بسلالم من الرخام وألواح الزجاج، ولد حلم لسكان حى عين شمس حتى يصبحوا مثل غيرهم من الأحياء التى تمتلك مستشفى عاما يذهب إليه المواطنون غير القادرين على المستشفيات الخاصة غالية الثمن، بات الحلم يظهر إلى النور مع اكتمال بناء المستشفى ووضع الأجهزة بداخله، ومنذ ما يزيد على 15 عاما لم يأت أحد من الأطباء إليه حتى يعالجوا المرضى، وبعد الكثير من الوعود الكاذبة بفتح المستشفى عرف أهالى الحى أن هذا المستشفى لن يفتح أبدا وذلك لأن صاحب قرار بناء هذه المستشفى لم يكن يعرف أن هذا المبنى محكوم عليه بالإعدام بسبب محولات الضغط العالى التى تقع أمامه مباشرة والتى تؤثر على المرضى والأجهزة الطبية التى بداخلها.
يقول إبراهيم محمد حارس أحد العقارات بحى عين شمس جئت من الصعيد للبحث عن لقمة عيش، أسكن هنا بالحى منذ 10 سنوات، جاء مصدر رزقى بجانب المستشفى أملا فى أنه يعمل حتى يكون منقذا لى ولأسرتى فى حالة المرض، ولكن لم يحدث ذلك، وعندما يمرض أحد من أبنائى أو زوجتى اضطر للذهاب إلى مستشفى الدمرداش أو هليوبوليس بمصر الجديدة، وهذا يزيد التكاليف على عاتقى وأنا لا أعمل غير حارس عقار، يوجد هنا مركز طبى عبارة عن عيادة عندما تأتى إليها حالة مرضية تقوم بتحويلها إلى مستشفى الدمرداش أو المطرية لأنه لا يوجد بها دواء أو أدوات طبية.
وبعد أن استمع بعض من أهل المنطقة إلى صوت إبراهيم وهو يصرخ قائلا "عايزين مستشفى هو حق العلاج على نفقة الدولة بقى حراما" تجمعوا وأخذت الأقوال تتضارب بينهم حيث أجمع بعضهم على عدم عمل هذا المستشفى نظرا لعدم سداد الحكومة باقى تكاليفه للشركة المنفذة للبناء، وذهب البعض الآخر إلى سبب وجود محولات الضغط العالى أمامه، فيقول خالد على سمعنا أن المستشفى تكلف ما يزيد على 45 مليون جنيه وشاهدنا الأدوات والأجهزة التى بداخله ثم أغلقوا الأمل فى عيون أهالى الحى، ومع ذلك الأمل مازال موجودا فهناك حلول على الحكومة الحالية اتخاذها وهو استبدال هذا المبنى وتخصيص مبنى آخر ينقل فيه الأدوات والأجهزة التى لم تستخدم بعد إليه لخدمة أهالى الحى.
وعند استماع أم شيماء لكل هذه الأحاديث المتضاربة طرحت تساؤلا هاما قائلة "هما ليه بنوها لما كل حاجة غلط فيها من الأول" ولم يستطع أحد الرد على تساؤل غير المسئولين.
واستكمالا لتساؤلات أم شيماء يضيف عبد العزيز الشيمى ( يسكن بالحى منذ 30 عاما) جئنا إلى هنا وكانت محطة تحويلات الضغط العالى منذ زمن بعيد موجودة هنا ويطلق عليها اسم محطة هليوبوليس، فأين رئيس الحى والقائمون على الإشراف الهندسى للبناء لماذا لم يتداركوا خطأ البناء وتوفير هذه الأموال التى يدفعها الشعب المصرى لبناء مستشفى فى مكان آخر أكثر أمانا، هذا المستشفى سوف يسهم فى نجاة الكثير من الأطفال الذين يموتون كل يوم بحوادث الطرق وعدم استطاعة أهاليهم الوصول إلى المستشفى إلا بعد وقت طويل نظرا لبعد المسافة.
ويقول محمد شحتة منسق التيار الشعبى بحى عين شمس الوصول إلى مستشفى المطرية أمر بالغ الصعوبة نظرا لأن الطريق غير ممهد وتكدس السيارات به مما يعيق السير، فيكون الحل هو الوصول إلى مستشفى الدمرداش أو هليوبوليس وكلاهما بعيدان عن الحى، فكيف لنا أن نرى حيا كاملا لا يوجد لديهم مستشفى عام لعلاجهم؟.
أما حسن عبد الوهاب مسئول التثقيف بالتيار الشعبى بالحى يشير قائلا: عدد سكان مدينة بورسعيد 650 ألف مواطن ولكن بها 4 مستشفيات حكومة تخدم أهل البلدة أما سكان عين شمس يزيد تعداد سكانها على مليون و200 ألف نسمة وليس بها مستشفى حكومى واحد، رغم أن غالبية سكان حى عين شمس يعيشون تحت خط الفقر.
ويختتم محمد مراد (16 سنة) وقت الانفلات الأمنى الذى حدث عقب أحداث ثورة 25 يناير وقفنا جميعا لحماية المستشفى مثل منازلنا لأننا نشعر أنه مبنى الحياة الذى طال انتظاره.
مستشفى عين شمس محكوم عليه بالإعدام بسبب محولات الضغط العالى
السبت، 17 نوفمبر 2012 06:09 م
مستشفى عين شمس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ملاحظ
أبراج الضغط العالي
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
زياره لرئس الحى