بدأ المهرجان بالنشيدين الوطنيين الفلسطينى والمصرى، ثم آيات من الذكر الحكيم تلاها القاضى ماهر خضير، ثم عُرض فيلم وثائقى عن حياة الشهيد ياسر عرفات، منذ طفولته وحتى استشهاده، تلاه كلمة للفنان المصرى جمال عبد الناصر والذى روى قصة امرأة تجسد معاناة ترمز إلى فلسطين.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصرى ومندوب مصر لدى الجامعة العربية السفير عمرو أبو العطا، فى كلمة له نيابة عن وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أن اسم الشهيد ياسر عرفات ارتبط بفلسطين، والثورة والنضال، والكرامة، والتسامح، والتمسك بالوحدة الوطنية، مشيدا بمواقف الرئيس محمود عباس وتمسكه بالثوابت الوطنية.
وأكد أبو العطا، على حق الشعب الفلسطينى بتعزيز وضعيته فى المنظمة الدولية، خاصة إثر تعثر أفق الحل السلمى للقضية الفلسطينية جراء تعنت إسرائيل ومواصلتها سياسة الاستيطان، مجددا التأكيد على دعم مصر لهذا المسعى واعتزامها بذل جميع الجهود لضمان نجاحه، مضيفاً أنه 'رغم هذه الظروف الصعبة والدقيقة ما زالت أمتنا العربية تقف إلى جانب الحق الفلسطينى وما زالت تقف من أجل أن ينال الشعب الفلسطينى حريته".
واستعرض الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بجامعة الدول العربية السفير محمد صبيح، فى كلمته خلال المهرجان، سنوات عمله الطويلة مع الشهيد عرفات، وحيا روح الشهيد أبو عمار، وشهداء الثورة الفلسطينية باسم الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربى، الذى اعتذر عن الحضور لانشغاله فى الترتيبات والتحضيرات الخاصة باجتماع وزراء الخارجية العرب لحشد التأييد للمسعى الفلسطينى للحصول على وضعية الدولة غير العضو فى الأمم المتحدة، مشددا على أن رحيل عرفات شكل خسارة لكل المناضلين فى العالم.
وأشار إلى أن 'أبو عمار' اهتم كثيرا بتعزيز العلاقة مع الجامعة العربية منذ أن نشط فى رابطة طلبة فلسطين بالقاهرة، مذّكرا بعقد العديد من دورات المجلس الوطنى فى مقر الجامعة، والزيارات المتبادلة بين الشهيد عرفات ومسئولى الجامعة فى مختلف مراحل النضال الفلسطينى المعاصر.
وأوضح صبيح أن عرفات بالفعل كان 'فلسطينى الهوية ومصرى الهوا'، مؤكداً أنه التقى بعض المصريين قام أبو عمار بتدريبهم عسكريا منذ عام 1952، وكان لهم دور فى الدفاع عن مصر فى العدوان الثلاثى عام 1956.
من جهته، شدد سفير فلسطين فى القاهرة د.بركات الفرا، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن الذى يود الحديث عن بطولات الشهيد ياسر عرفات يقع فى حيرة بسبب بطولاته وسيرته المليئة بالتضحيات، مؤكدا 'أن عرفات حتى نفيه حقه يجب أن نخصص موسوعة تتناول حياته ومواقفه وبطولاته'.
وطالب الفرا حركة 'حماس' على التوقيع على ورقة المصالحة التى أعدتها مصر فى ضوء النقاشات الطويلة لمختلف الفصائل الفلسطينية، وقال: 'كل الملاحظات وكل الفصائل تصغر أمام كلمة القدس وأمام قضيتنا التى تضررت كثيرا نتيجة حالة التفتت'.
ولفت إلى أن ما ميز الشهيد عرفات وجوده دائما فى الخندق الأمامى فى أية معركة، سواء فى لبنان أو فى الوطن، وقال: 'هو خارج من بيروت سئل إلى أين ذاهب يا 'أبو عمار'، فأجاب إلى القدس عاصمة فلسطين'.
تابع الفرا: 'دائما كان يرفع أبو عمار شعار 'استقلال القرار الوطنى' وقد دفع نتيجة ذلك الكثير، لكنه حافظ على القضية الفلسطينية، ونحسب له أنه تمسك بالثوابت الفلسطينية وفى مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإنهاء الاستيطان، والتمسك بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين'.
وقال إن قضية الأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى هى شغل القيادة الشاغل، ويجب أن نعمل بمواصلة بذل أقصى الجهود وعلى المستويات كافة من أجل التسريع فى إطلاق سراحهم، وخاصة الأسرى قبل عام 1993.
وأشاد الفرا بقرار التوجه للأمم المتحدة للحصول على دولة غير عضو، معربا عن ثقته باستمرار التحرك حتى تحقيق الأهداف، والعمل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال.
وتعالت، خلال المهرجان، الهتافات الداعمة للرئيس محمود عباس، واستذكارا لشهداء فلسطين، وعلى رأسهم الراحل ياسر عرفات، وكما رفع العلم الفلسطينى وكوفيات الرئيس أبو عمار أثناء إلقاء كلمة مدير مؤسسة ياسر عرفات بالقاهرة محمد القدوة، وعن إقليم حركة فتح لمعى قمبرجى، وممثل شيخ الأزهر الشيخ على عبد الباقى، وأعقب ذلك فقرات فنية تنوعت بين مقاطع شعرية ترثيلرمز أبو عمار وغناء على العود، اختتم بوصلة غنائية أداها كورال عباد الشمس التابع لاتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة.
وحضر المهرجان، الذى نظمته سفارة فلسطين بالقاهرة بالتعاون مع حركة 'فتح' إقليم مصر ومؤسسة ياسر عرفات والتنظيمات الشعبية الفلسطينية، عدد من أعضاء السلك الدبلوماسى العرب والأجانب المعتمدين لدى مصر، وقيادات سياسية ونقابية مصرية، وأمين مجمع البحوث الإسلامية وممثل شيخ الأزهر الشيخ على عبد الباقى، وأبناء الجالية الفلسطينية من مختلف محافظات مصر.










