جمال نصار

مع استقبال عام هجرى جديد.. أين نحن من بناء الدولة الحديثة؟

الخميس، 15 نوفمبر 2012 12:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى البداية أود تقديم التهنئة للشعب المصرى والأمة العربية وجموع المسلمين فى العالم، بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وبدء عام هجرى جديد، داعيًا المولى عز وجل أن يعيد تلك الأيام المباركة باليمن والخير والبركات والأمن والسلام على الجميع، وإذا تأملنا فى الهجرة النبوية نجد أنها كانت البداية الحقيقية لوضع الأسس والمبادئ الحضارية، لبناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على تفعيل وتطبيق مفاهيم العدل والمساواة وعدم التفرقة أو التمييز أو العنصرية بين أى من البشر بسبب اللون أو الدين أو غير ذلك، ثم انطلقت بعد ذلك نحو ترسيخ مبادئ الوسطية والتسامح والارتقاء بالمعانى الإنسانية والقيم الروحية ووضعت الإنسان فى مقدمة الاهتمامات التى يجب الاهتمام به. كما أنها كانت الحدث الفارق الذى غيّر مجرى الحياة والتاريخ، وبدأت معه الأمة فى مسيرتها الحضارية والإنسانية ببناء دولتها الإسلامية بمفهومها الحديث والقانونى المعاصر والمتمثل فى ثلاثية الترابط والتوافق والتناغم بين الشعب والدولة والدستور.

وقد تضمنت الهجرة قيما ومعانى نبيلة، كالتضحية والفداء والإيثار وحب الأوطان، تلك المعانى تمثل أسس بناء الأمم وصمام أمان المجتمعات، فموقف على بن أبى طالب الذى افتدى النبى، صلى الله عليه وسلم، بنفسه ليلة الهجرة، وموقف أبى بكر الذى آثر صحبة النبى، صلى الله عليه وسلم، وضحى بماله كله من أجل المصلحة العليا، وغيرها من المواقف فى هذا الحدث تؤكد أن الأمم لا تبنى إلا بمثل تلك القيم التى تعلى المصلحة العامة على غيرها من المصالح، فالأمة الإسلامية التى تعانى حاليًا ضعفًا فى مقومات وجودها وبقائها على خريطة العالم المعاصر، تمتلك مقومات وعناصر السبق التى تؤهلها من جديد إلى القيام بدورها الريادى على مستوى الحضارة الإنسانية، وجعلها قادرة على إحداث التغيير فى الحياة المعاصرة، وإظهار حقيقة سماحة ورحمة الدين الإسلامى للعالمين، بتوحيد الكلمة والهدف والإخلاص الكامل فى النية والقول والعمل من أجل تخطى تحديات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا الغالى، إن الهجرة تغيير شامل لكل سلبيات الكون كله، فالليل يهاجر ويأتى النهار والنهار يهاجر ويأتى الليل إذن نتعلم ألا نكون خاملين وألا نكون متصفين بالكسل وألا نكون طاقات معطّلة، والهجرة حينما ندرسها نتعلم منها التخطيط، فالتخطيط شىء مهم فى حياتنا فأمة بلا تخطيط أمة بلا مستقبل، ومستقبل بلا تخطيط لا يخلق إلا أممًا معوقة.

إن الهجرة بطبيعتها بناء لأنظمة كثيرة كانت غير موجودة وعلاقات رائعة نحن فى احتياج إليها الآن وبخاصة بعد ثورة 25 يناير، تمثلت هذه العلاقات فى: العلاقة بين الإنسان وربه وتمثلت فى بناء المسجد، والعلاقة بين المسلمين بعضهم وبعض وتمثلت فى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والعلاقة بين المسلمين وغيرهم وذلك ما تجسد فى وثيقة المدينة، فالهجرة ليست مجرد شعارات أو كلمات ولكن الهجرة منهاج للحياة كلها والهجرة مبادئ وقيم لصياغة بناء الفرد وتكوين المجتمع وتشكيل الأمة، فعلينا أن نأخذ من الهجرة ما نصلح به قيمنا التربوية والتعليمية والاقتصادية وأن نكون مشاركين فى دفع أمتنا إلى التقدم العلمى والمشاركة الإيجابية بأن نهاجر من الكسل إلى العمل، وأن نهاجر من الجهل إلى التعليم، وأن نهاجر من العقول الجامدة المتبلدة إلى عقول مستنيرة وأفكار ثاقبة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة