أطلقت وزارة الصحة المصرية، بالتعاون مع جمعية القلب المصرية، مشروع دعامة الحياة، بالتعاون مع مجموعة العمل المصرية، لدراسة أدوية وعلاجات القلب برئاسة الدكتور محمد صبحى، وقد تم اختيار مصر ضمن عشر دول على مستوى العالم، هى "فرنسا، اليونان، تركيا، إيطاليا، والبرتغال" بتنفيذ المشروع، وبذلك تكون مصر الدولة الأفريقية والآسيوية الوحيدة المشاركة فى هذا المشروع، والذى يهدف إلى الحد من نسبة الوفيات للمرضى القلب والشرايين التاجية.
وأكد الدكتور محمد مصطفى، وزير الصحة، أن هذا المشروع هو ثمرة التعاون بين وزارة الصحة والجمعيات الأهلية والعلمية، لتطوير المنظومة الصحية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة سوف تتكفل بعلاج مرضى الجلطة، بما فى ذلك الإجراءات، الأجهزة المستخدمة، الأدوية والرسوم، على أمل أن يتم زيادة عدد هذه المراكز والمستشفيات من 6 إلى 20 مستشفى عام 2013.
وأوضح الوزير، أنه بمقتضى المشروع سوف تقوم الوزارة بنقل مرضى جلطات القلب بسيارات الإسعاف إلى 6 مستشفيات فى القاهرة والإسكندرية، هى مركز القسطرة – قصر العينى ومركز القسطرة – عين شمس ومركز القسطرة – معهد القلب القومى ومركز القسطرة – معهد ناصر ومركز القسطرة – جامعة الإسكندرية ومركز القسطرة – جامعة الزقازيق.
وأكد أن المشروع سوف يمتد لاحقا إلى باقى محافظات مصر، وكلها مجهزة لاستقبال تلك الحالات، وتضم فرقا طبية مدربة بشكل جيد، كما تضم جميع المستلزمات من دعامات وأدوية وجهاز قسطرة وغيره من المستلزمات الضرورية، حيث يجب أن يتم إجراء الجراحة خلال ٩٠ دقيقة من وصول المريض إلى المستشفى، وخلال ٦ ساعات من وقت إحساسه بأعراض الجلطة.
من جانبه قال الأستاذ الدكتور محمد صبحى، رئيس المشروع، خلال المؤتمر الصحفى، إن النسبة فى مصر فى بداية المشروع 2011 لمن يجرون القسطرة القلبية فى الساعات الأولى من الإصابة بالجلطات القلبية يتراوح بين 6 إلى 8% فقط، مشيرا إلى أن النسبة ستصل فى مصر بانطلاق المشروع إلى 22% إن شاء الله بنهاية 2012، بينما وصلت إلى 70% فى الدولة الأوروبية وأمريكا، فى حين مازال نصف مرضى جلطات القلب يموتون فى الساعة الأولى من الإصابة فى مصر، حيث إن 40% من المرضى يلجأون إلى العلاج، فى حين لا يعرف 60% من المرضى التعامل السريع من الجلطات.
وأوضح د. محمد صبحى أن مشروع دعامة الحياة، والذى أصبحت مصر عضو فيه، يهدف إلى خلق شبكة على مستوى الجمهورية بين كل من سيارات الإسعاف ومراكز استقبال مرضى الجلطات للعمل على توصيل المريض وإجراء القسطرة فى مدة أقصاها 90 دقيقة، من خلال تخصيص خط ساخن يتم الإبلاغ من خلاله عن الحالات المصابة، كما سيعمل المشروع على تدشين حملة إعلامية كبرى لزيادة الوعى لدى المواطنين بمعرفة أعراض الجلطة القلبية وكيفية التعامل السريع معها.
من ناحيتها أكدت د. نيفين الخورى، مدير عام إحدى شركات الأدوية، أنها فخورة بأن التقنية العالمية لإنقاذ حياة المرضى متاحة الآن كما فى دول العالم فى مصر، وأن من أهداف الشركة الرئيسية أولا زيادة الوعى بالمرض وكيفية التصرف لإنقاذ المرضى فى الساعة الذهبية وتوفير أحدث العلاجات كما هى فى العالم، وأن مشروع دعامة الحياة سوف يكون منبراً فريداً فى علاج حالات الطوارى لتقليل من معدل الوفيات للمرضى الذين يعانون من متلازمات الشريان التاجى الحاد.
وختمت الخورى كلمتها قائلة، إن من أولويات الشركة التوعية من أجل الصحة، وإنها تؤمن شخصيا بأن الوعى العام بقضايا الصحية من أهم رسائل الرعاية الطبية.
وأضاف الدكتور د. محمد صبحى، أن نسبة المتعاملين مع الجلطة القلبية ينخفض فى محافظات الصعيد إلى 5% بسبب بعد المسافات بين المحافظات وعدم وجود مراكز طبية مجهزة، لافتاً إلى أن المشروع سيخلق مراكز جديدة فى المحافظات ويوفر سيارات إسعاف من شأنها نقل المريض وحصوله على الإسعافات الأولية اللازمة لحين وصوله إلى المستشفى.
وقال الدكتور شريف الطوبجى، رئيس الجمعية، إن الوقت هو مفتاح الحياة بالنسبة لمريض جلطة القلب، نظراً لأنه بعد 90 دقيقة من الإصابة تبدأ عملية ضمور عضلة القلب، والتى يصعب التعامل الطبى معها بعد هذه المدة، مؤكدا أن المشروع سيعتمد على التنسيق بين كل من وزارة الاتصالات ووزارة الصحة، التى ستكون مسئولة عن سيارات الإسعاف وتحديد المراكز الطبية المؤهلة وتوفير الطواقم الطبية المدربة للتعامل مع الحالات 24 ساعة فى 7 أيام فى الأسبوع فى جميع المحافظات.
وأضافت د.نيرين عكاشة، أن المشروع سيتولى تدريب أطقم الإسعاف على نقل هؤلاء المرضى والمساهمة فى توفير أجهزة رسم القلب وعمل رسم قلب للمريض وإرساله مباشرة للمركز أو المستشفى الذى سينقل له المريض للمساهمة فى إنقاذ حياة المرضى.