فوق أرصفة التحرير، بين هتافات الغضب وصرخات الرفض لقرارات الرئيس الأخيرة، وقفوا بأهداف تبدوا مختلفة حول ورقة ضخمة من أوراق الباردى العتيقة نمقت باهتمام وزين ما حولها بالورود، التفوا يجمعون رسائل مصرية خالصة من أهل الثورة تشرح لأناس فى أقصى العالم، كيف أصبح الشعب المصرى؟.
"كل اللى بنعمله هنا هنسلمه فى السفارة الأمريكية كرسالة من الشعب المصرى لهم" يقول الرجل الذى تعدى عمره الستين عاما وهو يقف بجانب الورقة التى يبدوا أنه أعدها مع مجموعة الشباب التى تنظم الأمر حوله وتشرح للمتظاهرين الفكرة "كل واحد هيكتب اللى فى نفسه لأمريكا" رافضا الإفصاح عن اسمه أو أسماء مشاركيه، قائلا"دية حاجة بتمثل مصر كلها احنا كلنا من الشعب المصرى وكلنا كتبنا رسائلنا ومضينا بأسمائنا كأفراد لكن فى النهاية كل الناس بتكتب والرسالة هتكون من الشعب المصرى مش من شخص أو جهة".
"دايما احنا بنكون عارفين هما شايفنا إذاى عن طريق الإعلام أو الأفلام وغيرها لكن صعب أن صوتنا يوصلهم ودية أهم حاجة فى الفكرة" يقول شاب عشرينى وهو يكتب رسالة للشعب الأمريكى فوق أوراق البردى يطالبهم من خلالها بعدم النظر للعرب على إنهم إرهابيين وعدم الانسياق خلف الرسائل الصهيونية الكاذبة ويكمل حديثة قائلا "استخدام البردى كان رائع عشان أى حد يشوفها يقدر يعرف أنها من مصر".
يلتقط منه الرجل العجوز الذى وقف بجانب الأوراق الحديث مبتسما ويشرح "فكرة البردى ليست فقط لتعبر عن مصر والحضارة المصرية العظيمة، ولكنها أوراق تعيش مده طويلة من العمر ولذلك ستبقى إلى أكبر وقت إضافة إلى أنها أوراق غالية لتظهر تقديرنا للشعوب التى نريد منها أن تقدرنا، وهو أيضا ما أوضحناه من خلال الورود أننا بالرغم مع اختلافنا مع السياسة الأمريكية فى العديد من الأمور إلى أننا نبادلهم الاحترام".
مئات الشباب وقفوا يفكرون مليا ما هى الرسالة التى يريدونها أن تصل إلى الشعب والحكومة الأمريكية، وخصوصا مثلما قال بعضهم، أن الرسائل آتية من أهل ميدان التحرير الذين أبهروا العالم على مدار 18 يوم استطاعت أن تخلع ديكتاتورية عمرها ثلاثين عاما وفوق أوراق تمثل حضارة آلاف السنوات قبل حتى أن تأتى الولايات المتحدة إلى الوجود فى وقت يحاولون أن يكملوا فيه ثورتهم للنهاية ويقول مصطفى شومان أحد الشباب الذين وقفوا حول الأوراق "يمكن الرسالة اللى هبعتها تكون أهم من رسالة رئيس الجمهورية اللى يقرأها رئيس جمهورية زيه وبتتشال فى الدرج فى النهاية لكن ديه يمكن يقراها ناس كثير جدا وتوصلهم أفكار كثير عن مصر عشان كده لازم أهتم بيها".
فوق الأوراق وضعت مئات الرسائل التى تم ترقيمها والإمضاء عليها من أصحابها، حيث تقول أحد الرسائل "يجب على الإدارة الأمريكية أن تعرف أن عصر الديكتاتوريات قد انتهى فى الشرق الأوسط" وتتابع رسالة أخرى "يجب أن تكون العلاقات متكافئة بين البلاد وليست وصاية لأحد على أحد" وتشير الكلمات إلى جوارهم "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولن يقف شىء أمام ثورتنا السلمية".
من التحرير إلى سفارة الولايات المتحدة سيتجه الشباب برسائلهم عليها تصل مثلما يريدون بصورة متحضرة عن أهل مصر ورسائل وطلبات واضحة تواجه بعض ما يشوه عن أهل الحضارة فى الخارج.
بالصور.. رسالة للعالم "فوق أوراق البردى".. كيف أصبح الشعب المصرى؟
الإثنين، 26 نوفمبر 2012 04:00 م
أوراق البردى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة