"ضرورة الاهتمام برسوم الأطفال لتوثيق ما جرى فى أحداث الثورة، والعناية بعمل برامج نفسية لمساعدة هؤلاء الأطفال على عبور الصدمة "، هذه هى التوصية العلمية للباحثة سهير إبراهيم عبد ميهوب المدرس بكلية رياض الأطفال بجامعة الفيوم، والتى قدمتها فى بحث علمى يحمل عنوان "الدلالات النفسية لرسوم الأطفال المتعلقة بثورة الخامس والعشرين من يناير".
وقد هدفت الدراسة إلى معرفة حجم تأثر الأطفال بما عايشوه من أحداث مؤلمة أثناء ثورة 25 يناير من خلال تعبيرهم بالرسم الحر، حيث تم ترك الخيار للأطفال لرسم ما يريدون دون أى إيحاء أو توجيه أو تدخل من جانب الباحثة، مع محاولة استنباط الانفعالات المستوحاة من تفسير دلالات الرسوم واختيار الأطفال للألوان، بالإضافة إلى استجلاء الفروق فى رسوم الأطفال بين الذكور والإناث فى ضوء متغيرات الدراسة، حيث طبقت الدراسة على عينة قوامها 400 طفل وطفلة، منهم 180 ذكرا و220 من الإناث فى المرحلة العمرية من 4-9 سنوات، فى 4 مدارس تجريبية من محافظة القاهرة أكثر المناطق التى شهدت تمركز الثوار فى شهر يونيو 2011 من خلال النادى الصيفى بالمدارس، وقد تم تحليل رسوم الأطفال الذين رسموا أحداث الثورة، والذى بلغ عددهم 350 طفلا وطفلة فقط، واستخدمت الباحثة تحليل المحتوى كأحد أساليب المنهج الوصفى .
وقد عنيت الدراسة بتحليل الدلالات النفسية لرسوم الأطفال، مما أوضحت معه نتائج البحث عن أن 87.5% من الأطفال قاموا برسم أحداث الثورة والمشاهد المفزعة التى صاحبتها، والتى تمثلت فى ( رؤية المصابين والشهداء - تصدى قوات الشرطة للثوار - سيارات الإسعاف، التواجد المستمر للثوار )، وظهر فى الرسم الخوف، الفزع، الحزن على الشهداء والمصابين، كما تجلى حب مساعدة الآخرين لدى هؤلاء الأطفال.
كما أظهرت النتائج تفوقا واضحا للإناث فى غنى الرسوم بالعناصر الدالة على التفاعل مع أحداث الثورة وشعورهن بمعاناة الآخرين.
رؤية المصابين والشهداء أكثر المشاهد التى تعكسها رسومات الأطفال عن الثورة
الإثنين، 26 نوفمبر 2012 07:23 ص