أزمة غزة تشهد ساعاتها الأخيرة وسط تكثيف للقصف الإسرائيلى بكل أنواع المقاتلات.. وتدمير أنفاق الوقود برفح.. ومصادر فى تل أبيب ترجح إعلان التهدئة خلال ساعات.. وعمرو وكلينتون يبحثان الموقف

تشهد أزمة غزة ساعاتها الأخيرة، بعد قرب الإعلان عن توقف للعمليات الإسرائيلية على القطاع بوساطة مصرية، كما أعلن أمس الرئيس محمد مرسى فى عزاء شقيقته من الزقازيق.

واليوم يعقد محمد عمرو وزير الخارجية جلسة مباحثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، تتركز حول جهود مصر المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والسبل الكفيلة بوقف إطلاق النار، وتحقيق التهدئة بين الجانبين، وتتوجه كلينتون بعد ذلك إلى إسرائيل للاجتماع مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل لبحث أزمة غزة.

ورجحت مصادر إسرائيلية ليلة أمس، أن يتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار فى غضون الساعات القليلة المقبلة.

ذكر ذلك راديو "صوت إسرائيل" اليوم الأربعاء، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو يجتمع حاليا مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون التى وصلت إلى إسرائيل منذ قليل فى مسعى لضمان التوصل إلى اتفاق فى أقرب فرصة ممكنة.

يأتى ذلك على الرغم من التأخير فى صدور الإعلان عن الهدنة الذى كان من المتوقع أن يصدر فى القاهرة.

وعلى صعيد العمليات الإسرائيلية قال إسلام شهوان المتحدث الرسمى باسم الداخلية بحكومة حماس، إنّ الطيران الحربى الإسرائيلى شنّ غارات جوية على شمال قطاع غزة غير مسبوقة بكل أنواع المقاتلا، والمدفعية، قبل الإعلان عن الهدنة، واصفًا إياها بـ"ليلة تكسير العظام".

وشنّ سلاح الجو الإسرائيلى مساء أمس الثلاثاء 6 غارات متتالية على منطقة الأنفاق فى منطقة رفح جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر فلسطينية، إن الغارات الإسرائيلية على الأنفاق التى تجرى لليوم الثالث على التوالى استهدفت عدة أنفاق خاصة بإدخال الوقود لقطاع غزة مضيفة أن الطواقم الطبية والدفاع المدنى لم يتمكنا حتى الآن من الوصول إلى هناك.

وأضافت هذه المصادر أن العمل فى أغلب الأنفاق تعطل بعد التصعيد الإسرائيلى الواسع ضد القطاع فى الوقت نفسه قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة مؤسسات حكومية فقد قصفت مجمع وزارة الإسكان فى حى النصر بمدينة غزة مما أدى لإلحاق بعض الأضرار بالمبنى، كما تم استهداف أرض خالية ملاصقة للمجلس التشريعى الفلسطينى دون الإبلاغ عن إصابات.

وشنت طائرات حربية إسرائيلية فى وقت متأخر أمس الثلاثاء، غارة جوية على برج فى مدينة غزة يضم مكتب وكالة "فرانس برس" من دون أن تسفر عن وقوع إصابات فى المكتب، كما أفاد مصور الوكالة.

وقال المصور الذى كان موجوداً لحظة الغارة فى الطابق الرابع من برج نعمة فى شارع الوحدة غرب مدينة غزة "الطائرات الإسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ على الأقل على الطابق السادس فى البرج"، مؤكدا أن لا جرحى بين موظفى فرانس برس ولكن من دون أن يتأكد فى الحال عدم وقوع إصابات أخرى من جراء الغارة.

وحذر الجيش الإسرائيلى، المراسلين الصحفيين فى غزة من الوجود بالقرب من الأماكن التى يوجد بها ناشطو حماس، مشيرا إلى أن حماس تستخدمهم "كدروع بشرية".

وقال متحدث عسكرى فى الجيش الإسرائيلى فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": ابقوا بعيدا عن ناشطى حماس والمبانى التابعة لهم".. وأضاف، "حماس جماعة إرهابية ستستخدمكم كدروع بشرية".

يذكر أنه خلال الغارات الإسرائيلية على غزة تضررت بعض المكاتب التابعة لوسائل إعلام أجنبية وأخرى محلية.

وفى الوقت نفسه أعلنت مصادر طبية عن استشهاد المواطن مصعب دغمش 22 عاما متأثرا بجراحه فى الغارة التى شنها سلاح الجو على حى الصبرة جنوب غزة والتى استشهد فيها ستة مواطنين.

ومن جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الصحة فى غزة الدكتور أشرف القدرة، إن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية منذ الأربعاء الماضى بلغت 134 شهيدا بينهم 34 طفلا إضافة إلى 1100 مصاب أغلبهم من الأطفال والنساء، مضيفاً أن عدد الشهداء أمس الثلاثاء بلغ 27.

وأكد الدكتور أشرف القدرة، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة فى اتصال هاتفى بـ"اليوم السابع"، أن عدد الشهداء حتى هذه اللحظة بلغ 137 شهيداً، وما يقرب من 1100 جريح فلسطينى، إثر الهجوم الغاشم الذى تشنه إسرائيل على قطاع غزة.

كما أشار إلى أنه تم إرسال 28 فلسطينياً من مستشفيات الشفاء وناصر بخان يونس وغزة الأروبى إلى مستشفيات شمال سيناء توفى منها حالة واحدة وهو الشهيد أحمد دغمش.

وأكد القدرة أن الهجوم الأخير الذى شنته إسرائيل منذ لحظات لم يسفر عن شهداء ولا جرحه.