بعيدا عن جو البازارات والسياحة التى تشتهر بها القاهرة الفاطمية ومنطقة وسط المدينة، اختار فؤاد شريف مكانا غير مألوف لعرض أنتيكاته وتحفه والتى أسماها "كنوز زمان".
فعندما تدخل جاليرى الكنوز فى حى مدينة نصر تشعر أنك اخترقت ذاكرة السينما يمتلئ البازار بأروع التحف التى يعود تاريخها للقرن الثامن عشر أو التى تتجاوز أكثر من ثلاثمائة وخمسين عاما، والتى تتنوع ما بين تحف ظهرت مثيلتها فى شرائط السينما المصرية والأجنبية، على سبيل المثال "لمبة الجاز" التى ظهرت فى الفيلم العربى سيدة القصر تتواجد مثيلتها داخل البازار وغيرها من التحف القديمة القيمة.
عشق فؤاد نصار الشاب العشرينى المهنة من والده، ويسعد دائما بتجميع التحف الأثرية ليس لفكرة البيع والمكسب والخسارة فقط، إنما لحبه لهذه المهنة، فدراسة فؤاد لعلم الفلسفة لم تمنعه من العمل بموهبته والتى تبللورت فى جمع واقتناء كل المقتنيات والتحف الغالية التى تتصف بالثراء والقيمة العليا، والتى بدأت باحتفاظ والده لكل قطعة ثمينة منذ عام 1998 حتى الآن، ولكن بعد كثرة وتكدس قطع الأنتيكات داخل المنزل بعدما حرص والده الذى يشبه فؤاد بنفس الموهبة وحب الاقتناء فى تجميع القطع.
مما تسبب فى زيادة عدد القطع حتى قرروا تجميع التحف داخل بازار لم يكن الهدف منه البيع ولكن من أجل الاحتفاظ بأكبر متحف مصغر من القطع والتحف الأثرية، ونجحت التجربة فى بدايتها، أقبل على البزار مجموعة من الأرستقراطيين وأصحاب الطبقة الراقية ليقوموا بشراء هذه التحف ولكن تراجع القدرة الشرائية بعد الثورة مع اهتزاز الأوضاع الاقتصادية كلها والذى أثر بالتبعية على معظم الفئات هو الذى أثر فى حركة البيع والشراء، على الرغم من أن شراء هذه التحف واقتنائها كلما أصبحت قديمة كلما زادت قيمتها المادية، أى أن الاستثمار فى شراء الكنوز القديمة والتحف أفضل من استثمار البنوك نظرا لارتفاع قيمتها مع الزمن، ويكمل "فؤاد"، إقبال الغرب والطبقة المثقفة والميسورة الحال على التحف والأنتيكات راجع لبعض العوامل الثقافية والفكرية، وبعض العقائد التى تسكن عقول هؤلاء المثقفين، مع تراجع الظروف الاقتصادية فى البلاد حتى ما قبل الثورة، واعتقادا من البعض أن فن اقتناء التحف يعد شكلا من أشكال الرفاهية والنثريات، ولكن استخدام هذه الأشياء وقطع الأثاث القديمة الكلاسيك فى تجهيز البيوت والمنازل تقلص فى طبقة معينة تكاد تنقرض حاليا.
ويشير "فؤاد" أن لقطع التحف التى تحيط به داخل الجاليرى، أنها تعتمد على الشغل اليدوى الخالص مثال الكانفا والجوبلان والصالون المنقوش على قماش التنجيد الخاص به قصة حب مجمعة على مقاعد وأريكة الصالون، مع تواجد غرفة تشابه تلك الموجودة بقصر رأس التين بالاسكندرية والتى تعد "الأيم" والشغل الموجود بها يدوى.
ويحكى فؤاد، الذى يختلف فى فكره وذوقه عن باقى الشباب الذين فى نفس عمره الصغير، أنه يعشق فن الزمن الجميل وتراثه، فالناس قديما كانت تفضل هذا التراث وتقدر قيمته ولا تقلل من أية قطعة حتى الأباجورات والنجف المصمم كريستالة يدويا بالواحدة، والذى لا يمكن تصميمه حاليا حتى فى أكبر مصانع الكريستال.
فؤاد ووالده جمعوا "كنوز زمان" حباً فى المهنة
الأربعاء، 21 نوفمبر 2012 11:13 ص
أنتيكات وتحف "كنوز زمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة