خيراوى العزاوى يكتب: لماذا تتركز الحوادث فى محافظات الوجه القبلى والصعيد؟

بنظرة عابرة على شهادات الميلاد الخاصة بالأطفال الذين تعرضوا لحادث قطار أسيوط، والذين سبقونا بدخول الجنة، أو النظر على البطاقات الشخصية لكل مواطن من الوجه القبلى أو من محافظات الجنوب تعرض لحوادث القطارات السابقة، يتبين أن محل إقامتهم جميعاً من سوهاج وأسيوط وقنا وأسوان وغيرها من المحافظات، وذلك فى الوقت الذى خلت فيه المحافظات الساحلية والوجه البحرى من الحوادث.

والسؤال الذى يطرح نفسه فى الأذهان بقوة: ما السر الذى يدفع مسئولى السكك الحديدية فى محافظات الجنوب إلى الإهمال الجسيم؟ فى حين لم يُفكر مسئولى محافظات الوجه البحرى فى الإقدام على الإهمال وعلى إزهاق أرواح المواطنين بهذه الصورة السلبية، رغم أن عمل السكك الحديدية واحد فى محافظات الدولة بأكملها؟

المُنظرون كعادتهم يخرجون علينا لتحليل هذه الظاهرة بأن المُستوى التعليمى والثقافى للصعايدة وراء دفع المسئولين فى السكك الحديد بالصعيد إلى الإهمال والتخلص من بعضهم البعض بالإهمال والفساد الإدارى، ويُقابلهم المسئولون الرسميون بتأكيدات أن هؤلاء جميعاً مُصابون بضعف فى المستوى التعليمى والثقافى يدفعهم إلى الإهمال.

وما بين رؤى المُنظرين وتأكيدات المسئولين الرسميين فجوة كبيرة، ونقص حاد فى المعلومات، وجهل فى إدراك أن تيسير الأعمال فى هيئات السكك الحديد واحدة فى مصر.

ممن نطلب القصاص لأطفال حادث أسيوط فى صباح السبت الأسود؟

هل نُحاكم الدولة بأكملها، أم يُطلق الشعب رصاص القصاص على نفسه لإنهاء الشكوى من المآسى وتقرأ الحكومة الفاتحة على أرواحنا؟.. هل يُطالب الشعب المصرى بالسجن المُشدد للشعب المصرى أم الحكومة التى تدَّعى الحُكم باسم الدين؟

سؤال أخير قد يكون ساذجاً، هل يوجد فى مصر وُزراء كوارث أعادوا المواطنين إلى الحياة البدائية؟.. والإجابة متروكة للقارئ.