خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: عن حب الوطن

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012 05:57 م
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: عن حب الوطن خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاعر الحب لا تقتصر على تبادل الأحاسيس الإيجابية بين الأشخاص بعضهم البعض، ولكن يمكن أن تتوجه إلى الأشياء والأماكن، وبالتالى الوطن الذى يجمع الأشخاص فوق أرضه.

فتعريف الحب هو ميل القلب تجاه شخص أو شىء أما حب الوطن فهو قبل كونه مشاعر تجاه الوطن فهو الدافع للحفاظ على سلامته، والداعم للرغبة الملحة على تقدمه، والسبب فى نشر الأمن والأمان فى ربوعه، فنحن نحب الوطن، لأننا نحب أنفسنا ونريد توفير الأمان والسلام لأنفسنا من خلال نشره فى الوطن.

فمن يحب نفسه يحب وطنه، فكما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى فِى بَدَنِهِ آمِنًا فِى سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.

فهل المشاعر تكفى كى نطلق على الشخص أنه يحب الوطن أم يجب أن تتوافق الأفعال مع المشاعر بما يكفل المنفعة ودرأ الأذى والمخاطر عن هذا الوطن، فكما أن مشاعر الحب تستكمل بالأفعال التى تحقق المنفعة المتبادلة بين الطرفين وتحقيق الاحتياجات الخاصة لكل طرف حتى تتحقق حالة من الرضا فهكذا الحال مع الوطن لا يمكن أن نطلق على من يجلب الأذى أو يزيد المخاطر على الوطن أو من يؤدى أفعاله إلى حالة من عدم الرضا أنه يحب الوطن.

الحب عطاء فهو فى معناه المبسط مشاعر إيجابية موجهة وبالتالى هذه المشاعر يتبعها أفعال تعبر عن هذا الحب ولا تخالف مضمونه، فلا يمكن أن أؤذى الوطن وأعلن أننى أحبه أو أتسبب فى مشاكل وأرجع هذا التصرف لمصلحة الوطن، فهنا نناقض أنفسنا ونناقض معنى الحب فى كونه قيمة عليا تؤدى إلى مزيج من الخير والرخاء والنماء المستمر، أما ما يؤدى إلى الهدم والخراب هى المشاعر السلبية مثل الكراهية والحقد، فلا يمكن أن نخلط بين نتائج نقيضين، فيجب أن تتوافق النتائج مع المشاعر.


فكى نحكم على شخص أنه محب للوطن يجب أن تتوافر لديه مشاعر الانتماء والوفاء، بالإضافة إلى الرغبة فى العطاء النافع وأداء الواجب تجاه هذا الوطن، فكونى انتمى إلى هذا الوطن يحتم على الاندماج والانصهار مع كل أطراف الوطن والتفاعل والتواصل بشكل جيد، أما كونى محب للوطن يستلزم الوفاء بحقوق من أحب فما هى حقوق الوطن علينا؟؟؟ هل تقتصر على دفع الضرائب والمحافظة على المرافق العامة أم تتعدى إلى أداء الأفعال التى تؤدى إلى النفع العام لهذا الوطن، فهل ما يخالف ما سبق ذكره يمكن أن يكون حب للوطن؟؟

فمن يفعل عكس ذلك يجب أن يدرك أن هناك خلل فى منظومة هذه المشاعر ولا ترتقى إلى مسمى الحب، ومن أجل تصحيح هذا الخلل وجب أن نعمل على تغيير النتائج من نتائج سلبية إلى إيجابية عن طريق أداء الواجب تجاه الوطن وتحقيق المنفعة الفعلية، يمكن أن نضع حب الوطن فى معادلة تساوى= مشاعر انتماء ووفاء وحب+ أفعال إيجابية نافعة+أداء الواجب، فإذا ضعف ضلع من أضلاع المعادلة الثلاثة اختلت المعادلة، فمن أجل الحفاظ على معادلة حب الوطن علينا أن نحافظ على توازن وتوافق بين الأفعال النافعة تجاه الوطن وبين أداء الواجب وبين مشاعر حب الوطن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة