" مش همشى من هنا غير لما أجيب ثار مينا" بعينين لم تفارقهما الدموع منذ استشهاد أبنه تحدث "أبو المعتصمين" لليوم السابع عن قصة اعتصامه الذى لم ينقطه من يوم جمعة الغضب، "أنا مسيبتش الميدان من يوم ما وقع مينا قدامى، مش عارف أجيب حقه وحق كل اللى ماتوا زيه هنا قدام عينيا فى الميدان".
"انا عنيا اللى مداقتش النوم من يوم استشهاد مينا شافت كل حاجة حصلت هنا، كل جرائم الشرطة والعسكر، من أول قتل المتظاهرين، لكشف العذرية، لقتل الشيخ عماد
عفت، وتعرية البنات هنا" بتفاصيل يحكى "أبو مينا" عن أحداث العاميين الماضيين التى عاشها "أبو مينا" لحظة بلحظة أثناء اعتصامه، يلتفت لتحية بعض المارة الذين يلقون عليه السلام "أزيك يا أبو مينا" بعض أن أصبح من أشهر معالم الميدان ثم يكمل حديثه قائلاً "أنا عشت الثورة كلها، دلوقتى بيحاولوا يزرعوا بنا الخلاف احنا كلنا مصريين ولازم نتحد عشان نقوم ببلدنا، عايزين ثورة رجالة زى اللى ماتوا قدامى فى الميدان، نفسى أرجع أشوف روح ال18 يوم اللى انا لسه عايش عليها"
منشغلاً بكتابة بتعليق بعض اللافتات يتحدث "أبو مينا" عن أكثر المشاهد التى لن ينساها طوال حياته،" عمرى ما هنسى مشهد قتل الشيخ "عماد عفت" اللى قتلوه عشان بيرفع أيده بالسلام" بصوت واهن يتحدث عن وحدة المصريين التى يعرفها جيداً، مردداً إحدى العبارات التى دونها على لافتاته "أنا مصرى الجنسية، مسيحى الديانة، مسلم الفكر، متحد مع أخى المسلم المصرى".
"حق مينا وكل الشهدا" هو ما يعيش من أجله "أبو المعتصمين" الذى تحولت حياته إلى أيام طويلة بين اللافتات، لم يعد يلتفت إلى البرد أو الجوع الذى نهش جسده النحيل، ولا لأسرته التى نست وجوده ولم تعد تعترف به بعد أن فشل فى استرداد حق، لا يعبأ بملابسه الرثة ولا بخيمته التى أنفض المعتصمين من حولها، ليبقى وحده "أقدم معتصمى الميدان" و"أبو المعتصمين" دون منازع.







