سليمان شفيق

البابا 118 بين الكنيسة والوطن

الخميس، 01 نوفمبر 2012 10:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد العالم الاثنين الماضى انتهاء ماراثون انتخابات بطريرك الكرازة المرقسية، حيث أدلى الناخبون الأقباط بأصواتهم لتصفية المرشحين الخمسة إلى ثلاثة مرشحين «الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، الأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة، والرهبان، القمص روفائيل أفامينا، باخوميوس السريانى، القمص سيرافيم السريانى».

أدلى 2256 بأصواتهم بنسبة 93% وتخلف عن الحضور 161 ناخباً، واستبعد صوتان باطلان، وأسفرت النتائج عن فوز الأنبا روفائيل 1980 صوتًا والأنبا تاوضروس1623 صوتًا والراهب روفائيل أفامينا 1530صوتًا، فى أول انتخابات تجرى فى ظل ثورة الاتصالات، والذى لا يعلمه قطاع كبير من المصريين أن المنافسة الحقيقية كانت فى المرحلة التى تم فيها انتخاب 5 مرشحين من سبعة عشر مرشحاً، وهنا لا يجوز استخدام مصطلح استبعاد بقدر ما يمكن استخدام مصطلح الانتخاب الداخلى، ثم تأتى المرحلة الثالثة المسماة بالقرعة الهيكلية.
كل تلك التعقيدات فرضتها لائحة 1957 التى تمت ما بين الرئيس جمال عبد الناصر والدكتور رمزى أستينو وزير التموين حينذاك ممثلا المجلس الملى والكنيسة، حيث لم يكن من الطبيعى أن يأتى رئيس الدولة بالاستفتاء وينتخب رأس الكنيسة!!.

أولاً مرحلة الترشح والتصفية الأولية: وهنا يجب أنه نؤكد أنه لا أحد يترشح من تلقاء نفسه، بل يتم ترشيحه من قبل شخصيات اعتبارية من المجمع المقدس أو المجلس الملى العام، ثم تقوم لجنة بانتخاب من 5 إلى 7 من المرشحين يجرى بينهم الانتخاب لاختيار ثلاثة للقرعة الهيكلية، وكانت هذه المرحلة من أصعب المراحل واستطاع من خلالها الأنبا باخوميوس القائم مقام لعب دور حكيم وأساسى فى قيادة الكنيسة إلى بر الأمان، وتشبه هذه المرحلة إلى حد كبير اختيار الكرادلة لبابا روما، كذلك فمع احترامى للصوم والصلاة والتدخل الإلهى ودور لجنة الـ18 فإن قوى الضغط الأساسية التى لعبت دورا كبيرا فى الوصول لاختيار الخمسة مرشحين هى القوى الثورية الجديدة بالكنيسة التى عمل لها الجميع ألف حساب خشية اقتسام الكنيسة أو انتقال الفوضى المجتمعية إلى داخل الكنيسة كون هؤلاء الثوريين هم الرقم الصعب المستقبلى أمام البابا 118.
ثانياً مرحلة الانتخاب: ولعب دورا أساسيا فيها 1 - المطارنة والأساقفة الذين زكوا المرشحين.
2 - أساقفة البلاط البابوى السابق.

3 - أقباط المهجر وتيار مجمع نيقية الذى يدعم الرهبان.
ثالثاً مرحلة القرعة الهيكلية: وهى مرحلة يرى فيها الأقباط أخيرا تدخلا من العناية الإلهية «من 117 بطريركا اختير 3 بالقرعة» وكان الراحل الأنبا غروغوريوس أسقف البحث العلمى يرى أنها بدعة.

أيًّا كان البطريرك القادم فإنه سيكون بطريركا انتقاليا ما بين مرحلة الزعامة الكارزمية الكرازية لقداسة البابا شنودة الثالث والمرحلة الثورية التى يمر بها الوطن والكنيسة، وعكس ما يرى كثيرون فإن البابا القادم سيلعب دورا مهما فى تحديد جدول أعماله وتوجهاته نحو المتشددين الإسلاميين والمسيحيين، والقوى الثورية من الأجيال الكنسية الجديدة، ومراكز القوى فى الإكليروس.. والله أعلم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة