشبث برأيك وألا تستمع للآخر، وليس معنى الحرية أن تقول وتفعل ما تريد وقتما تريد، وليس معنى الحرية أن تتصرف بدون تفكير وتميل إلى العنترية فى مواقف التفاعل مع الآخرين، وليس من الحرية أن تسقط من حساباتك احترام من يكبرك سناُ وخبرة، وليس من الحرية أن تعتبر نفسك سيفاً مصلتاً على رقبة العباد، وليس من الحرية أن تتوهم أنك أعدل الناس وأكثرهم نزاهة.

فالحرية بمفهومها الصحيح تتطلب أن تفكر قبل أن تفعل، وأن تتروى وتناقش وتحترم وجهة نظر الآخرين وأن تترك لنفسك الفرصة لتدرك حقيقة الأمور وتتعلم كيف تتحاور وتتفاوض لتصل إلى أفضل النتائج.

يسئ للثورة من يغتال المعنى الحقيقى للحرية، ومن يشجع على الانفلات السلوكى بكافة صوره فلا قيمة لاندلاع الثورة إذا اقتصرت على التغيير فى الحياة السياسية والاقتصادية فحسب، وإنما القيمة الحقيقية للثورة أن نتغير أيضاً على المستوى الإنسانى بحيث نرقى بسلوكياتنا ونستعيد القيم والطباع المصرية السمحة.

ولقد أكدت فى بداية حديثى على الشباب بوجه خاص لأنهم الشريحة الأكثر أهمية من وجهة نظرى لأن عليهم مسئولية كبيرة فى النهوض بالمجتمع بما لديهم من طاقة وحماس وقدرة على تحقيق أهداف الثورة، وهنا سيحتاج الشباب إلى قدر من الدعم والتوجيه من أهل الرأى والخبرة حتى تكتمل المنظومة ويتم استغلال كل الطاقات ويتجلى الابتكار فى أداء المهام.

وعلى جانب آخر على الصغار والكبار فى مختلف القطاعات الانتباه إلى ضرورة عدم الخلط بين الحرية والفوضى فى التعامل مع الآخرين وإلا سنتحول إلى مجتمع بدائى يعيش بمبدأ الهمجية والعنف.
نحن حقاً أمام اختبار صعب يتطلب منا فهماً صحيحاً لمعان شديدة الأهمية فى هذه المرحلة الحساسة التى نمر بها، فعلينا أن نحارب المتاجرة بالحرية والديمقراطية، وأن نعمل جاهدين على نبذ ثقافة البلطجة التى انتشرت على كافة المستويات، ولنتحد مخلصين لنكون قادرين على حمل أمانة الشهداء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة