" لعب وضحك وجد"، هكذا يعيش "حسام" طفولته، فعلى الرغم من أنه لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره، إلا أنه تجاوز بعمله سنوات عديدة، فهو لم يكتف بالذهاب إلى المدرسة لتعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم، إلا أنه أصبح عاملاًَ فى سوق العمل، حيث اضطرته ظروفه العائلية بالخروج إلى العمل فى هذه السن المبكرة لتوفير بعض الجنيهات يتعيش منها أفراد أسرته، حيث الأم التى تلتزم بتربية الأبناء الخمسة والأب العاجز عن الحركة، والأخوات الأصغر سناً من حسام، وكل منهم ملتحق بفصل دراسى مختلف، كل هذه الأعباء كبرت الطفل الصغير قبل الأوان".
لقد امتهن حسام العديد من الأعمال، فقد عمل مساعداً لجزار وصبى ميكانيكى وعامل نظافة فى مطعم، إلا أنه انتهى به المطاف بأن يكون بائعاً على" فرشة شنط حريمى، وعلى أى من الأرصفة يأتى الصغير ببضاعته ليعرضها أمام المارة يقلبون فيها بين مشتر وعارض، وكل ذلك يزيد الصغير خبرة وفهما للمجتمع، حيث الاحتكاك اليومى والمباشر مع الناس"، خاصة عندما تعرض عليهم بضاعة وتطلب منهم الثمن، فأعز شىء على الشخص نقوده"، تلك العبارة يرددها حسام على، ويقول هذا ما تعلمته من الوقفة فى السوق.
ويقول الصغير،" حبيت الشغل عن المدرسة، وبعدين أنا إللى أتعلمته من البيع على الفرش أهم بكثير من العلوم والجغرافيا وخلاص أنا بأعرف أقرأ وأكتب وأجمع وهو دى المهم من المدرسة علشان كدة أنا من كام سنة خرجت من التعليم، ومناكفتى يوميا مع رجال البلدية قبل الثورة جعلتنى أعرف أزاى أخبى بضاعتى وأطلعها بعد ما يمشوا، وأحلى حاجة بعد الثورة أن مبقاش فيه بلدية، وأى حد واقف براحته على بضاعته بدون ما أى حد يضايقه، علشان كدة أنا بحب الثورة".
بائع الشنط على الرصيف..
الطفل حسام: "أنا بأحب الثورة علشان مبقاش فيه بلدية تاخد بضاعتى"
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012 12:04 ص
حسام بائع الشنط
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Emad
مصائب قوم...
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى
ربنا وقلبى معاك