كلاهما تحت العشرين، وكلاهما يسدد فاتورة فشل سياسى مزمن، وانتهازية وتسلط.. جيكا وإسلام، لا يمكن التفرقة بين واحد والآخر فهما ضحايا الجريمة التى ترتكب باسم السياسة، سقط جيكا بالرصاص فى محمد محمود، فى ذكرى الأحداث، التى سقط فيها شهداء من الشباب وفقد كثير منهم عيونه فيها بالخرطوش، وسقط إسلام فى دمنهور ضمن فتنة الإعلان الدستورى الذى قسم البلد وشق الصف، واستند للعند والعناد.
لم يكن جيكا بلطجيا، وكان ممن أيدوا انتخاب الرئيس محمد مرسى للرئاسة فى انتخابات الإعادة بل ونزل ليحتفل بفوز مرسى فى محمد محمود، وكان إسلام أيضا مؤيدا للرئيس مرسى، ونزل فى مواجهة متظاهرين معارضين لقرار الرئيس، ولا يمكن لعاقل أن يؤيد حرق أو مهاجمة مقرات الإخوان، ولا نريد المبالغة فى الحديث عن طرف ثالث، لكن هناك أطرفا تدفع نحو الحريق، لكن الأخطر هو من يدفعون نحو تأجيج الأمور. وزرع العداء.
دم جيكا.. الذى سقط بالرصاص فى مظاهرة سلمية، لا يختلف عن دم إسلام، الذى سقط فى دمنهور ضمن قسمة الشارع حول الإعلان الذى أصدره الرئيس محمد مرسى.
أطراف كثيرة تستخدم دم جيكا وإسلام، بعضهم صادق وبعضهم كاذب وبعضهم مزايد. لكن أهم مافى الأمر أن كلا منهما ضحية استقطاب وانقسام وفتنة سياسية، يدفع كل منهما بالدم فاتورة فشل السياسة على كل الأصعدة، وفاتورة عامين من الصراع والجدل والخلافات والانتهازية. والفشل فى إدارة حوار حقيقى حول الحقوق والواجبات، تتحمل الجزء الأكبر منها الآن السلطة والجماعة والرئيس، ولا يمكن تبرئة الطرف الآخر، القوى السياسية المختلفة، التى رعت الانقسام شهورا، ودعمت القسمة، وتصارعت على ثمار لم تنضج.
فتنة بالفعل هذا الذى يجرى، ويجعل من السهل على أنصار الرئيس أن يتهموا كل من يعارضه بأنه فلول ونظام سابق. وهم يعرفون أن هؤلاء منهم من كان حليفا للرئيس وجماعته حتى أيام قليلة. ومنهم من كان يقف على منصات الاتفاق، عندما وعدهم المرشح مرسى بدعم توافق الجمعية التأسيسية، وتشكيل حكومة محترفة تمثل الشعب، لكن الرئيس مرسى، انقلب على تعهدات المرشح مرسى. ضمن تراجعات عن عهود ووعود.
لقد كان الحزب الوطنى عندما كان حاكما، يتهم معارضيه بالاندساس، والعمل للخارج، وها نحن نرى نفس اللهجة لدى الحزب الحاكم، الذى يؤيد الرئيس ظالما أو مظلوما. بينما على الرئيس أن يرتفع عن الاستقطاب ويكون رئيسا للجميع كما وعد. ساعتها سوف يكون هناك إمكانية للحوار، وقدرة على جمع الشارع ومنع حرب أهلية تبدو بشائرها فى الآفاق.
ربما تكون البشارة والتحذير. ومن المفارقات أن شقيق إسلام ينتمى إلى حزب الدستور، بما يعنى أن السياسة فرقتهما، ولا يفترض أن تقتل أيهما، والانتهازية والطمع والاحتكار هى التى تفرق الأهل والأشقاء.
جيكا وإسلام تم تشييع جنازتهما فى نفس الوقت، كلاهما على أبواب الشباب، كلاهما شهداء للغل وانسداد الطرق السياسية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
امريكا والغرب اعلنوا مرارا وتكرارا حمايتهم لاسرائيل - اين حرقة اسلامك يا سيادة الرئيس
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud
منافق
عدد الردود 0
بواسطة:
زيزو
الخطر كبير
عدد الردود 0
بواسطة:
المايسترو
رسالة ماجستير : - البلطجة ( آفةإجتماعية أم صناعة أنظمة )
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف الصقر
الله يرحمك ولكن كنت منتظر الموت عشان تعرف انهم ليس لهم امان