تحدثت ريجينا لورانس، مدير معهد أنيت ستراوس للحياة المدنية فى جامعة تكساس، عن الدور الذى يلعبه الإعلام فى الانتخابات الأمريكية عام 2012، والتى تتسم بالمنافسة الضارية بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والمرشح الجمهورى، ميت رومنى، وقالت فى تصريحات خاصة لليوم السابع إن وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا فى الانتخابات ولا تملك سوى أن تفعل ذلك، نظرا لأن المرشحين يعدون «رجال أعمال» بدرجة ما، والأحزاب السياسية ليست مصدرهم الرئيسى للدعم، فضلا عن أن المرشحين يسعون جاهدين للوصول إلى أكبر عدد من الناخبين، وأغلبهم لا يهتم كثيرا بالسياسة، لذا فهم يتواصلون معهم عن طريق وسائل الإعلام، سواء عن طريق الإعلامى الإخبارى أو عن طريق الدعاية.
وعما إذا كانت وسائل الإعلام بإمكانها أن تحسم السباق إلى البيت الأبيض، قالت لورانس إن عملية البحث فى هذه المسألة تتسم بالتعقيد، غير أنه فى حال تمت المساواة بين الدعاية وبين التغطية الإخبارية فأغلب الظن هذا سيحدث فارقا، خاصة فى السباقات القريبة مثل سباق أوباما ورومنى، مؤكدة أنه يصعب للغاية التنبؤ بالنتيجة نظرا لقرب السباق.
وعما إذا كان تبنى المرشح الجمهورى لموقف أقل تشددا حيال بعض القضايا المثيرة للجدل مثل الإجهاض وحقوق الأقليات، سيسهم بشكل أو بآخر فى جذب مزيد من المرشحين، رأت الباحثة الأمريكية أن تبنى رومنى لمواقف معتدلة ربما يساعده بين أوساط الناخبين المستقلين والذين لم يحسموا أمرهم بعد بشأن مرشحهم، إلا أنه سيكون أداة تنفير بالنسبة للمحافظين الجمهوريين. رومنى يقامر على حشد أصوات فئة أخرى، نظرا لأن القاعدة الانتخابية الجمهورية ليست متحمسة حيال ترشيحه، ووفقا لاستطلاع للرأى أجراه معهد بيو للأبحاث، الكثير من الجمهوريين يدلون بأصواتهم ضد أوباما وليس لأنهم يفضلون رومنى.
أما عن المرشح المفضل لدى الشباب، فاعتبرت لورانس أن أوباما لا يزال يحظى بالأفضلية بين جيل الشباب، إلا أن الأمر يتعلق بتصويتهم، ويعتمد فوز أوباما إلى حد كبير بإقبالهم على التصويت، فرغم أن وضعهم الاقتصادى زاد سوءا فى فترة حكمه، إلا أنه كان بين الرؤساء القلائل الذين آمنوا بأهمية الدور الذى يلعبه الشباب فى المجتمع.
ولفتت إلى أن أبرز العراقيل التى يواجهها الشباب عند التصويت تتمثل فى الحدود الهيكلية والحدود الموقفية، وتتمثل الحدود الهيكلية فى عدم تصويت الشباب بالأساس، ووفقا لاستطلاع للرأى أجراه مركز «سيركل» %20 من الشباب لا يصوتون لأنهم ليسوا مسجلون بقاعدة البيانات الخاصة بالانتخابات، أو لأنهم بعيدا عن منازلهم للدراسة، لذا فهم يجدون من الصعوبة تسجيل أسمائهم والتصويت، أما عن الحدود الموقفية، فتتمثل فى شعور %20 من الشباب غير الملتحقين بالكليات بعدم أهمية أصواتهم، ويقولون إنهم لم يصوتوا فى انتخابات 2008 لهذا السبب.
وردا على سؤال ما إذا كانت الظروف الاقتصادية الصعبة التى مرت بها فئة الشباب فى عهد الرئيس أوباما ستدفعهم للتصويت لخصمه الجمهورى، قالت لورانس إن الاقتصاد يشغل بالفعل حيزا كبيرا من فكر الشباب، شأنهم شأن كل الأمريكيين، وغالبا ما يؤدى الشعور بعدم الرضا إلى تصويب معادى، وربما يحدث هذا مع كثير من الناخبين الشباب. إلا أنه من ناحية أخرى، لم يطرح المرشح الجمهورى خطة اقتصادية ذات منطق، كما أن فئة الشباب لا تزال تشعر بانجذاب نحو أوباما وليس رومنى، فأوباما استطاع تحفيز الشباب فى انتخابات 2008، وجعلهم يشعرون بأنهم مهمون ولهم صوت يسمع ليغازلهم الرئيس ويطلب أصواتهم.
وأشارت الباحثة الأمريكية إلى أن %24 فقط من طلاب الجامعات يشعرون بالــ«ثقة والأمن حيال مستقبل أمريكا»، بينما يشعر الباقون بالقلق البالغ حيال ما يحمله لهم المستقبل. ويعطى %67 من الطلاب الرئيس أوباما معدلات إيجابية فى الانتخابات المقبلة، ويقول الطلاب إن انتخابات الجمهوريين التمهيدية جعلتهم يفقدون اهتمامهم بالحزب، لذا بشكل عام لا يزال أوباما يحظى بتأييد الأغلبية العظمى من الشباب.
خبيرة أمريكية: مرشحو الرئاسة «رجال أعمال» وجيل الشباب يفضل أوباما.. لورانس»: 67% من الطلاب يعطون أوباما معدلات إيجابية.. ورومنى فشل فى تقديم خطة اقتصادية واضحة
الإثنين، 05 نوفمبر 2012 03:01 م
باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة