خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: كيف أرضى حبيبى؟

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012 06:02 م
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: كيف أرضى حبيبى؟ خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علاقة الحب الناجحة والمستمرة أصبحت كالأحلام التى نلتقى بها فقط فى المنام، أما فى واقع الحياة فهى من دروب الخيال لأسباب كثيرة، ولكن من أهمها هى عدم معرفتنا كيفية إرضاء الحبيب والحفاظ على حالة الرضا وتجددها، ومن هذا المنطلق نطرح على أنفسنا تساؤلات مهمة من شأنها مساعدتنا على معرفة الوصفة السحرية لإرضاء الحبيب، فهل هناك يا ترى تدرج فى أهمية مشاعر الرضا أى هل هناك مشاعر للرضا أهم من الأخرى بالنسبة للشخص؟؟؟ وبالتالى تكون هناك أشياء أكثر أهمية فى جلب هذه المشاعر للحبيب! وهل هى ثابته عند كل الناس أم هى مختلفة ومتغيرة باختلاف الشخصيات؟ و يجب على كل شريك معرفة إجابة هذا التساؤل المهم ما الجانب الأكثر الأهمية لدى شريكه لجلب مشاعر الرضا؟، وهل هى العلاقة الجنسية الناجحة أم العلاقة الفكرية المتوافقة أم العلاقة العاطفية المشتعلة؟؟؟

دعونا نرى الإجابة من زوايا مختلفة لمشاعر الرضا، ونبدأ هذه الرحلة بطرح تساؤلات تكشف لنا عن الجانب الأخلاقى لمسببات الرضا وما هو الأفضل والنافع للحبيب، ولنجعل التساؤل الثانى هو جانب السعادة فهل هناك أنواع للرضا تسبب السعادة و المتعة فى العلاقة اكثر من الاخرى، ولننهى تساؤلاتنا بجانب الاستمرارية و قوة العلاقة هل هناك أنواع من الرضا التى يمكن أن تجعل العلاقة تستمر بنفس الحرارة، أو تزيد وتنقص، أو حتى تنتهى؟

كل هذه التساؤلات ستساعدك الإجابة عليها على اكتشاف الطريقة المثلى لإرضاء حبيبك أنت، لأنه لا يوجد وصفة يمكن أن تنطبق على الجميع فلكل شخص ظروفه الخاصة به، لأن فى كثير من مشاعر السعادة والمتعة يلتبس علينا الأمر فى معرفة أيهم الأهم للوصول لحالة الرضا، فمن المهم أيضا أن نفرق بين الاحتياج والافتقاد، وما يسببه من شعور بالسعادة .

فدعونا نتخيل سويا أنك تقود سيارتك وحيدا فى طريق سريع فى الليل، وبعد فترة الوحدة رافقتك فى الطريق سيارة أخرى لاتكاد ترى من بداخلها، بالتأكيد ستسعد بهذه الرفقة لأنك فى حاجه إليها، ولكن عندما ينتهى الطريق السريع ستشير بيدك أو حتى بالأنوار مودعا رفيق الطريق الذى لن تراه مجددا.

لأن فى بعض الأحيان عندما يحصل الإنسان على الأشياء التى يفتقدها تشعره بالسعادة والرضا المتناهى، ويكون السبب حالة الافتقاد فقط، ولكن لو حدثت هذه الأشياء لمن يمتلكونها بالفعل لن تحدث هذا التأثير بالرضا، كما حالة مرورك على سيارات فى الطريق السريع وأنت مع رفاقك....

ففى بداية الانجذاب يجب أن نضع فى اعتبارنا هذا المفهوم من الحرمان والافتقاد، لأن الشعور بالرضا بالحصول على ما نفتقده يعطى لنا حالة رضا وسعادة مؤقتة ولكنها لن تكفى فقط كى نكمل الحياة، ويجب أن ندرك أيضا أننا فى حالة الإشباع التام يمكن أن يكون سبب الرضا غير ممتع، أو حتى فى بعض الأوقات التى نمر بها بمزاج سىء، أو فى الظروف الغير جيدة يمكن أن يكون سبب الرضا لا ينتج عنه متعة أوسعادة.

كما أن الشىء الذى يرضى الطرفين و يكون مهم ومرغوب فيه فى العلاقة فى وقت من الأوقات يمكن ان يكون عكس ذلك فى وقت آخر من حياة الإنسان، فما يسعد الشاب المراهق لا يسعد الرجل الناضح، ولكن هناك أيضا بعض الأشخاص الذين لا تتغير اهتمامتهم خلال حياتهم فما يرضيهم فى سن المراهقة هو ما يرضيهم فى سن النضوج والكبر.

ومن أهم التساؤلات التى تسير الجدل فى مشاعر الرضا فى العلاقة العاطفية أيهم أكثر أهمية أن يحب الشخص أم أن يستقبل الحب من الآخر؟ فنجد أشخاص يكون ما يهمهم أن يحبوا ويشعروا بمشاعر الحب أكثر من أن يستقبلوا الحب من الطرف الآخر، وأشخاص آخرين أو حتى نفس الأشخاص ولكن فى مراحل أخرى من حياتهم تكون الأهمية القصوى لهم أن يستقبلوا الحب من الطرف الآخر كى يحصلوا على حالة الإشباع و الرضا، و لأشخاص أخرين يكون الاثنين فى نفس الأهمية، فكل شخص يتفاعل على حسب الظروف المحيطة به.

فالشخص الذى يحب من طرف واحد ولا يجد سبيل لمبادلة الطرف الآخر له نفس المشاعر لن يستغنى عن هذا الحب فى هذا الوقت وسيكون حال رضاه فى مشاعر الحب التى يشعر بها، أما من يحبه شخص بقوة وهو لا يبادله نفس المشاعر بنفس القوة نجد هذا الشخص يرضى ويشعر بالسعادة من حالة الحب التى يقدمها له الطرف الآخر، أما فى حالة الحب المتبادل بين الطرفين نجد ما يرضى الطرفين حالة تبادل الحب من خلال علاقة حب متوازنة، وبالتالى يكون أهمية إعطاء الحب كأهمية استقباله من الشريك.


و لذلك يجب أن ندرك أن لكل شخص على مر مراحل حياته مجالات وأشياء ونشاطات خاصة ومحددة ذات أهمية خاصة فى جلب حالة الرضا، وهناك أيضا احتياجات تكون لها الأهمية القصوى خاصة من الناحية النفسية ولها معنى خاص لدى كل شخص يشعر من خلال ممارستها مع الشريك بالسعادة فى العلاقة، ولا تشترط أن تكون أشياء لها قيمة عالية أكثر من كونها تقدم الاهتمام والمتعة للشخص، مع مراعاة أهمية كونها لا تنافى المبادىء الأخلاقية.

فبمعرفة هذا المفهوم أن لكل شخص احتياجات وأشياء لها أهمية قصوى للوصول لحال الرضا فى العلاقة مع الشريك الآخر، وجب على كل شريك إدراك هذه الاحتياجات ومحاولة إشباعها أو على الأقل لا يجعله يشعر بعدم إشباع فيها، حتى إذا كان هذا الشخص يسعى لإشباع جميع الاحتياجات الأخرى، فلا تضاهى إشباع الاحتياجات التى نطلق عليها الأكثر أهمية، وإذا حدثت فجوة فى هذه الاحتياجات أو شعر الشخص باحباطات فيها، نجد أن هناك شيئا حيويا مفقود فى العلاقة وبالتالى تصبح علاقة حب غير مكتملة، وبإدراكنا أهم ما يسعد ويرضى الحبيب نستطيع أن نحافظ على هذا الشعور الثمين بالرضا المستمر فى العلاقة، ونبنى جسرا قويا نستطيع أن نمر فوقه بسلام فى الطرق الوعرة التى نمر بها فى حياتنا لنستمر فى حالة حب دائمة ومتجددة.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

انا مسلم

Banha

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة