حافظ أبو سعدة

حتى لا تضيع سيناء.. الحماية والتنمية أولاً

الخميس، 15 نوفمبر 2012 12:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرضت القوات المسلحة لحملة ظالمة خلال الفترة الأخيرة، حينما حاولت أن ترد الاعتداء الغاشم الذى وقع على قواتها فى سيناء فى شهر رمضان الماضى وقبل الإفطار، مما أدى إلى سقوط 16 شهيداً من جنودها، وعليه هرعت القوات المسلحة لرد هذا الهجوم ومواجهة الجماعات التى تجرأت على مواجهة القوات المسلحة، وقررت أن تحول سيناء إلى قاعدة تهدد ليس فقط هذه البقعة الغالية من أرض مصر، إنما المجتمع المصرى بأكمله. لقد شرعت القوات المسلحة فى حماية الوطن، ولكن للأسف لم تحظ هذه الحملة بدعم شعبى ومساندة لدورها وإيمانا بقدرتها على تحقيق أهداف الأمة فى حماية التراب الوطنى من أى اعتداء، ويبدو أنه تحت هذا تراجعت العمليات فى سيناء أو كادت أن تتوقف، مما أدى إلى بروز الجماعات الإرهابية من جديد، وأضحى المجتمع المصرى يصحو كل يوم على خبر لاغتيال ضابط أو جندى، أو هجوم على كمين، أو الاستيلاء على معدات وأسلحة تابعة للشرطة أو الجيش على حد سواء، الأمر الذى بات يهدد قدرة مصر على السيطرة على سيناء، ويزيد المخاوف من إمكانية انسلاخها تحقيقاً لمشاريع دولية وإقليمية لها مطامع واضحة فى سيناء.

الاعتراف بالخطأ فضيلة، ويجب أن نعترف أننا لم نقدم الدعم والمساندة للقوات المسلحة ولا لقوات الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم بلا شك لحماية التراب الوطنى، فوفقا لمعلوماتنا هناك حوالى 70 ضابطا وجنديا قتلوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، نحسبهم عند الله شهداء، ولم يكن رد فعل المجتمع المصرى والقوى السياسية يتفق مع حجم هذه التضحيات، بل كان النقد هو السمة الواضحة للقوات المسلحة. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن بشدة: ما الموقف بعد أن تصاعدت الأصوات فى إسرائيل والتى تطالب بتطبيق ما يسمى الحل السيناوى «Sinai solution»؟، والذى يسعى إلى إنهاء القضية الفلسطينية من خلال توطين سكان غزة فى سيناء، وإقامة الدولة الفلسطينية على سيناء وقطاع غزة، مع إقامة علاقات خاصة مع الضفة الغربية، وإنهاء وضعية القدس بشكل نهائى وحسمها داخل الكيان الصهيونى، وعاصمة أبدية للدولة الإسرائيلية، فهذا الحل مقدم فى أوراق وتقارير رسمية ولمفكرين استراتيجيين إسرائيليين، ومنشور للأسف ويعلمه الجميع، وبدلا من القضاء على هذه المخططات، تتناغم الأوضاع فى مصر على نحو يساعد على تنفيذ هذا المخطط بدلا من اتخاذ إجراءات حقيقية لمقاومته.

وهنا فالحل فى سيناء يكمن فى ثلاثة محاور أساسية، ولا يمكن أن يتحقق بقاء سيناء داخل مصر سوى من خلالها، الأول هو مساندة شعبية لدعم عمليات القوات المسلحة للقضاء على أى جماعات متطرفة فى سيناء، على أن تقوم بهذه العمليات القوات المسلحة مع قوات الشرطة وفق خطة زمنية تنتهى خلال أشهر قليلة. والمحور الثانى: وضع خطة لنقل سكان عبر مشروع محدد خلال سنة على الأقل لنقل 100 ألف مواطن فى تجمعات زراعية، والمناطق التى وصلت إليها ترعة السلام. أما المحور الثالث فيتعلق بخطة لتنظيم العلاقة مع غزة من خلال تغيير وضعية معبر رفح من معبر أفراد إلى معبر أفراد وبضائع، وضمان تدفق البضائع والاحتياجات المعيشية لسكان غزة بشكل منظم.

وأخيراً يبقى أن نقول إن سيناء تستحق منا أكثر من ذلك، ويجب أن نعمل من أجلها الكثير، فقد ارتوى ترابها بدماء المصريين على مدى الستين عاماً الماضية، فلا يجب بأى حال من الأحوال أن تضيع سيناء فى الوقت الذى يسعى الشعب المصرى إلى نيل حريته من الحكم الاستبدادى، وتحقيق الديمقراطية، والوصول إلى مصاف الدول الكبرى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة