المجتمع الأمريكى لطالما عرف بكونه بوتقة تضم شعوبا وقبائل مختلفة كليا عن بعضها، فهذا من أصل لاتينى وذلك من أصل آسيوى، بينما هذا من أصل عربى مسلم. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، كان من الطبيعى أن تحتل هذه الأقليات مكانة كبيرة لدى المتسابقين للوصول إلى البيت الأبيض، لاسيما بعدما لعب الأمريكيون الأفريقيون والإسبان دورا محوريا فى فوز الرئيس باراك أوباما عام 2008، فعدد الناخبين من أصل لاتينى وحدهم المؤهلين للتصويت بلغ 9.7 مليون آنذاك، بزيادة ملحوظة بالمقارنة بمجموع 7.6 مليون الذين صوتوا فى عام 2004، ومن المتوقع أن يكونوا أصحاب الكلمة الأخيرة فى انتخابات هذا العام باعتبارهم كتلة انتخابية هامة بين الناخبين الأمريكيين، ففى كل شهر، يبلغ نحو 50 ألف لاتينى فى الولايات المتحدة سن 18 عاما وبالتالى يسمح لهم قانونا بالتصويت فى الانتخابات.
الإسبان: أكبر أقلية فى الولايات المتحدة
وتقول هيرالندا جارسيا، رئيس رابطة المواطنين الأمريكيين اللاتينيين المتحدين، وهى أقدم وأكبر منظمة للاتينيين الذين يمثلون أكبر أقلية فى الولايات المتحدة، إن الإسبان يستعدون لأن يكون لهم دور هام فى الانتخابات الأمريكية هذا العام، فهم يدركون جيدا أن بإمكانهم إحداث فارق، خاصة أن أعدادهم زادت كثيرا فى الآونة الأخيرة وفقا للإحصائيات الأخيرة.
وأوضحت جارسيا فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» أن محاولات المرشح الجمهورى، ميت رومنى الحثيثة لمغازلة الإسبان قد لاقت نجاحا كبيرا خاصة عندما ذكر قصته الشخصية باعتبار أسرة والده من المهاجرين، وقالت «أعتقد أن الكثير من الشباب الإسبانى سيصوت لصالح رومنى».
وأضافت أن المنظمة، التى تسعى لحصول الإسبان على حقوقهم، فيما يتعلق بالفرص الاقتصادية والتعليم والتأثير السياسى والرعاية الصحية والحقوق المدنية، بدأت بالفعل فى حشد أصوات الناخبين من خلال تسجيل أسمائهم، ودفعهم للتصويت المبكر، وذلك فى عدد من الفعاليات فى هوستن «وشاركنا جميعا فى تسجيل الناخبين فى قاعدة البيانات، سواء بعد صلاة يوم الأحد فى الكنائس أو فى المناسبات الأخرى التى يكثر بها وجود الأمريكيين من أصول إسبانية».
وعن المعايير التى ستختار وفقا لها مرشحها المفضل فى الانتخابات، قالت مديرة الرابطة إن ما تأمله هو «أن يوفى بتعهدات حملته الانتخابية، فرغم أنهم يجوبون الولايات المتحدة بحثا عن الأصوات ويدلون بالتصريحات الرنانة ويتعهدون بالكثير، إلا أنهم عندما يتولون مقاليد الحكم يميلون إلى إغفال تلك التعهدات، بل إنهم يفعلون عكس ما تعهدوا به»، وعن المرشح الذى ستختاره، قالت جارسيا «أنا ديمقراطية، ولكن هناك بعض الأشياء التى أحبها بشأن رومنى، كما أن هناك بعض الأشياء التى أحبها بشأن أوباما، ولكن أعتقد أنى سأقرر عندما يحين موعد الانتخابات فى 6 نوفمبر».
أما عن مطالب مجتمع الأمريكيين من أصول لاتينية، فقالت جارسيا إن الرعاية الصحية تحتل قائمة أولويات هذا المجتمع، فـ«الكثير من الأقليات لا تستطيع تحمل نفقة الرعاية الصحية ولا يملكون تأمينا صحيا، ورغم أن «أوباما كير» (خطة الرئيس لتحسين مستوى الرعاية الصحية للجميع) ساعدت الكثير، فإن الكثير من الأطباء يعارضونها، ونحن بالفعل فى حاجة لتفعيل خطة أكبر، ولكن السؤال هو من سيدفع المقابل، فالضرائب ستزيد، وهى الآن مرتفعة للغاية، وثانى هذه المطالب متمثل فى إصلاح قوانين الهجرة، التى تمنح الأبناء من عمر 15 إلى 30 الإقامة، ولكنها لا تمنح ذلك للآباء وغيرهم من المهاجرين غير الموثقين، لذا فنحن بحاجة إلى إصلاح شامل لقوانين الهجرة حتى تشمل الجميع، فهناك كثيرون تقدموا بطلبات الإقامة الدائمة، ولكن بسبب القوانين الحالية، فإنهم ينتظرون من 5 إلى 10 أعوام لتكون إقامتهم قانونية.
الأمريكيون من أصول لاتينية يفضلون أوباما:
أما برنيتدت ماكيلورى، مؤسسة ورئيسة منظمة «مواطنون إسبان يعملون»، وهى مؤسسة أمريكية جمهورية فتقول إن «دفة تصويت الإسبان ربما تميل نحو أوباما ليس لأنه قادر على تحقيق ما هو أفضل خلال الأربعة أعوام المقبلة، وإنما لأنه قدم بعض التنازلات لإلحاق بعض التغيير إلى قانون «دريم أكت» (الذى يضمن للمهاجرين حقوقهم)، ولأن اللاتينيين يعتقدون أنهم بهذا القانون يحصلون على صفقة ممتازة، فعندما يكون المرء جائعا، كل شىء سيكون مذاقه أفضل حتى إن كان مأخوذا من القمامة. لذا نحن نعمل على تحقيق أفضل وضع من خلال العمل مع المتعلمين والمفكرين من أبناء الجالية اللاتينية.
ويشار إلى أن الناخبين اللاتينيين يميلون عموما إلى التصويت لصالح المرشحين الديمقراطيين، ووفقا لاستطلاعات الرأى التى أجراها مركز بيو هيسبانيك فى عام 2010، أيد 60 فى المائة من الناخبين اللاتينيين المرشحين الديمقراطيين فى السباق إلى البيت الأبيض، فى حين أيد 38 فى المائة منهم مرشحى الحزب الجمهورى، وفى الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى عام 2008، دعم اللاتينيون الرئيس باراك أوباما بهامش أكثر من الضعف -67 فى المائة إلى 31 فى المائة – فى وجه منافسه الجمهورى جون ماكين، وفقا لمركز روبر لبحوث الرأى العام فى جامعة كونيتيكت.
وأضافت ماكيلورى، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، حول من سينتخبه الإسبان، أنهم سيصوتون للحزب الذى عكف على حشد أكبر قاعدة شعبية، فمن الصعب أن تنتخب شخصا لا تراه سوى على شاشات التليفزيون وتسمعه فقط فى إعلانات الراديو.
وعما إذا كان الإسبان سيستجيبون لمغازلة المرشح الجمهورى ميت رومنى، قالت مؤسسة المنظمة الأمريكية إنه «مما لا شك فيه، سيصوت الكثير من الإسبان لرومنى، وليس لاقتناعهم بما يقوله، وإنما لأنهم تضرروا كثيرا من ارتفاع نسبة البطالة وفقدان منازلهم وارتفاع كلفة الرعاية الصحية، وغلاء أسعار البنزين، فهم ليسوا سعداء بذلك. أما بالنسبة للإجهاض الذى يؤيده أوباما، ويرفضه رومنى، فالإسبان يرفضون تأييد الديمقراطيين له، لأنه يتعارض مع العبادة، مشيرة إلى أن «الإسبان يريدون تغييرا حقيقيا يعوضهم سياسات أوباما الفاشلة».
وعن المشاكل التى يواجهها الأمريكيون من أصل لاتينى عند التصويت، قالت ماكيلورى: «حقيقة الأمر، الصورة النمطية عن الإسبان أنهم لا يصوتون، فهم يأتون من أمريكا اللاتينية، وهناك لا ينخرطون فى الحياة السياسية، وسيأخذ الأمر العديد من أجيال المهاجرين لتطوير وعى سياسى بأهمية المشاركة والتصويت، ويعود لنا الأمر لنساعد أنفسنا، ونقوم بإجراء أحاديث تعليمية بشأن القضايا المحلية التى تهم الإسبان، ونحثهم على تسجيل أسمائهم ونعقد المؤتمرات للمرشحين للأحزاب ليستمعوا إلى برامجهم.
وعن الصفات التى ستختار وفقا لها مرشحها الرئاسى، قالت ماكيلورى إنها ستختار رئيسا يمنح الإسبان اهتمامه ويحرص على إشراكهم فى الحياة السياسية، فهم يشكلون 1/6 «سدس» تعداد السكان، وبحلول عام 2050، سيكونون أكبر أقلية فى البلاد، وسيكون من المضحك ألا يكون لهم تمثيل سياسى.
أما عن الأهداف التى تحب أن تراها تتحقق لمجتمع اللاتينيين، أكدت «نحن نريد تمثيلا، انظروا إلى قنوات العاصمة واشنطن واللقاءات التى تجرى فى برامجها، لا تجد من اللاتينيين، فنحن نريد دعوة إلى الطاولات التى يتم مناقشة السياسة العامة عليها».
أبرز مشاكل تصويت الأمريكيين من أصل لاتينى
ومن جانبه، يرى جاى أصافى، مدير الشؤون القانونية فى منظمة «إسبان جمهوريون يعملون» أن أكبر عائق أمام تصويت الإسبان شعورهم بأن صوتهم ليس له قيمة، فلسان حالهم يقول «ماذا سيضيف صوتى؟»، وهذا بالطبع موقف خاطئ تماما، فكل صوت يمكن أن يقرر مستقبل البلاد، ولهذا ينبغى أن نضع حدا لثقافة عدم المشاركة، وعلى المنظمات اللاتينية والمنظمات المدنية والكنائس أن تدفع أعضاءها للتصويت من خلال توفير أماكن لتسجيل أسمائهم والتصويت.
أما عن المشاكل الأخرى، فيرى أصافى أن الكثير من المهاجرين هم من يخلقونها لأنفسهم، ويقول «أدرك جيدا الظروف الصعبة التى تدفع كثيرين إلى القدوم إلى الولايات المتحدة بحثا عن حياة أفضل، ولكننا دولة قانون، ولا يمكن لأى مهاجر تطأ قدمه الولايات المتحدة أن يحصل على الجنسية، وعلى المرشح الجمهورى أن يركز على فرض سيطرة على الحدود، وأن يتعامل مع المهاجرين غير القانونيين، وأن يعمل على إخراجهم من الظل، وأن يستمروا فى البقاء فى الولايات المتحدة من خلال دفع الضرائب والمحاولة للحصول على الجنسية بطرق شرعية.
وأضاف أصافى أنه من بين أبرز المشاكل الأخرى بالنسبة للاتينيين احتمالية الترحيل وعدم العودة مطلقا إلى الولايات المتحدة.
وأوضح أن الإسبان يتشاركون مع الحزب الجمهورى فى الدفاع عن الزواج والحياة، غير أنهم لا يشعرون بترحيب كبير بين صفوف الجمهوريين، ونحن نرغب فى تغيير ذلك.
الأقلية المسلمة العربية
أما المجتمع العربى فى الولايات المتحدة، فعمل على حشد صفوفه أملا فى التأثير فى انتخابات نوفمبر 2012، فبرغم أن الأقلية المسلمة ليست كبيرة ولا تشكل سوى جزء صغير من الكتلة التصويتية، فإنها تتسم بالحماسة والتنظيم وبإمكانها حسم التصويت لأحد المرشحين.
وتقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن القائمين على هذا المجتمع يواجهون عقبات متمثلة فى الانقسام الثقافى وبالطبع نقص العدد، ولكن يرى بعض الخبراء أنهم أغلب الظن سيشكلون كتلة تصويتية لا يستهان بها، خاصة على المستوى المحلى.
ونقلت «واشنطن بوست» عن إميلى مانا، رئيس مبادرة «يلا فوت» أو «لنصوت»، التى ينظمها المعهد العربى الأمريكى إن الناخبين العرب الأمريكيين يمكنهم أن يحسموا التصويت فى الولايات التى يتعادل فيها كل من الرئيس أوباما ومنافسه المرشح الجمهورى، ميت رومنى.
وتنظم «يلا فوت» الناخبين فى واشنطن العاصمة، و10 ولايات أخرى تضم فلوريدا وبنسلفانيا وأهايو وميتشيجان، وهى الولايات التى يتركز فيها العرب الأمريكيون.
ويقدر عدد العرب الأمريكيين بـ1.6 مليون نسمة فى الولايات المتحدة، وفقا لاستطلاع أجراه مكتب الأجناس الأمريكى، ورغم أن عددهم أقل بكثير عن الأقليات الأخرى، فإن زعماء المجتمع يقولون إن هذه الأعداد أقل من أعداد العرب الحقيقية فى الولايات المتحدة.
وترى نادية تونوفا، المسؤولة عن إدارة الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأمريكية أن أكبر تحدٍ سيواجه هذا المجتمع هو عدم توحده. ولكنها لا تزال تشعر بالتفاؤل «فالأمر العظيم بشأن أمريكا هو أننا لدينا القوة لجعل أصواتنا تسمع فى الانتخابات».
ويقول الإمام الأمريكى يحيى هندى الذى يعمل حاليا إماما للجمعية الإسلامية فى فريدريك، بولاية ميريلاند، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» عن الدور الذى يلعبه المسلمون الأمريكيون فى الانتخابات الأمريكية، إنهم أمريكيون يهتمون شأنهم شأن الكثير من الأمريكيين بالعملية الانتخابية ومن سيكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذى يتحدث عن آمالهم وآلامهم ولديه استعداد ليستمع إليهم ويهتم بأمورهم وقضاياهم، «فنحن نريد ضرائب أقل مثل جميع الأمريكيين، ونريد صحة أفضل، وتعليما أفضل، ولا نريد أن نكون مشتركين فى الحروب، ونريد أمنا أكثر لأبنائنا».
ومضى الإمام هندى يقول إن «المسلمين الأمريكيين يشاركون فى الانتخابات، وأغلبهم يميلون إلى الحزب الديمقراطى ويفضلونه عن الجمهورى، إلا أنهم عندما يصوتون، يصوتون لصالح قضايا وليس لأشخاص أو لأحزاب».
وأوضح أن المشاركة الفعلية للمسلمين فى انتخابات هذا العام أكثر إيجابية من أى عام مضى، فهناك كثيرون يقدمون أوراقهم للالتحاق بالركب السياسى الأمريكى، على مستوى الولايات المحلى، لافتا إلى أن نتيجة الانتخابات هذا العام تلقى اهتماما كبيرا بين أفراد المجتمع الإسلامى.
وأكد أن أهمية الدور الذى يلعبه المسلمون فى الانتخابات الأمريكية هذا العام يعتمد على مكان وجودهم وعلى أعدادهم فى كل ولاية، فهم مؤثرون فى ولايات مثل، نيويورك، وشيكاغو، وديترويت، ودالاس وهيوستن فى تكساس، مشيرا إلى أن هذا التأثير يكون له صدى واضح من خلال الائتلافات التى يشكلونها مع الجماعات الأخرى، ومدى نشاطهم وقدرتهم على حل القضايا الداخلية «ففى أمريكا، نحن نرفع شعار «فكر عالميا وتصرف محليا».
الأقلية الآسيوية
أما الأقلية الآسيوية، فظهرت أهميتها للمرشحين للانتخابات الرئاسية بشكل واضح خلال الحملات الدعائية لمرشح الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى هذا العام، إذ قام ممثلون عن حملة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى بزيارات كثيرة إلى المطاعم الفيتنامية وصالونات التزيين فى ضواحى فرجينيا سعيا وراء أصوات قد تكون حاسمة فى هذا السباق المتقارب جدا بين المرشحين.
والأمريكيون الآسيويون الذين تم تجاهلهم كثيرا فى الانتخابات الماضية، أصبحوا الآن يعتبرون أسرع مجموعة عرقية نموا فى الولايات المتحدة. ويشكلون حوالى %5 من الشعب الأمريكى لكن نتيجة تصويتهم قد تتجاوز هامش تقدم المرشحين للفوز فى ولايات حاسمة مثل فرجينيا ونيفادا وفلوريدا وكولورادو.
وإذا صحت التوقعات فإن الأمريكيين الآسيويين سيعززون موقع أوباما الذى فاز بثلثى أصوات هذه المجموعة فى 2008، فى ارتفاع سريع من نسبة %32 التى صوتت للرئيس الأسبق بيل كلينتون عند انتخابه لأول مرة فى 1992.
ويقول كارثيك راماكريشنان الأستاذ فى جامعة كاليفورنيا ريفرسايد «هذا تحول تاريخى، آخر مرة شهدنا فيها مجموعة مهاجرين تحدث مثل هذا الفارق الكبير كانت لدى الناخبين اليهود بين عشرينيات وأربعينيات القرن الماضى» الذين صوتوا أيضا لصالح الديمقراطيين.
وراماكريشنان ساهم فى إعداد دراسة «ناشونال آسيان أمريكان سورفى» وهى دراسة شملت 3034 من الراشدين وخلصت إلى أن المجموعة تميل بقوة إلى الديمقراطيين حول عدة مواضيع مطروحة فى الانتخابات مثل حقوق النساء والضمان الصحى والهجرة.
وهذا الدعم كان متفاوتا بين المجموعات اللاتينية. فالأمريكيون المتحدرون من أصل هندى كانوا أشد مؤيدى الديمقراطيين حيث قال %58 إنهم يميلون أكثر لهذا الحزب مقارنة مع %7 قالوا إنهم يؤيديون الجمهوريين.
وأضاف راماكريشنان أن العديد من الأمريكيين الآسيويين برز دورهم سياسيا خلال إدارة كلينتون التى كانت بالنسبة إليهم فترة ازدهار.
ومنذ ذلك الحين وبعد اعتداءات 11 سبتمبر «والنهج المحافظ بشكل متزايد حيال الهجرة من قبل الجمهوريين، كل ذلك أدى إلى ابتعاد الكثير من الأمريكيين الآسيويين عن الجمهوريين» كما أضاف.
وأظهرت الدراسة أيضًا دعما قويا للديمقراطيين لدى الأمريكيين المتحدرين من أصل صينى ويابانى وكورى. لكن الجمهوريين يحظون بتقدم طفيف فى نسبة التأييد لدى الأمريكيين من أصل فليبينى لأن الكثير منهم يعتبرون من الكاثوليك الملتزمين.
والجمهوريون عادة يحظون بتأييد لدى الأمريكيين الفيتناميين لأن الجيل القديم منهم يتذكر موقف الحزب الحازم ضد الشيوعية، لكن الاستطلاع أشار إلى أن أوباما حقق تقدما كبيرا لدى هذه المجموعة خصوصا بفضل نظام الضمان الصحى الهادف إلى زيادة تغطية الكثير ممن لا يملكون تأمينا صحيا.
ويقوم النائب مايك هوندا الديمقراطى من أصل يابانى الذى أصبحت منطقته فى كاليفورنيا الأكبر التى تعد غالبية آسيوية، بجولات فى ولايات حاسمة لتشجيع الناخبين الأمريكيين من أصول آسيوية على التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وقال هوندا لوكالة فرانس برس «نحاول تشجيعهم عبر زيارة أماكن عملهم أو أى مكان يذهبون إليه وكذلك عبر الإعلانات».
وأضاف أن %45 على الأقل من الناخبين من أصول آاسيوية لم يسجلوا أسماءهم بعد، وكان يعمل على تعبئة متطوعين لحثهم على التصويت لأن الآسيويين الأمريكيين «يميلون عادة» إلى الامتناع عن الإدلاء بأصواتهم.
ويشدد هوندا على دعم الديمقراطيين لقانون يعطى الإقامة الدائمة لشباب مؤهلين لا يملكون أوراقا ثبوتية، كما أشار إلى أن أوباما عين ثلاثة أمريكيين من أصول آسيوية فى حكومته.
وفى العام 2009 تعرض أوباما لانتقادات شديدة من الجمهوريين حين انحنى أمام الإمبراطور أكيهيتو خلال زيارة إلى طوكيو.
وقال هوندا «لدى مجموعة الأمريكيين المتحدرين من أصول آسيوية فإن انحناءة الرئيس تدل على الاحترام وليس على التقليل من شأنه».
ويحاول الجمهوريون فى فرجينيا من جهتهم اجتذاب أصوات الناخبين الأمريكيين الآسيويين، وعند ترشح الحاكم الجمهورى بوب ماكدونيل فى 2009 أمضى ساعتين ونصف الساعة فى مهرجان آسيوى فيما لم يحضر منافسه الديمقراطى كما يتذكر سانجاى بورى رئيس لجنة العمل السياسى الأمريكية - الهندية.
وعين رومنى إيلين تشاو المولودة فى تايوان التى كانت وزيرة للعمل فى إدارة الرئيس السابق جورج بوش، مسؤولة عن الحملة لتعبئة الآسيويين الأمريكيين. وشدد الجمهوريون على دعمهم لخفض الضرائب، لأن عددا كبيرا من الآسيويين الأمريكيين يملكون شركات أو محلات صغيرة.
ورغم الدعم الكبير للديمقراطيين من جانب الأمريكيين المتحدرين من أصول هندية، فإن أبرز شخصيتين فى المجال العام لهذه المجموعة تمثلان الحزب الجمهورى وهما حاكم لويزيانا بوبى جندال وحاكم كارولاينا الجنوبية نيكى هالى.
وهذه السنة قدم 30 آسيويا أمريكيا ترشيحاتهم للكونجرس ما يشكل رقما قياسيا، وبينهم 25 ديمقراطيا.
مديرة أكبر منظمة للاتينيين بأمريكا لـ«اليوم السابع»: الكثير من الشباب الإسبانى سيصوت لصالح رومنى لتضررهم من الوضع الاقتصادى..
الأقليات ستحسم مصير أوباما ورومنى!
الجمعة، 02 نوفمبر 2012 03:33 م
باراك أوباما وميت رومنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة