لوس أنجلوس تايمز: تحالف مصر وتركيا يعكس مناورة إسلامية لإعادة تشكيل المنطقة.. البلدان يكملان بعضهما الآخر فى الوقت الحالى.. مصر تحتاج للواقعية التركية وتقويض دور الدين لإعادة نفوذها

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012 12:32 م
لوس أنجلوس تايمز: تحالف مصر وتركيا يعكس مناورة إسلامية لإعادة تشكيل المنطقة.. البلدان يكملان بعضهما الآخر فى الوقت الحالى.. مصر تحتاج للواقعية التركية وتقويض دور الدين لإعادة نفوذها الرئيس محمد مرسى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن التحالف الناشئ بين مصر يمثلها، الرئيس محمد مرسى وتركيا ممثلة فى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، يعكس مناورة رئيسين إسلاميين لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر وتركيا يسعيان إلى تشكيل تحالف يظهر مناورات القادة الإسلاميين فى البلدين لإعادة تشكيل شرق أوسط يرزح تحت وطأة الاضطرابات السياسية والمعارك العاطفية حول دور الدين فى الحياة العامة.

وأضافت أن العلاقة بين مصر وتركيا قد تشير إلى نظام إقليمى ناشئ، تتلاشى فيه سيطرة الولايات المتحدة تدريجيا فى مواجهة الأصوات الإسلامية التى لم يعد يمكن احتواؤها بالجيوش أو الأنظمة المستبدة الموالية للغرب.

ورغم أن لكل من البلدين رؤيته الخاصة بشأن الإسلام السياسى، غير أن كلاهما يكملان بعضهما الآخر فى الوقت الراهن، فاقتصاد تركيا القوى قد يساعد على إنقاذ مصر من أزمتها المالية، بينما قد تعزز القاهرة طموح أنقرة فى أن تصبح قوة بين الحكومات المدعومة إسلاميا.

ومضت بالقول إن البلدين من المرجح أن يؤثرا على إراقة الدماء المتزايدة فى سوريا وتأثير الدول النفطية فى الخليج ومستقبل السياسات تجاه إسرائيل والفجوة بين الإسلاميين المعتدلين والمتشددين. فالبلدان يطرحان خطوطا متنافسة بين التقليدية والمعاصرة.

وقال أحمد أبو حسين، محلل شئون الشرق الأوسط بالقاهرة، إن تركيا استطاعت تحقيق التوازن بين الدين والدولة العلمانية، وهو ما نرى نقيضه فى مصر، حيث لم نستطع التوازن بين الدين والدولة حتى الآن والجميع يعانى ارتباكا.

وتأتى محاولات البلدين لتعميق العلاقات بينهما وسط ضغوط دولية ومحلية من الثورات التى تعمل على إعادة صياغة السياسة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويسعى أردوغان لجعل الديمقراطية التركية نموذجا للحكومات العربية، فيما يرغب مرسى فى استعادة مكانة مصر العالمية.

وفيما سمحت الدبلوماسية التركية وجودة الاقتصاد لجعل البلاد أكثر قدرة لبسط نفوذها الإقليمى، فإن الحرب الأهلية فى سوريا، التى مزقت العلاقات بين أنقرة ودمشق، تركت أردوغان يبحث عن خطط لإنهاء الصراع على حدود بلاده.

كما أن تركيا أثارت غضب إيران، الحليف الأقوى لسوريا، بتوقيعها على نظام ردع صاروخى مدعوم من الولايات المتحدة، فيما وصفها رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى بأنها دولة معادية واتهمها بتهييج التوتر الطائفى فى بلاده.

وترى الصحيفة أن مرسى كان لديه بعد نظر سياسى أفضل من أردوغان، مشيرة إلى زيارة الرئيس المصرى، الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، إلى طهران أغسطس الماضى فى سبيل تحسين العلاقات المصرية الإيرانية، وفى الوقت نفسه فإنه أثار غضب إيران بإدانة قمع الأسد للمعارضة.

وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن كلا من أردوغان ومرسى يواجهان انتقادات بارتكاب ممارسات استبدادية، إذ أن الحكومتين تمارسان اعتقال المعارضة والصحفيين.

وتوضح أن تشابه الاثنين ينبع جزئيا من تأثير جماعة الإخوان المسلمين فى مصر على المنظمات الإسلامية فى أنحاء المنطقة، بما فى ذلك حزب العدالة والتنمية الذى ينتمى له رئيس الوزراء التركى.

غير أن السؤال الذى يلح حاليا هو كيف سيقوم أردوغان ومرسى بمناورتهما حول سياسات المنطقة، التى يسعى كلاهما للتأثير عليها، فى ظل اعتبار مصر هذا الأمر بصفتها قضيتها التاريخية والاستراتيجية؟.

ويقول كمال كرسكى، أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة البوسفور فى إسطنبول: "لا أعتقد أن مصر، حتى فى ظل حكم الإخوان المسلمين، يمكنها أن تتقرب من بلد ترغب فى التدخل والسيطرة على المضمار السياسى لمصر".

وتقول الصحيفة إن تركيا تقدم لمصر منهج واقعى فى التعامل مع الغرب والاقتصاد العالمى والاستقرار، ورغم توتر المحادثات الخاصة بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى، فإن العملية انطوت على إصلاحات اقتصادية واجتماعية استفاد منها أردوغان وهو يتطلع نحو توسيع المصالح التجارية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقد أفادت وسائل الإعلام العربية بأن تركيا تستهدف توسعا تجاريا مع العالم العربى بنحو 100 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة. ويشير سيف الله الخونكى إلى أن ما يثير الاهتمام فى نجاح تركيا هو التزامها بالرؤى والخطط العلمية وهو ما تفتقر إليه إدارة مرسى فى مصر.

وبينما تنبت السياسات التركية من الديمقراطية العلمانية وتاريخ من الأحزاب السياسية التى قوضت دور الدين فى السياسة، فإن الحكومة الإسلامية فى مصر تسعى للدفع بدستور يرسخ دور الشريعة والدين.

ويختم حسين مضيفا، أن الأحزاب الإسلامية فى تركيا تعمل بشكل أكبر على السياسات الاقتصادية والإصلاح بعيدا عن الأيديولوجيات الدينية، لذا يحتاج الإخوان والسلفيون فى مصر لتغيير خطابهم ليتناسب مع احتياجات المصريين والعالم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة