مئات الورش التى تضم داخل جدرانها حرف مصرية بدأت فى الانقراض واحدة تلو الأخرى، لم يجد أصحابها حلولاً سوى الجلوس فى انتظار رزق ضئيل، أو نسيان "الصنعة" للبحث عن لقمة عيش تعينهم على الحياة، أوقات فراغهم الطويلة وعدم انشغالهم بعمل يذكر هى ما شجعهم على الاستماع لـ"تامر طه"الذى توجه إلى ورش منشأه ناصر بصحبة مجموعة من أصدقائه لدراسة حال هذه الورش ومحاولة إقناعهم بعرض قد يغير حالهم، واضعاً أمامهم مجموعة من الأفكار لشباب مصرى سجل أفكاره على ورق لتطوير الصناعات الصغيرة، لربط هذه الأفكار بأصحاب الصنعة، وكان "كول زير" هو المنتج الأول لمبادرة "تامر" التى ربط من خلالها "الفهلوة" المصرية ب"الإبداع".
"يُمكن" هو اسم المبادرة التى أطلقها "تامر طه" الشاب العشرينى الذى استغل دراسته للاقتصاد العالمى فى تنفيذ مشروع اقتصادى على أرض الواقع، للربط بين الابتكار والحرف اليدوية، ليبرهن فى وقت قصير من زمن انطلاق المبادرة على أن كل شئ ممكن، وأن التركيز على ابتكار الشباب هو تذكرة الدخول لعالم تطور الصناعة فى مصر، داعياً أصحاب الأفكار للانضمام للفكرة التى نجحت تجربتها الأولى مع أحد أصحاب ورش الفخار ببطن البقرة، بالتعاون مع أحد طلبة كلية الفنون الجميلة وأخر من كلية العلوم، للخروج بمشروع "كول زير" كأحد منتجات الفخار المتطورة التى تحمل طابعاً مصرياً تم تنفيذه بالفعل.
"من الفهلوة إلى الإبداع" هكذا بدأ "تامر"، حديثه لليوم السابع عن فكرة المبادرة قائلاً: "يمُكن" هى فكرة لربط الاحتياجات التسويقية لورش الصناعات الصغيرة بالطاقات الإبداعية للشباب المصريين.
ويكمل تامر: بدأت الفكرة بزيارة منطقة منشأة ناصر المليئة بالورش، وعرض الفكرة التى لاقت إعجاباً من الكثير من أصحاب هذه الورش رغبة فى تطوير إنتاجهم، وكان التواصل مع أصحاب الأفكار المبتكرة من الشباب هو الخطوة الثانية لبداية العمل، وكان مشروع "كول زير" هو المنتج الأول الذى نجحنا فى تصنيعه، نتيجة لربط ورشة فخار "ببطن البقرة" بطالب فى كلية الفنون الجميلة وأخر فى كلية العلوم، وبعد عدة اجتماعات وورش عمل خرج منتج "الزير" المبتكر للعمل، بطابع مصرى وإمكانيات متطورة للحفاظ على درجة حرارة المياه بصورة لم تخلو من الشكل الجمالى للفخار المصرى.
"الابتكار" هو الحل للخروج من الركود الاقتصادى، يقول "تامر" الذى استكمل مشروعه بالترويج للمنتجات من خلال موقع "يُمكن" أو yomken.com" من خلال ما يعرف بال "crowd funding"، أو مساهمة المستهلك فى تمويل المنتج حتى الانتهاء من تصنيعه وبداية طرحه فى الأسواق، فى انتظار مئات المشروعات المبتكرة التى ساهم "تامر" فيها بربط الفكرة بالصنعة أو ما اختار أن يطلق عليه "الفهلوة بالإبداع" واستغلال العقول المصرية فى منتجات "يُمكن" تنفيذها.
لو ربطنا "الفهلوة" بـ"الصنعة".. كل شىء "يُمكن"
الأحد، 25 نوفمبر 2012 01:18 م
مبادرة كل شئ ممكن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة